Filtrar por género
- 132 - الاقتراب من إمكانية إيجاد لقاح واقٍ من السيدا يتضاءل
أنجزت المبادرة الدولية لتسريع إيجاد لقاح للإيدز (International AIDS Vaccine Initiative (IAVI المرحلة الأولى من التجربة السريرية التي انطلقت في العام 2018 وحملت تسمية "IAVI G001". هذه التجربة التي طالت 48 إنسانا متطوّعا، أتت نتائجها واعدة، بما أنّ اللقاح المُرَشَّح للوقاية ضدّ فيروس عوز المناعة المُكتسب HIV حصلت تجاهه استجابة مناعية-تحصينية وصلت إلى معدّل 97%، بالاستناد إلى دراسة منشورة من قبل مبادرة IAVI، بتاريخ 3 شباط/فبراير 2021.
تعاونت مبادرة IAVI مع معهد الأبحاث الأمريكي Scripps لإطلاق المرحلة الأولى من التجارب السريرية في موقعين هما : جامعة جورج واشنطن في مدينة واشنطن D.C ومركز أبحاث السرطان Fred Hutchinson في مدينة Seattle ضمن ولاية واشنطن. فَصَل الباحثون المتطّوعين المشاركين في التجربة إلى مجموعتين متساويتين تضمّ كل واحدة منهما 24 متطوّعا متعافيا من عدوى السيدا.
تلقّت المجموعة الأولى المُؤلّفة من 24 متطوّعا جرعتين من اللقاح التجريبي بفاصل زمني وصل إلى شهرين ما بين الجرعة الأولى والثانية.
أما المجموعة الثانية المُكوّنة من 24 متطوّعا فنالت من جهتها جرعة من لقاح وهمي فارغ من العناصر المحفّزة للمناعة.
تقوم فكرة اللقاح التجريبي المضادّ للسيدا على البروتينات الخاضعة للهندسة المخبرية Engineered HIV Envelope (Env) proteins التي صُمّمت كي تتفاعل مع الخلايا اللمفاوية الساذجة-الفتيّة Naïve B cells، بهدف مساعدة الجهاز المناعي على إنتاج أجسام مضادّة إسمها( broadly neutralizing antibody (bnAb .
تستطيع هذه الأجسام المضادّة الخاصّة مقاومة مجموعة من المتحوّرات أو الطفرات الخاصّة بفيروس عوز المناعة المكتسب HIV. إنّ استراتيجية استهداف الخلايا اللمفاوية الساذجة naïve B cells من خلال تركيبة اللقاح التجريبي تتمتّع بخصائص محدّدة وأُعطيت تسمية "Germline targeting".
حَمَلَ اللقاح المُرَشَّح للوقاية من طفرات فيروس الإيدز التسمية التالية : "eOD-GT8 60mer" وهو يرتكز على مُولّد مناعي بروتيني immunogen ويحوي على مواد إضافية تجعله أكثر تأثيرا (Adjuvants) كانت طوّرتها شركة الأدوية GSK.
بخصوص الخطوات المستقبلية، تسعى المبادرة الدولية IAVI بالتعاون مع معهد الأبحاث Scripps ومؤسّسة Bill & Melinda Gates وشركة Moderna ومجموعة شركاء آخرين إلى إطلاق تجارب عدّة حول اللقاح المُرَشَّح ضد الإيدز. يعمل حاليا المختبر الرئيسي لتطوير هذا اللقاح مع مجموعة من الباحثين المنسّقين الذين انطلقوا في مهام إجراء أبحاث تسبق بداية التجارب السريرية المستقبلية وتهدف إلى تطوير واختبار لقاحات متتالية
تستطيع إرشاد الخلايا اللمفاوية B Cells، في طريقها لإنتاج الأجسام المُضادة الناضجة الحاملة لتسمية bnAbs.
ستقوم شركة Moderna بالاستعانة بتكنولوجيا mRNA ( الحمض النووي الريبوزي المرسال ) التي استخدمتها ضمن لقاحها الواقي من الكوفيد-١٩ في سبيل تطوير اللقاح المُرشّح ضدّ السيدا : "eOD-GT8 60mer immunogen".
ومن المُتوقّع أن تبدأ مرحلة التجارب الأولى على هذا التصوُّر في الربع الثالث من عام 2021. علما أنّ الباحثين يعتقدون أنّ المنهجية البحثية الساعية لتطوير لقاح ضد السيدا بمساعدة تكنولوجيا mRNA ستساعدهم كثيرا في التمكّن من إيجاد لقاحات أخرى تقي من أمراض خطيرة من قبيل الانفلونزا وحمى الضنك والزيكا والتهابات الكبد الفيروسية-C والملاريا.
ضيف الحلقة الأخيرة من حصّة أخبار "صحّتكم تهمّنا" بعد مرور أكثر من 10 سنوات على إنتاجها، الدكتور حكيم الحسيني، الإختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية في مستشفى Henri-Mondor في مدينة Créteil الفرنسية.
Sun, 02 May 2021 - 131 - تقدّم ملحوظ في علاج الكوفيد-١٩ بفضل عقار Nitazoxanide
متمتّعا بمزايا قاضية على الفيروسات ومضادّة للالتهابات مع المقدار العالي لحسن قبول الجسم له، حظي عقار Nitazoxanide في دراسة أميركية ببرهان فعاليته الوقائية في منع الأشكال الحرجة-الخطيرة من مرض الكوفيد-١٩ منذ أن تبدأ العلامات الأولى لالتهابات عدوى فيروس Sars-CoV-2.
توصّلت النتائج المنبثقة عن تجارب المرحلة الثالثة التي تسبق الموافقة على تسويق دواء (Nitazoxanide (NTZ إلى تبيان أنّ هذا العقار استطاع، في مرض الكوفيد-١٩، تقليص معدّل الحاجة إلى الاستشفاء بمعدّل 79%. كما تمكّن هذا الدواء من وقف تفاقم المرض مانعا حصول الأشكال الحرجة بمعدّل 85%، سواء كان المرضى يتخبّطون، مسبقا، بعوامل خطر صحّية أخرى أو لا.
ما بين شهر آب/أغسطس من عام 2020 و شهر كانون الثاني /يناير من عام 2021، فُحصت حالات 1390 مريضا في 36 مركزا طبّيا مختلفا ضمن الولايات المتحدة الأميركية وبورتوريكو في سبيل انتقاء متطوّعين للمشاركة في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية تهدف إلى إقصاء "الانحياز" غير المُعترف به وغير الموضوعي تجاه فعالية Nitazoxanide.
اختار الباحثون الأميركيون،في نهاية المطاف، 935 إنسانا من أجل تقييم درجة تحمّلهم لدواء Nitazoxanide، بالمقارنة مع دواء وهميّ فارغ من المواد الفعّالة. وانتقى الباحثون، في سبيل دراسة فعالية هذا العقار، 379 إنسانا توزّعوا على مجموعتين : الأولى مؤلّفة من 184 إنسانا تعالجوا بعقار NTZ، بينما تشكّلت المجموعة الثانية من 195 تلقّوا بالأحرى علاجا وهميا.
كان يتوجّب على المرضى المشاركين في التقييم الأخير لعقار NTZ أن يشكون أقلّه من أعراض محدّدة يمتاز بها مرض الكوفيد-١٩ من قبيل الأعراض التنفّسيّة والتعب وغياب حاسّة الشمّ... هذه الأعراض ينبغي أن تكون قد ظهرت على المرضى منذ فترة لا تتعدّى 72 ساعة ودفعت بالمرضى إلى حيازتهم على نتيجة فحص PCR، التي أتت إيجابية لدى 94% من المشاركين.
من ضمن هؤلاء، توزّع 237 مريضا (62,7%) بطريقة عمياء وعادلة (بواسطة السحب العشوائي) على فريقين يتأفّف أعضاؤهما على الأقلّ من مؤشّر خطر واحد، من الوارد جدا أن يتطوّر إلى شكل حرج من مرض الكوفيد-١٩.
تمّت متابعة هؤلاء المرضى طيلة 28 يوما سواء كان من خلال الإشراف السريري على وضعهم، أو من خلال التحليل البيولوجي لفحوصاتهم الدموية لرصد الأجسام المضادّة والشحنة الفيروسية والاستجابة لمفعول دواء NTZ الذي أعطي عبر الأقراص الفموية ذات "التحرير الدوائي البطيء " (NT-300). هذه الأقراص الدوائية تؤمّن غطاءً علاجيا مستمرّا من دون حصول "فراغ تطبيبي" حينما تُؤخذ مرّتين في اليوم على مدار 5 أيّام. أعطي الدواء الوهمي بنفس الشروط التي أعطي بها دواء NTZ، أي مرّتين في اليوم طيلة 5 أيّام.
في نهاية المرحلة الثالثة من التجربة السريرية الأميركية على عقار NTZ، اتّضح للباحثين أنّ هذا العقار يتمتّع بتأثير مضاد لكافة البروتينات الفيروسية الرئيسيّة التي تتحرّر في الجسم عند العدوى بفيروس Sars-CoV-2. كما يستطيع تخفيض شحنة الطاقة ضمن الخلايا الملوّثة بالفيروس ويوقف تكاثرها. أضف إلى هذه الحسنات، يتمكّن عقار NTZ من إيقاف عمل السيتوكينيات المُحرِّضة على نشوب العاصفة الالتهابية Proinflammatory cytosine ويُفعّل دور السيتوكينات التي تقوم بمهام تهدئة بؤر الالتهابات المغذّية لاستمرار العاصفة الالتهابية.
أيضا، يتصّدى عقار NTZ لموقع متغيّر على سطح بروتين الشوكة Spike الذي يكون هو المسؤول عن ظهور التحوّرات الجديدة من فيروس Sars-CoV-2.
لتلخيص ما ورد آنفا، يخلق عقار NTZ بيئةً غير ملائمة لتطوّر فيروس الكورونا المستجدّ في الجسم. ويتخطّى هذا العقار ما تقدّمه عقاقير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة Monoclonal Antibody التي تُعطى عند بداية التعقيدات الخطيرة لمرض الكوفيد-١٩. سيتفوّق عقار NTZ على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لسببين : الأوّل لأنّ عائلة الأدوية الأخيرة يصل سعرها إلى 5 أو 6 أضعاف تسعيرة عقار NT-300 والسبب الثاني لأنّ تعاطيها ينجم عنه آثار غير مرغوبة وبارزة.
يعود الفضل في ابتكار جزيء NT-300 إلى الدكتور الفرنسي Jean-François Rossignol، الإختصاصي في الكيمياء والطبيب والمغامر العلمي والباحث الذي أَسّسَ شركة Romark في مدينة Tampa في ولاية فلوريدا في سبيل تطوير ابتكاراته الدوائية. إنّ الدكتور Jean-François Rossignol على قناعة وثيقة بأنّ إيقاف مرض الكوفيد-١٩ ينبغي أن يحصل بادىء ذي بدء ما إن تظهر الأعراض السريرية الأولى. بنظره، تمثّل هذه الاستراتيجية المفتاح الرئيسي للهيمنة على المرض وردع تطوّره وهي من أفضل الاستراتيجيات على الإطلاق.
ضيف حلقة اليوم البروفسور غسَّان دْبَيبو، رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأميركية في بيروت.
Wed, 28 Apr 2021 - 130 - سابقة فرنسية: زراعة قلب حيّ دون الاحتفاظ به وسط الثلج
في سابقة فريدة من نوعها ضمن الأراضي الفرنسية، تمكّن أطبّاء عاملون في المستشفى الحكومي في مدينة Rennes من المحافظة على نبضات قلب، طيلة 6 ساعات إلى حين النجاح في زراعته . في العادة بعد التبرّع بأعضاء المتوفّي لبنك وهب الأعضاء، يُستخرج العضو المعني ويوضع في الثلج بانتظار عملية الزرع. إنَّما ارتأى الأطباء الفرنسيون القيام، بعكس المعتاد، إذ قرّروا الإبقاء على القلب الموهوب كأنّه ما زال على قيد الحياة من خلال وضعه في صندوق طبّي يؤمّن له الارتواء بالدمّ وبالاكسجين.
هذه التقنية يعود الفضل في تطوير تكنولوجيتها للأميركيين الذين كانوا أوّل من نجحوا في تصوّرها وأعطوا تسمية للآلة التي تُنجزها : Organ Care System. وُضعت هذه التقنية حيّز التنفيذ في أستراليا وبريطانيا بادئ الأمر إلى حين دخولها إلى فرنسا منذ سنة تقريبا.
يُستخرج القلب في هذه التقنية حينما يكون المتبّرع ما زال قلبه ينبض بالحياة، على الرغم من وفاة دماغ الإنسان عقب حادث سير مباغت أو وفاة مفاجئة أخرى. ويُنْقَل القلب عبر السيارات الطبّية المُجهّزة بآلة Organ Care System إلى حيث مكان عملية الزراعة، على وجه السرعة.
أمّا المكاسب التي يُحصّلها جرّاحو القلب من هذه التقنية فتشمل مكسبين رئيسيين هما :
١- لا داعي لتعب إعادة تشغيل القلب حينما تكون المحافظة عليه من الاهتراء تمّت بواسطة وضعه في درجة برودة شديدة وسط الثلج. في آلة Organ Care System، يظلّ القلب حيّا ونابضا بالحياة ولا يضطّر الأطبّاء إلى إعادة إنعاشه وتشغيله بعد التوقّف عن الخفقان، كما يحصل في التقنية الكلاسيكية لحفظ القلب وسط الثلج.
٢- تطويل مدّة إمكانية حفظ القلب خارج جسم الانسان-المتبرّع : حينما يوضع القلب في الثلج، تظلّ صلاحية زراعته واردة بعد مرور 4 ساعات كحدّ أقصى. بينما حينما يُحْتفظ بالقلب وفق تقنية Organ Care System، تظلّ صلاحية زراعته واردة ما بعد مرور 6 ساعات على استخراج القلب من جسم الانسان-المتبرّع.
في بلدان كإنكلترا على سبيل المثال، نجح الأطباء بفضل آلة Organ Care System في إنعاش قلب ميّت كان توقّف كلّيا إثر وفاة المتبرّع، ما يُعتبر بشيء مذهل للغاية بعدما استطاع هذا البلد في رفع عدد زراعات القلب المُنفّذة كلّ سنة فيه. بغضّ النظر عن حالة القلب المسحوب للزراعة سواء كان ميّتا أو حيّا، يبقى العيب الوحيد لزراعة القلب، وفق شروط النقل بواسطة آلة Organ Care System، هو سعرها الباهظ الذي يصل إلى 30 ألف يورو. يُضاف إلى هذه التسعيرة بدل أتعاب نقليات الفريق الطبّي الذي أجرى عملية استئصال القلب من جسم الإنسان-المتبرّع بأعضائه.
يُمكن الاستفادة من آلة Organ Care System لحفظ عدّة أعضاء بحالة الإنعاش الطبيعي من قبيل القلب والرئتين والكبد. من خلال هذا النهج الحديث المُتّبع لحفظ ونقل الأعضاء من لحظة استئصالها من الواهب إلى لحظة زراعتها داخل الإنسان، سيدخل الزرع إلى عصر جديد، دون التشكيك بفعالية تقنيات الحفظ التقليدية للأعضاء وسط البرودة الشديدة.
لقد حان الوقت لاستخلاص العبر والمراقبة والتوانٍ ما قبل الإشادة المُعظّمة بآلة Organ Care System التي تظلّ حديثة العهد ويبقى سعرها مكلفا مع قلّة المهنيين المُدرّبين على استخدامها، بالاستناد إلى ما جاء على لسان البروفسور Erwan Flécher، رئيس الفريق الطبّي الذي تكلّلت جهوده بالنجاح في تطبيق زراعة القلب في مدينة Rennes وفقا لشروط نقل القلب الموهوب ضمن آلة Organ Care System.
ما هي أبعاد تمكّن الأطباء الفرنسيين من إبقاء قلب حيّ ونابض بالحياة خارج جسم الإنسان بعد عطاء الوهب ؟ هل ستصبح زراعة القلب في المستقبل قائمة على مدماكين معا، الأوّل زراعة القلب الصناعي والثاني زراعة القلب الطبيعي ؟ أو أنّ زراعة القلب الصناعي ستكون الركيزة الوحيدة وستطيح رويدا رويدا بزراعة القلب المأخوذ من واهب لصالح متلقّي؟
أجاب عن هذه الأسئلة، الدكتور إليان سركيس، طبيب أمراض القلب والشرايين في منطقة النورماندي الفرنسية.
Tue, 27 Apr 2021 - 129 - مهمّة Alpha إلى محطّة الفضاء الدولية ستنجز أكثر من مائة تجربة علمية خلال ستّة أشهر
عدا عن أنّ محطّة الفضاء الدولية ISS تبرع في تدوير البول وتحويل المياه الآثنة إلى مياه صالحة لاحتياجات عطش روّاد الفضاء طيلة فترة إقامتهم، إنّها قاعدة لتطوير العلوم بهدف تحضير مهمّات غزو الكواكب البعيدة (الوصول إلى المريخ... ) وتحسين العلاجات المضادة لقهقرة وشيخوخة الدماغ وتفعيل الاكتشافات التكنولوجية على مصراعيها.
عقب وصول مركبة Crew-2 Dragon إلى المحطة الفضائية الدولية، بلغ عدد رواد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية ١١ رائدا. سيعود الفريق الأول من مركبة Crew-1 Dragon المؤلّف من ٤ رواد فضاء إلى كوكب الأرض في 28 من شهر نيسان /أبريل 2021 ليبقى فيها ٧ رائدا فضائيا.
خلال الأشهر الستّة التي سيقضيها في الأوربت رجال الفضاء الأربعة الذين وصلوا ظهر السبت الفائت على متن مركبة Crew-2 Dragon إلى محطّة ISS، حيث تدور على بُعد 408 كيلومترا عن سطح الأرض، سيُنجزون ما يزيد عن 100 تجربة علمية.
رائد الفضاء Thomas Pesquet الذي سيصبح القائد الفرنسي الأوّل في التاريخ المشرف على عمليات سيرورة التجارب العلمية وصيانة المحطّة الفضائية وتجهيزها بألواح لتوليد الطاقة الشمسيّة، سيعمل بمفرده على 10 تجارب علمية منها ما له علاقة بتحديث العلاجات الطبّية لشيخوخة الدماغ.
حسب ما جاء على لسان Thomas Pesquet قبل مغادرته الأرض، ستكون أعزّ تجربة علمية على قلبه هي اختبار وفحص الأدمغة الصغيرة mini-brains التي تمّ إنشاؤها في المختبر. سيفحص Thomas Pesquet تأثيرات "الشيخوخة السريعة" على العناصر الخلوية ضمن الأدمغة الصغيرة. إنّ البحوث الفضائية على هذه الأدمغة الصغيرة ستساعد علماء وكالات الفضاء في الاستعداد للمُهمّات الصعبة التي سيواجهها رواد الفضاء حينما سيمضون فترات طويلة في السفر إلى المريخ أو إلى القمر. كما أنّ البحوث المرتقبة في المحطة الفضائية الدولية على الأدمغة الصغيرة المركّبة في المختبر ستساعد لاحقا في إيجاد علاجات لمكافحة شيخوخة الدماغ وتجنّب أمراض دماغية-عصبية من قبيل الباركنسون والألزهايمر لدى الإنسان القاطن لكوكب الأرض، قبل أن يقطن في المستقبل وسط كواكب أخرى.
أمّا ثاني تجربة علمية مثيرة للحشرية سينفّذها Thomas Pesquet في الفضاء فستكون على كائنات وحيدة الخليّة Physarum Polycephalum المعروفة تحت مسمّى شائع أكثر ألا وهو Blob. لا تتمتّع كائنات Blob لا بفم ولا بمعدة ولا بعقل إنَّما تستطيع التنقّل وتناول الطعام وتتمتّع بقدرات تعلّم مذهلة وبمداواة جروحها حتى بعد قطعها إلى نصفين . سيجري Thomas Pesquet مثله مثل تلامذة 2000 مدرسة فرنسية نفس الأبحاث إنما هو سيدرس تصرفات 4 كائنات Blob وصلت إلى الفضاء مجفّفة وبحالة صامتة قبل أن تستيقظ من نومها عقب ترطيبها بالماء، وذلك بهدف معرفة كيفيّة تكيّفها مع الإشعاع وعوامل انعدام الجاذبية في الأوربت. علما بأنّ كائنات Blob التي تتواجد كاسفنجة صفراء في الغابات هي كائنات بدائية ظهرت منذ 500 مليون سنة ولا تنتمي لا لفصيلة النبات ولا لفصيلة الحيوان ولا لفصيلة الطحالب. إنّ مساعي فهم طرق تكيّف Blob في الفضاء ونموّها السريع، رغم أنها مكوّنة من خليّة واحدة، ستتوسّع بفضلها المعرفة العلمية المعمّقة للخلايا البشرية، على أمل إيجاد طروحات علاجية عصريّة لأمراض الانسان في المستقبل.
بخصوص ثالث تجربة علمية فريدة سيحقّقها Thomas Pesquet في الفضاء ستكون تجربة Lumina لدراسة قياس درجات الإشعاع الفضائي، في سبيل ابتكار ثياب خاصّة وملاجئ تجنّب حوادث "العواصف الشمسية" المباغتة التي قد تعطّل الأجهزة الإلكترونية ضمن المركبات الفضائية ويكون لها أَذًى كبيرا على صحّة روّاد الفضاء التواقين لزيارة كواكب بعيدة.
تمثّل الإشعاعات مشكلة كبيرة لروّاد الفضاء، إذ إنّ سكّان كوكب الأرض محميون بالغلاف المغناطيسي (المجال المغناطيسي الأرضي) والغلاف الجوي، ولكن كلّما ابتعدوا عن الأرض، تلاشت هذه الحماية.
ثمة أمور بدأ للتو في فهمها الأطبّاء العاملون مع وكالة NASA، منها على سبيل المثال أمراض العين أو جلطات الدم التي يصاب بها بعض رواد الفضاء الأصحاء.
يستطيع رواد الفضاء، على الأرجح، المشاركة في مُهمّتين أو ثلاث مهام، مدّة كل منها ستّة أشهر في محطة الفضاء الدولية من دون تسجيل أي تأثير ملحوظ على الصحة.
يهدف الباحثون الفضائيون إلى ضمان ألا يكون من يشارك في مهام فضائية معرّضاً أكثر من غيره لخطر الإصابة بالسرطان بنسبة تفوق 3 في المائة.
قبل عامين، لاحظ رواد الفضاء علامات تجلط دم شعروا بها ولَم يكن أحد يتوقّع ذلك لدى الأفراد الأصحاء. لقد ساعدت هذه الجلطات الدموية الحاصلة في الفضاء في تسليط ضوء جديد على طريقة عمل جسم الانسان على كوكب الأرض. بات يستطيع روّاد الفضاء داخل المحطّة الفضائية الدوليّة تحليل الكريات الحمراء واستنتاج ما إذا كان لديهم ما يكفي من السوائل في أجسامهم، ورصد التغييرات التي تحدث في نظام دمّهم.
قام خبراء وكالة NASA بتجهيز المحطّة الفضائية الدولية بمعدّات تعمل بالموجات فوق الصوتية. إذا شعر رائد من رواد الفضاء بأعراض مثل الألم أو التورم، فيمكن لرائد فضاء آخر في الفريق إجراء فحص له بالموجات فوق الصوتية لتقييم ما إذا كانت حالة تجلط دم سريرية.
فلو كانت حياة رائد الفضاء أو صحته معرّضة لخطر فعلي، تتّخذ وكالة NASA قراراً بإجلائه. لحسن الحظ، خلال الأعوام الـ21 المنصرمة التي كانت فيها محطة الفضاء الدولية موجودة في الفضاء، لم يحصل ذلك إطلاقاً.
علما أنّ انعدام الوزن في الفضاء weightlessness يتمخّض عنه آثار أخرى على الصحة في الفترة الأولى من عيش رواد الفضاء في الأوربت. تكيّف سكّان الأرض مع الحياة بوجود جاذبية أرضية مقدارها 1 g. إذا غابت هذه الجاذبية، تستمر الأوردة الموجودة في القدمين في إرسال الدم إلى الرأس كما لو كان الشخص لا يزال في ظل جاذبية 1 g، لذلك يكون ثمة فائض من الدم في الجزء العلوي من الجسم. لذلك، نلاحظ في بعض الأحيان أن وجوه رواد الفضاء تكون منتفخة في بداية المهمة.
في بداية الرحلة، يرصد رواد الفضاء، بشكل أساسي، أي علامات تشير إلى الإصابة بداء الفضاء الذي يحصل عند الانتقال من 1 g لمقدار الجاذبية إلى 0 g. يواجه الدماغ صعوبة بسيطة في التعود على ذلك، وينتج جرّاء ذلك تضارب حسّي بين الأذن الداخلية وما تدركه العينان، ويمكن أن يتسبب ذلك بالغثيان.
Mon, 26 Apr 2021 - 128 - مبادرة Covax تُسلِّم سوريا أول دفعة من لقاحات الكورونا
في وقت شهدت سوريا تسارعاً في وتيرة تفشّي فيروس الكورونا خلال الأسابيع الأخيرة واكتظاظاً في أقسام العناية المركّزة، تسلّمت الحكومة السورية البارحة أوّل دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس الكورونا من قبل برنامج منظومة Covax، الذي يمدّ البلدان الفقيرة ومناطق النزاعات، حيث لا برامج وطنية للتحصين، بالعَتاد اللازم من جرعات اللقاحات.
ضمّت الدفعة الأولى، وفق ما أعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان، 203 آلاف جرعة وصلت إلى دمشق من لقاح أسترازينيكا بينما وصلت 53,800 جرعة أخرى إلى محافظة إدلب ومحيطها (شمال غرب سوريا) حيث سيطرة الفصائل المقاتلة. هذه الجرعات كان تمّ شراؤها من معهد الأمصال الهندي بواسطة منظومة كوفاكس.
كانت وقّعت دمشق مطلع العام اتفاقاً للانضمام لمبادرة "كوفاكس" التي يسعى عبرها التعاون الثلاثي ما بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسف) والتحالف العالمي للقاحات والتحصين "Gavi" إلى توفير، في مرحلة أولى، نحو مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا لتغطية احتياجات 3 بالمائة من سكان مناطق سيطرة الحكومة السورية وتلك الواقعة تحت نفوذ الأكراد (شمال شرق سوريا).
إنّ الدفعة الأولى من شحنة اللقاحات اللازمة للشعب السورّي تتّجه للعاملين الصحّيين في الخطوط الأمامية، بمن فيهم العاملين الصحيّين في شمال شرق سوريا.
في بيان مشترك، أعربت المنظمات الثلاث العاملة تحت لواء مبادرة Covax عن أنّ وصول الدفعة الأولى من لقاحات الكورونا إلى سوريا هي "بارقة أمل" للسوريين، وستساعد العاملين في مجال الصحة على مواصلة تقديم الخدمات المنقذة للحياة في ظلّ نظام صحّي يعاني أصلاً من الإنهاك، جراء عشر سنوات من الحرب.
وتأمل المنظمات الثلاث ضمن مبادرة Covax أن يصار بحلول نهاية عام 2021 الى تلقيح 20 في المائة من سكان سوريا. وأكّد الشركاء الصحّيون الثلاثة التزامهم بضمان التوزيع المنصف للقاحات على الفئات المستهدفة في سوريا ودعم حملة التحصين المقبلة.
علما أنّ مناطق سيطرة الحكومة السورية كانت سجّلت منذ بدء الجائحة 51,580 إصابة بينها 1483 وفاة. إلا أن العدد الفعلي للإصابات قد يكون أعلى بكثير من الرقم المذكور، جراء محدودية اختبارات الكشف أو عدم توفّرها.
كصورة شاملة لما حقّقته منظومة Covax لحدّ اليوم، قامت منذ 3 آذار/مارس الفائت، بتسليم أكثر من 5 ملايين جرعة من لقاحات الكورونا إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما قامت المنظومة، بالإضافة إلى ما زوّدت به سوريا، بتزويد ما مجموعه 18 دولة باللقاح، بما في ذلك إيران والعراق ولبنان ودولة فلسطين والسودان واليمن.
لطالما دعا الشركاء الصحيون في مبادرة Covax إلى المساواة في الحصول على اللقاحات ما بين الشعوب وإلى تشجيع الدول الغنية على مشاركة الجرعات الإضافية لديها مع منظومة كوفاكس كي تتمكن من إيصال لقاح الكورونا إلى كافّة المحتاجين إليه في البلدان الفقيرة.
ضيفة الحلقة جولييت توما، المديرة الإقليمية للإعلام في مكتب اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
Fri, 23 Apr 2021 - 127 - علاج تجريبي لمشكلة القزامة: دواء Infigratinib
تطال الودانة Achondroplasia ولادة من أصل 25 ألف. في عام 1994، اكتُشف الجين المُسبّب للتقزّم في مستشفى Necker للأولاد المرضى. عند حدوث طفرة، يتسبّب الجين FGFR3 في إنتاج مفرط لبروتين FGFR3 النشط، الموجود في الخلايا الغضروفية (Chondrocytes) والخلايا البانية للعظام (Osteoblast). يؤثّر الإفراط في إنتاج بروتين FGFR3 على نموّ العظام وتكوّنها، أي يضرب الآلية التي تحوّل أنسجة الغضروف إلى عظام.
منذ عام 1994، واصلت إحدى الفرق في معهد Imagine )مركز البحث والعلاج والتعليم حول الأمراض الوراثية( في حرم المستشفى الفرنسي Necker-Enfants Maladesاكتشاف الآليات المُتضعضعة بسبب أضرار جين FGFR3 واختبار الجزيئات بهدف العثور على دواء لمشكلة قصر القامة. إحدى أبرز المشاريع البحثية التي خطفت الأضواء كانت ما قامت بنشره الدكتورة Laurence Legeai-Mallet حول نتائج التجارب على جزيء Infigratinib . هذا الجزيء هو قيد التطوير بواسطة شركة Novartis وتجري عليه تجارب سريرية طالت مرضى يعانون من سرطان المثانة. أظهرت الدكتورة Laurence Legeai-Mallet أنّ جرعة منخفضة من جزيء Infigratinib ، المحقونة تحت الجلد، قادرة على اختراق لوحة النموّ في نماذج حيوانية إلى حدّ إمكانية تعديل تنظيمها. على أثر هذه النتيجة الإيجابية، حصلت الدكتورة Laurence Legeai-Mallet على براءة اختراع لاستخدام هذا الجزيء لعلاج مرض الودانة Achondroplasia، أو القزامة أو اللاتَصَنُّع الغضروفي.
في عام 2018، اشترى مستثمر أمريكي متخصّص في الأمراض النادرة براءة اختراع Infigratinib وأنشأ شركة QED Therapeutics ، المُهتمّة بأمرين هما معالجة الأمراض التي تستهدف مستقبلات عامل نمو الخلايا الليفية (FGFR) وتطوير دواء.Infigratinib في شهر تموز/يوليو من عام 2020، أطلقت الشركة الناشئة تجربة سريرية دولية لاختبار دواء Infigratinib على أوّل طفل يعاني من مرض القزامة في ملبورن (أستراليا). في الفترة الأخيرة نهاية شهر مارس / آذار 2021 بدأت بتجريب هذا الدواء الفتاة الفرنسية Amandine، بنت التاسعة، التي باتت الشابة الثالثة عشر على الصعيد العالمي والأولى على الصعيد الفرنسي من بين مرضى القزامة الحائزين في العالم على هذا العلاج التجريبي. تبتلع الفتاة Amandine حبيبات صغيرة خلال تناولها الإفطار صباح كلّ يوم. سيستغرق علاجُها مدّة عامين على الأقلّ. وإذا تحققت آمال الباحثين، من المُحتمل أن يزيد طولها من 10 إلى 20 سنتمترا.
تعتبر الودانة Achondroplasia أحد أكثر أشكال القزامة شيوعا. ويصل الطول المتوسّط للقامة في عمر النضوج لدى المصابين بالودانة إلى 1,30 مترا لدى الرجال وإلى 1,24 مترا لدى النساء.
Thu, 22 Apr 2021 - 126 - كيف نميّز بين حساسية الربيع وأعراض عدوى الكورونا؟
ما إن يزهر الربيع حتى يبدأ الامتعاض من طلع الأزهار وما تسبّبه غبار الأشجار من احتقان في الأنف وعطاس وحكاك والتهابات في الجيوب الأنفية واحمرار العيون والدمع الغزير لدى فئة من البشر اعتادت منذ الصغر أن تتلوّع سنويا بحساسية الربيع. إنَّما في زمن جائحة الكورونا، تظنّ فئة بسيطة من البشر لم تعتد من قبل أن اشتكت في الصغر من حساسية الربيع أنّها التقطت عدوى الكورونا فيما يكون المُسبّب لالتهابات الجهاز التنفّسي العلوي عندها هو بالأحرى حساسية الربيع التي ظهرت في عمر متأخّر.
قد تظهر حساسية الربيع فجأة بغضّ النظر عن العمر إذ أنّها واردة أن تحصل للمرّة الأولى ما بعد الخمسين. بالرغم من أن هذا النوع من الحساسية يطال صغار العمر مبدئيا، لا ينفي العمر المتقدّم حصول هكذا نوع من الحساسية، كمطلق أي نوع آخر من الحساسيات.
من الجائز أن تكون أعراض حساسية الربيع شبيهةً بالتهابات عدوى الكورونا حينما يشتكي الإنسان من الأمور التالية :
-نوبات عطاس
-سيلان من الأنف
-الإرهاق الجسدي
-السعال
-مصاعب في التّنفّس عند مرضى الربو
لكنّ ينجم عن إلتهابات عدوى الكورونا أعراض أخرى لا تحصل في حالة حساسية الربيع. هذه الأعراض الفارقة تكون الأوجاع والتشنّجات العضلية التي تترافق مع حرارة تدلّ على أنّ هناك التهاب حاصل في الجسم. تتسبّب حساسية الربيع بالتعب إنَّما لا تتسبّب لا بالحرارة ولا بآلام العضلات.
فقدان حاسّة الشمّ هو عرض مُشترك في كلتي الحالتين
تكون خسارة حاسّة الشمّ من إحدى الأعراض المشتركة-البارزة التي تطال في آن معاً مرضى الكورونا والمصابين بحساسية طلع الربيع. يشتكي المعتادون على اكتشاف علامات اندلاع حساسية الربيع إمّا من ضعف بسيط في حاسّة الشمّ إمّا من تعطّل كامل لها بسبب احتقان الأنف.
إنَّما بخلاف حساسية الربيع، تظهر خسارة حاسّة الشمّ لدى الملتقطين لعدوى الكورونا من دون أن يكون الأنف بحالة احتقان ومن دون أن يكون يعاني بالضرورة من الزكام.
هل نستطيع تناول مضادات الهيستامين ؟
يعتبر مرضى الحساسية شديدي التأثّر بالالتهابات الفيروسية-التنفّسيّة ولذلك ينبغي من المشتكين من حساسية الربيع الاستمرار في تناول أدويتهم المُعتادة دون إيقافها. فترتكز المعالجة لديهم على استنشاق البخار Steam inhalation وعلى المواظبة في تعاطي مضادات الهيستامين الفموية التي تستطيع تخفيف تحرير مادة الهيستامين في الجسم التي تكون هي المسؤولة عن ردّات الفعل التحسّسيّة (التهاب الأنف، دمع العيون، نوبات العطاس).
بخصوص مرضى الحساسية الذين يتعاطون باستمرار أدوية الكورتيزون الفموية، لا ينبغي أن ينقطعوا عن اتّخاذها.
بغاية تخفيف الاحتقان داخل الأنف، يمكن مطالبة الطبيب-المُعالج بمضاد هيستامين يخلو من الكورتيزون من قبيل Allergodil و Opticron إن دعت الحاجة إليهما كقطرات غسول. إنّ أدوية الكورتيزون الأنفيّة ليست بضروريّة في حالة الشكوى من التهاب آلاف الناتج عن حساسية الربيع.
هل مرضى الربو يستطيعون تناول الكورتيزون في حال أثارت حساسية الربيع النوبات لديهم ؟
بما أنّ مرضى الربو يعتبرون من شريحة المرضى الحرجين في حال التقطوا عدوى الكورونا نظرا لمشاكلهم التنفّسيّة الأساسية، ينبغي منهم أن يستمرّوا في تناول أدوية الكورتيزون التي اعتادوا عليها. إنّ حقن الكورتيزون المنصوح بها Solupred, Celestene, Prednisolone, Prednisone. في حال تعرّض مريض الربو إلى انتكاسة ولَم يعد وضعه الصحّي مستقرا بسبب ظهور نوبات الربو، يعتبر اللجوء لبضعة أيام إلى أدوية الكورتيزون الفموية أمرا مستحسنا. ولكن تبقى كلمة الفصل للطبيب المُعالج الذي يعود له القرار ًفي تعديل الأدوية أو إضافتها، بالأخصّ في ظلّ الظرف الراهن ومخاوف جائحة الكورونا.
إنّ أدوية حقن الكورتيزون لا تزيد بأي شكل من الأشكال حدّة الالتهابات التي نجمت عن التقاط عدوى الكورونا لدى مرضى الربو.
للحدّ من التحسس تجاه طلع الربيع، تعتبر تهوية المنزل ضرورية ولكن في أوقات باكرة من الصباح أو في أوقات متأخرة عند المساء حينما تكون غبار الأشجار ليست كثيفة في الهواء. يُنصح المتحسّسون من طلع الربيع فتح النوافذ لتهوية المنزل ما قبل الساعة الثامنة صباحا أو ما بعد الساعة العاشرة ليلا. تكون التهوية جيدة لفترة قصيرة وليس لفترة طويلة وحينما لا تكون هناك ريح قويّة. كما أن القيام بمهام نظافة المنزل بتمرير المكنسة الكهربائية لشفط الغبار والشعر يكون مستحسنا يوميا لتقليص حدّة أعراض حساسية الربيع.
ضيف الحلقة الدكتور خير الله عوكر، الاختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة وتجميل الوجه.
Wed, 21 Apr 2021 - 125 - هل ديمومة المناعة الجماعية المكتسبة بفضل لقاحات كورونا ليست مضمونة ومجرد وهم؟
الظهور الدوري لطفرات متعاقبة من فيروس الكورونا Sars-CoV-2 يُضعضع ديمومة المناعة الجماعية المُكتسبة بفضل لقاحات الكورونا الحالية. لعلّ أبرز تأكيد على ذلك هو التجربة البسيطة التي قام بها Rino Rappuoli، الدكتور الإيطالي في علم البيولوجيا ومدير قسم اللقاحات في مختبر GSK.
ذاع صيت هذه التجربة ما حول العالم بعدما استطاع Rappuoli إثبات أنّ الأجسام المضادة الناشئة بعد التقاط الإنسان لفيروس الكورونا لا تقي بالضرورة من عمليّة تحوّر الفيروس داخل الجسم.
تفصيلا لتجربة Rino Rappuoli، سحَبَ الأخيرُ مصلاً غنيّاً بالأجسام المضادة من دمّ إنسان كان سبق أن التقط فيروس الكورونا وتعافى. أضاف Rappuoli إلى هذا المصل السلالة البدائية الأولى من فيروس Sars-CoV-2.
بعد مرور 80 يوما على حقن السلالة الأمّ في المصل، تحوّلت هذه السلالة، بفعل الانتقاء الطبيعي natural selection، إلى فيروس متحوّر جديد لم تستطع الأجسام المضادة المتواجدة أساسا في المصل أن تمنع نشوءه. في آلية مماثلة للتجارب المخبرية التي قام بها Rappuoli، حصل نفس الشيء في البرازيل في مدينة Manaus. يقطن في هذه المدينة مليوني إنسان.
خلال الموجة الوبائية الأولى، التقط فيروس الكورونا 76% من سكّان Manaus الذين سرعان ما عادوا وأصيبوا، بعد بضعة أشهر على مضي الموجة الأولى، بنسخة متحوّرة جديدة توسّع نطاق عدواها لتصل إلى نسبة سكّانية فاقت النسبة الأولى من الملتقطين الأوائل. حتى ولو أنّ فرضية حيازة هؤلاء السكان على لقاح يحمل بروتين الشوكة Spike نجحت في أوانها، لما كان استطاع اللقاح أن يحميهم بطبيعة الحال من موجة العدوى الثانية.
رغم أن أعداد الوفيات لا تزال مرتفعة في البرازيل وانتشرت فيها النسخة البرازيلية المتحوّرة الأكثر فتكا من الفيروس الأصلي، أعادت ريو دي جانيرو فتح الحانات والمطاعم مطلع نيسان/أبريل وقرّرت فتح الشواطئ بدءا من البارحة.
في المجمل، أودى الوباء بحياة أكثر من 373 ألف شخص خلال أكثر من عام ونيف في البرازيل التي تعدّ 212 مليون نسمة، فيما يعتبر الخبراء أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير.
في مؤشّر على انتصار "أوّلي" على فيروس كورونا في إسرائيل بعدما تلقّى قرابة 5 ملايين شخص (53% من السكان) جرعتين من اللقاح، بات يُسمح للسكان اعتباراً من الأحد الفائت بعدم وضع كمامات في الشارع وبالتقبيل وبالسهر كالسابق. لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حذر بأنّه "لم ننتهِ بعد من فيروس الكورونا، لأنه يمكن أن يعود".
هذا وكانت أبدت دراسة أشرف عليها الجيش الإسرائيلي خشيتها من أن يُساهم التطعيم الجماهيري الواسع في التسبّب "بالضغط التطوّري evolutionary pressure" الذي يدفع بفيروس الكورونا إلى التجدّد الدائم من خلال الطفرات الجديدة ذات المقاومة العالية للقاحات الحالية المتوفّرة.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، سمحت السلطات لجميع السكان اعتباراً من يوم أمس بتلقي اللقاح المضاد لفيروس الكورونا، بعد أن تطعّم أكثر من نصف البالغين في البلاد. وتتواصل حملة التطعيم في الولايات المتحدة بسرعة كبيرة رغم تعليق استخدام لقاح J&J الثلاثاء الماضي، إثر اكتشاف ست حالات لنساء أُصبنَ بجلطات دموية خطيرة إحداهنّ توفيت.
وتمكن حوالى 50,4% من الأميركيين الذين تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً من تلقي جرعة واحدة من لقاح على الأقل، و32,5% تلقوا الجرعتين خصوصاً الكبار في السن الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 عاماً، وفق ما أعلنت الأحد الماضي الوكالة الفدرالية للصحة العامة في البلاد.
في المجمل، أُعطيت جرعة واحدة على الأقل لأكثر من 131,2 مليون شخص. ولن يؤثر تعليق استخدام لقاح J&J على وتيرة الحملة إذ إنه لا يمثل سوى جزء صغير من اللقاحات المستخدمة.
لا يزال الوضع أكثر هشاشةً في أوروبا، حتى لو أن بعض الدول التي تتعرض لضغط كبير بسبب غضب الرأي العام حيال التدابير المفروضة، تستعدّ لتخفيف جزء من القيود الصحية.
وسيجري ذلك هذا الأسبوع بدرجات متفاوتة في سويسرا وبلجيكا وسلوفينيا وسلوفاكيا وموناكو والبرتغال والدنمارك.
وتعتزم هولندا وفرنسا من جهتهما، إعادة فتح الباحات الخارجية للمقاهي في وقت لاحق، في نهاية نيسان/أبريل ومنتصف أيار/مايو على التوالي.
إلا أنّ في ألمانيا، حيث أُقيم تكريم وطني الأحد الفائت لضحايا كوفيد-19 البالغ عددهم 80 ألفاً في هذا البلد، فإن الاستجابة للأزمة تثير توتراً سياسياً شديداً.
وتنتهج المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خطاً صارماً، ما يثير غضب رؤساء المناطق بمن فيهم أولئك المنتمون إلى حزبها. وحذّرت من أن "الفيروس لا يسامح أنصاف التدابير، فهي لا تفعل سوى مفاقمته".
لحدّ اليوم، أودت جائحة الكورونا بحياة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العالم (3,011,975 وفاة). فبعدما كانت البرازيل تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأميريكة على صعيد أعلى نسبة وفيات في العالم، أخذت المرتبة الثانية الهند التي تتخبّط بأزمة صحّية كارثية بسبب اكتظاظ المستشفيات بالمرضى الذين يضطرون إلى تقاسم الأسرّة مع آخرين جنبا إلى جنب.
للخروج من الأزمة الصحّية ومن مخاطر التحوّرات الدائمة لفيروس الكورونا المقاومة للقاحات، يرى الخبراء أنّ هناك 3 حلول بديلة وقابلة للتنفيذ :
1- استعمال لقاحات تحصِّن ضدّ كافّة أجزاء الفيروس لأنّها تحتوي على فيروس كامل غير نشط يساعد جهاز المناعة على تكوين آليات دفاعية تجاه التركيبة الكاملة للفيروس وليس تجاه بروتين الشوكة فحسب. هذه الأنواع من اللقاحات هي ذات تكلفة خجولة وآمنة وقامت بتطويرها الصين على غرار لقاح CoronaVac من تصنيع الشركة الصينية SinoVac ولقاح Coronav من تصنيع الشركة الصينية Sinopharm.
2- الإسراع في تطوير "اللقاح العالمي-الشامل" Universal coronavirus vaccine. تعمل حاليا عشرات المختبرات في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبلجيكا على هذا اللقاح العالمي الموحّد الذي قد يكون مُركَّبا وفق طرحين مختلفين : إما أن يكون مصنوعا من جزء ثابت لا يتحوّر من أجزاء فيروس الكورونا، إمّا أن يكون حاويا على معظم البروتينات التي يضمّها الفيروس (يكون عددها العام 25 بروتينا).
3- استعمال بعض الأدوية، التي حينما تؤخذ فورا عند بداية الإصابة بالعدوى، تدمّر الفيروس في غضون أيّام قليلة. تتوفّر عدّة أدوية تلعب هذا الدور العلاجي الفعّال.
تجدر الإشارة إلى أنّ الاتّكال على تكرار حملات التطعيم السنوية أو كلّ سنتين لن تقدّم حلّاً كافياً للتصدّي الفعّال ضدّ للسلالات المتحوّرة من فيروس الكورونا التي ستصبح قريبا مهيمنة.
نسعى في حصّة اليوم من "صحّتكم تهمنا" الإجابة على السؤالين التاليين : هل السلالة البرازيلية هي التي تجعلنا نخشى مغبّة التقاط فيروس الكورونا حتّى ولو كنّا حصلنا على جرعتين من اللقاحات الواقية منه ؟ وكم تدوم بالزمن المناعة المُكتسبة بعد حيازتنا على اللقاحات ؟ هل ستّة أشهر أو سنة ؟
أجاب على هذه الأسئلة الدكتور محمد حسن الطراونة، الاختصاصي في الأمراض التنفّسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم في عمّان، الأردن.
Tue, 20 Apr 2021 - 124 - كوفيد-١٩ : مصير مشؤوم للقاح شركة Johnson &Johnson بسبب تهمة الجلطات الدموية
يواجه لقاح Janssen من الشركة الأميريكية المصنّعة Johnson&Johnson مصيرًا مماثلا للمصير المشؤوم الذي طال لقاح الشركة البريطانية AstraZeneca. تحوم الشبهات حول أنّ هاذين اللقاحين يتسبّبان بحوادث جلطات دموية لها آثار جانبية خطيرة على الصحّة العامّة. نتيجة ذلك، أعلنت شركة Johnson&Johnson تأجيل نشر لقاح "Janssen" في أوروبا.
بعد أن كان من المقرر أن تسلّم 55 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي في الربع الثاني من هذا العام، أعلنت شركة Johnson&Johnson أنها ستماطل في تسليم لقاحها الذي يعطى بجرعة واحدة بعد إبلاغها بحدوث حالات تجلّط دموي لدى بعض النساء. أتى هذا القرار، بعدما تبلّغت شركة Johnson &Johnson من قبل وكالة الدواء الأميركية FDA أنّها تسلّمت شكاوى قادمة من 6 نساء تتراوح أعمارهنّ ما بين 18 و48 عاما أبلغن عن حوادث جلطات دموية شعرن بها بعد 6 أيّام إلى 13 يوما من تاريخ تلقّيهنّ لقاح Janssen. هذه الجلطات الدموية هي نادرة الحصول ولكنّها جدا خطيرة وترافقت مع ضعف هائل في عدد الصفائح الدموية Thrombocytopenia. كما وأنّ هذه الأنواع من الخثرات الدموية يصعب معالجتها بواسطة دواء Héparine المضادّ لتخثّر الدمّ الذي يُعطى في العادة ،لا بل تحتاج إلى علاجات بديلة عنه. علما أنّ الشعب الأميركي كان نال 6,8 مليون جرعة من لقاح Johnson&Johnson منذ بدء التطعيم به على الأراضي الأميريكة.
هذا وكانت سارعت وكالة الأدوية الأوروبية راهنا إلى دراسة حالات الخثرات الدموية الناجمة عن لقاح Janssen. ومن المتوقع أن تصدر رأيها بشأن أمان لقاح Janssen أو المحاذير منه هذا الاسبوع. في غضون ذلك، قرّرت بلجيكا تعليق استخدام لقاح Janssen على أراضيها، على غرار قرار التعليق في دولة جنوب إفريقيا. إنَّما قرّرت فرنسا الاحتفاظ بلقاح Janssen لتحصين به الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما، حصرا دون سواهم.
على خط مواز، كانت فُرضت قيودا مشابهة على استعمال لقاح AstraZeneca في معظم دول الاتحاد الأوروبي، بسبب مخاطر تجلّط الدم. فلقد تخلّت الدانمارك الأربعاء الفائت نهائيا عن لقاح AstraZeneca وسحبته من رزنامة حملات التطعيم الوطنية ضدّ الكوفيد-١٩.
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ لقاح AstraZeneca ولقاح Johnson&Johnson يستخدمان كلاهما التقنية نفسها لتصنيع تركيبة الطعم التي ترتكز على فيروس ناقل غدي Adénovirus، ينتمي إلى الفيروسات الغدية الكلاسيكية التي تُستخدم في اللقاحات التقليدية الأخرى. يعتمد لقاح AstraZeneca على فيروس غدّي قادم من حيوان الشمبانزي. أمّا لقاح Johnson&Johnson يرتكز على فيروس غدّي قادم من الانسان. أرجع David Fisman خبير علم الأوبئة في جامعة Toronto سبب مواجهة هاذين اللقاحين نفس المشكلة إلى الشكّ الكبير بأمر أمان الفيروسات الغدية الناقلة إلى قلب الخلايا البشرية أجزاء من بنية البروتين S أو الشوكة الموجودة على تاج فيروس الكورونا Sars-CoV-2.
مقابل انتكاسة لقاح Janssen من الشركة المصنّعة Johnsson&Johnsson، شهد لقاح Pfizer/BioNtech تسارعا في عمليات التسليم، إذ سيتلقّى الاتحاد الأوروبي بدءا من نيسان/أبريل حوالى 50 مليون جرعة منه كان تسليمها مقرّرا للربع الأخير من العام، ليصل إجمالي الجرعات الداخلة إلى أوروبا إلى 250 مليونا في الربع الثاني من العام.
إلى هذا أعلنت، الأربعاء الفائت، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بدء مفاوضات رسمية مع شركة Pfizer/BioNtech لطلب 1,8 مليار جرعة إضافية من لقاحات "الجيل الثاني" التي تهدف إلى محاربة المتحورات الحالية والمستقبلية من فيروس الكورونا.
علما أنّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، Hans Kluge، سجّل تراجعا في النسبة التي تشكلّها الوفيات بين صفوف من هم فوق 80 عامًا في أوروبا لتصل إلى نحو 30%. وعزا ذلك الأمر الإيجابي إلى حملة التلقيح.، بعدما كانت نسبة الوفيات تصل إلى 62% في منتصف كانون الثاني/يناير من عام 2021.
على الأرجح، سيحتاج الأشخاص الذين تلقوا لقاح Pfizer إلى جرعة ثالثة في غضون 6 أشهر إلى سنة. وليس مستبعدا أن يصبح فيما بعد الحصول على جرعة منه كلّ عام ضرورية، بحسب ما قال Albert Bourla، الرئيس التنفيذي لشركة Pfizer أثناء تصريحات أدلاها الخميس الفائت ونقلتها محطّة التلفزة الأميركية CNBC.
وأضاف Albert Bourla إلى أنّ "النسخ المتحورة من فيروس الكورونا ستلعب دورا رئيسيا في قرار التلقيح بالجرعة الثالثة من لقاح Pfizer". وتابع "من المهم جدا خفض عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالكوفيد-١٩".
هذا وكان أعلن تحالف Pfizer/BioNtech في شباط/فبراير الماضي أنه يدرس ضمن دراسة سريرية آثار جرعة ثالثة من لقاحه ضدّ المتحورات الجديدة من فيروس Sars-CoV-2.
نلفت هنا إلى أنّ في هذه المرحلة، يعتبر اللقاحان الصادران عن شركتي Pfizer و Moderna الأفضل على الإطلاق في الوقاية ضدّ الكوفيد-١٩، إذ تبلغ فعاليتهما على التوالي 95 في المائة و94,1 في المائة، وفقا للدراسات السريرية.
تحاول حصّة اليوم من أخبار"صحّتكم تهمّنا" الإجابة على السؤالين التاليين : هل هي مبرّرة البلبلة الحاصلة تجاه لقاح Janssen بشأن افتعاله لحوادث جلطات دموية نادرة لدى نساء ما دون عمر الخمسين سنة ؟ وهل تظلّ لقاحات تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال Messenger RNA في لقاحات Moderna و Pfizer أضمن من لقاحات Johnson &Johnson وAstraZeneca المركّبة من فيروسات غدّية ؟
أجاب عن هاذين السؤالين، هاني العلي، الخبير في البحث السريري وعلم الصيدلة الحيوية في ولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة الأميركية.
Mon, 19 Apr 2021 - 123 - الصوت أغلى أداة للتعبير... فحافظوا على الحنجرة من السرطان ومن شلل الحبال الصوتية !
نُظمّ اليوم العالمي للصوت، للمرّة الأولى في البرازيل في 16 نيسان/أبريل 1999. منذ ذلك الحين راجت التوعية، في 16 أبريل من كلّ عام، بصون الصوت من أَذيات إدمان التبغ والصراخ وشلل الأحبال الصوتية والسرطان، في بلدان عدّة على غرار الأرجنتين وبلجيكا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا.
بسبب شلل الحبال الصّوتيّة الناجم عن تعنيف الصوت بإتعابه في الغناء والمحاضرات أو بعد عمليات جراحية أو بعد الشلل الوجهي النصفي... إلخ، يُحرم كثيرون من إمكانية التواصل الكلامي-اللفظي المباشر ويتّخذون من الرسائل الهاتفية ولغة الإشارة سبيلا للتفاعل مع الآخرين.
غالبا ما يعتمد جرّاحو الأنف والأذن والحنجرة على مادة "الفيلر" لتصحيح شلل الحبال الصوتية الناجم إثر عملية في الغدّة الدرقية. إنَّما مادّة الفيلر تعطي نتيجة مؤقّتة وقد لا تقدّم الرضى المنشود لفاقد إمكانية الكلام بعد أن يحصل بسببها تليّف Fibrosis يعود ويعيق التعبير الشفهي.
من أبرز العمليات الجراحية التي اعتمدت في السنوات الأخيرة، بشكل واسع، لتصحيح شلل الحبال الصوتية، كانت زراعة أحبال من السيليكون تكون مصمّمة على الطلب، على مقدار مناسب مع مورفولوجيا الحنجرة لدى كلّ إنسان. هذه العملية الجراحية التي تُجرى من دون تخدير عام يُطلق عليها بالانكليزيّة تسمية :medialization thyroplasty with a customized silicone implant.
في الشقّ المتعلّق بسرطان الحنجرة وليس بشلل الحبال الصوتية، يطال هذا النوع من السرطانات مدمني الكحول والمدخّنين على وجه الخصوص والناشطين الجنسيين الذين عانوا على مدار سنوات طويلة من التهابات فيروس الورم الحليمي (Papillomavirus (HPV المتناقل من إنسان إلى إنسان آخر عبر الجنس الفموي وعبر تعدّد الشركاء الجنسيين.
أمّا علاجات سرطان الحنجرة هي مختلفة تماما عن علاجات شلل الحبال الصوتية. بادئ الأمر، يستعين الأطباء إمّا بالعلاج الكيميائي، إمّا بالعلاج الإشعاعي Radiotherapy. عند الحاجة إلى واحد من هاذين العلاجين، يظلّ الصوت طبيعيا طالما الأورام السرطانية لم تمسّ بالحبال الصّوتيّة. أمّا لو كان سرطان الحنجرة متقدّما جدًّا وراح يهدّد حياة الإنسان بالموت، يكون الاستئصال الكامل للحنجرة مع الحبال الصوتية هو الخلاص الأخير. لتعويض اختفاء الصوت الكُلِّي عقب استئصال الحنجرة بأكملها، تكون زراعة آلة صوت صناعية Phonation Implant في عملية Gastric Pull-Up هي الحلّ الوحيد للتخاطب الشفهي مع الآخرين بصوت أشبه بصوت الروبوت.
ضيف الحلقة الدكتور هشام ضاهر، الاختصاصي في أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة في لبنان.
Mon, 19 Apr 2021 - 121 - إحدى تبعات داء الكوفيد-19 الشكوى الواردة من العجز الجنسي-الذكوري
ليس مستبعدا أن تورّط الالتهابات الحاصلة نتيجة التقاط فيروس Sars-CoV-2 بمشاكل ضعف الانتصاب لدى الرجال، بالاستناد إلى دراسة إيطالية صدرت في مجلّة Andrology بتاريخ 20 آذار/مارس 2021.
إنّ الباحثين في جامعة روما، المشرفين على الدراسة الإيطالية هذه، أضافوا عرض الضعف الجنسي الذكوري إلى قائمة الأعراض الطويلة التي تزجّ بها التهابات داء الكوفيد-19 وهي : السعال والحرارة والتعب وأوجاع الرأس والضبابية العقلية وازرقاق أصابع القدمين وقضمات الصقيع وفقدان حاسّة الشمّ أو الشعور بالروائح "الخيالية-الشبحيّة"...
تمكّن الباحثون الإيطاليون من استنتاج أن الرابط بين ضعف الانتصاب والتهابات الكوفيد-19 محتمل جدا بعدما انكبّوا على دراسة الملفّات الطبّية لمائة رجل حصلوا على سيرتهم المرضية ما بين شهر أبريل/نيسان 2020 ومايو/أيّار 2020. كان 25 رجلا من بين المائة ملتقطا لفيروس الكورونا المستجدّ، بناء على فحوصات التشخيص.
بغضّ النظر عن عوامل الخطر الأخرى المسبّبة للعجز الجنسي كالسنّ والسمنة، اكتشف الباحثون الإيطاليون أنّ نسبة حصول اضطرابات ضعف الانتصاب كانت 28% لدى الرجال المصابين بالكوفيد-19، مقابل 9,3% لدى الرجال الآخرين من غير المصابين بفيروس الكورونا المستجدّ. كما وأنّ الرجال الذين يشكون من ضعف الانتصاب يكونون على استعداد أعلى لالتقاط فيروس الكورونا من الرجال الآخرين الأصحاء، وفق ما جاء في تحليل الكاتب الإيطالي الرئيسي للدراسة الإيطالية Andrea Sansone الذي هو طبيب في أمراض الذكورة واختصاصي في أمراض الغدد الصمّاء.
كيف يمكن تفسير الرابط الغريب ما بين ضعف الانتصاب والإصابة بداء الكوفيد-19؟
بناء على دراسات حديثة سابقة، قد تعيق التهابات فيروس Sars-CoV-2 الدورة الدموية الطبيعية لتُسبّب خثرات دموية وحالات نزف أو أمراض وعائية-قلبية كالسكتة القلبية وحادث الجلطة الدماغية لدى كثيرين من المصابين بمرض الكوفيد-19. لذا، يكون العطل في التروية الدموية سببا وجيها لحصول ضعف الانتصاب، بما أنّ الدم يعجز عن التدفّق إلى القلب الإسفنجي للعضو الذكري في سبيل تحقيق الانتصاب، ساعة الرغبة الجنسية. تظلّ هذه الملاحظة تحتاج إلى الاثبات العلمي القاطع لأنّ الدراسة الإيطالية لا تستبعد بتاتا أن يكون ضعف الانتصاب في بعض الحالات مرتبطا بالتهابات فيروس Sars-CoV-2 الذي أدّى إلى الأزمة العالمية الصحّية منذ أكثر من سنة.
ضيف الحلقة الدكتور ريان عتمة، الاختصاصي في جراحة الكلى والمسالك البولية والجراحة بالروبوت في المستشفى الجامعي في المدينتين الفرنسيتين Nice وCannes.
Thu, 15 Apr 2021 - 120 - هل إلغاء الخبز عقلاني من طعام طالب الريجيم؟
يضيع الانسان أمام غزارة النصائح الغذائية التي تكون أحيانا متناقضة. يواجه الخبز أحيانا الوصم من قبل بعض الاستشاريين في علم التغذية الذين يدعون إلى قطيعة الخبز أثناء الحميات الغذائية لإنقاص الوزن. فيما هناك اختصاصيو تغذية يطالبون بالإبقاء على الخبز كحصّة غذائية رئيسيّة حتى في فترات الالتزام بآداب التخسيس أو الريجيم. فكيف لنا أن نرى بوضوح ما علينا فعله تجاه الخبز أثناء حمية الريجيم؟
نرتاح جدا حينما نقتنع، بادئ الأمر، بأنّنا نستطيع تذوّق خبز لذيذ ونخسر في نفس الوقت الكيلوغرامات الزائدة : هذا ممكن فعلا أثناء حميات الريجيم شرط احترام بعض المبادئ الأساسيّة. المطلوب هو ألّا نلغي الخبز كاملةً من نظام غذائنا إذا كنّا من المُتعلّقين به، إنَّما المطلوب بالأحرى هو حسن اختيار الخبز الصحّي-الجيّد، بالاستناد إلى ما جاء على لسان الاختصاصية في علم التغذية، ريا بو خليل.
الانقطاع عن استهلاك بعض أنواع الخبز
أثناء حمية التخسيس لإنقاص الوزن، يكفي الابتعاد عن استهلاك كافّة أنواع الخبز الأبيض سواء كانت الباغيت الفرنسية أو الخبز العربي الأبيض أو مخبوزات المحال التجارية الضخمة المُغلّفة بأكياس والتي تكون مصنوعةً من دقيق أبيض معدّل وراثيا. تُصنع كافّة هذه المخبوزات من دقيق مكرّر وتخمَّرت بفعل خميرة البيرة الصناعية الكيميائية-الفوريّة وليس من الخميرة الطبيعية الحامضية والمركبّة من بكتيريا نافعة وصديقة للإنسان هي Lactobacillus.
تكمن مساوئ المخبوزات البيضاء في أنّها تضمّ مؤشّرا عاليا من نسبة السكّر. عند استهلاكها، ترفع تركيز نسبة السّكّر في الدمّ بطريقة وحشيّة لأنّها سريعة الامتصاص من قبل الجهاز الهضمي، ما يعني أنّها ترفع إفرازات الأنسولين، ذلك الهرمون الذي يقوم بتخزين الدهون.
المخبوزات المُفضّلة
يكون الاختيار موفّقا حينما نشتري مخبوزات الحبّة الكاملة من القمح أو الجاودار أو الشعير أو الشوفان. إن كنّا نشاء خسارة الوزن أو لا، تظلّ هذه المخبوزات الأفضل للصحّة العامّة بما أنّها غنيّة بالألياف بطيئة الامتصاص من قبل المعدة والأمعاء. تكمن حسنات هذه المخبوزات في أنّها تمدّنا بإحساس الشبع لفترات طويلة. كما وأنّ هذه المخبوزات تخمّرت وارتفع عجينها ببطء بواسطة الخميرة الطبيعية. هذه المزايا ترفع جودة مادة النشاء المُقاومة التي تغذّي البكتيريا النافعة في الوسط البكتيري ضمن الجهاز الهضمي، ما يكون بمثابة المفتاح الضروري لخسارة الوزن".
ما هي كمّية الخبز المسموح بها في اليوم أثناء الريجيم ؟
يظلّ الفلتان في استهلاك كمّيات كبيرة من الخبز مرفوضا أثناء الحميات الغذائية لإنقاص الوزن. نستطيع يوميا أن نستهلك مقدار 60 غراما من الخبز. من حين لآخر، نستطيع أيضا الانقطاع عن استهلاك الخبز يوما كاملا. ما ينبغي التذكير به هنا هو أنّ الخبز يحتوي على الملح الذي يساعد على احتباس الماء في الجسم، ما يعيق بشكل كبير عملية خسارة الوزن.
بغضّ النظر عن التوقيت اليومي الذي نرغب فيه استهلاك الحصّة اليومية من الخبز، هذه النقطة ليست ذات تأثير على نظام إنقاص الوزن. إنّ رغبات وعادات كلّ إنسان، على حدى، هي التي تقرّر متى يكون التوقيت مؤاتيا لاستهلاك الخبز خلال النهار.
في خلاصة الأمر، ينبغي أن نهتمّ بطبيعة تكوين الخبز ونسأل الخبّاز ممّا هو مركّب. أمّا عند شرائنا للمخبوزات من السوبرماركت، تكون قطيعتنا للخبز الأبيض فضيلة ويكون اختيارنا لمخبوزات الحبّة الكاملة، إن توفّرت، مباركا شرط الابتعاد عن شراء المخبوزات الحاوية على إضافات غذائية ومستحلبات ومكوّنات كيميائية أخرى.
ضيفة الحلقة الاختصاصية في علم التغذية، ريا بو خليل.
Wed, 14 Apr 2021 - 119 - استحالة الشفاء تبخّرت من واقع مرض "ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن"
تتعدّد سرطانات الدم ونخاع العظم ولكنّ إحداها هو "سرطان ابيضاض الدمّ اللمفاوي المزمن" الذي يتطوّر ببطء كبير بالمقارنة مع سائر أنواع سرطانات الدمّ الأخرى.
يشير مصطلح "اللمفاوي" في سرطان الدمّ اللمفاوي المزمن إلى فئة الخلايا المتضرّرة التي تكون هنا "اللمفاويّات"، أي خلايا الدمّ البيضاء Lymphocytes B، تلك الخلايا المناعية التي تُنتج أجساما مضادّة لمكافحة العدوى.
يتمّيز "سرطان ابيضاض الدمّ اللمفاوي المزمن" بانتشار غير طبيعي ضمن الدمّ لخلايا الدم البيضاء التي تعتريها الخصائص التالية :
- لا تكون خلايا خبيثة وفتيّة (أوّليّة) كما تكون عليه الحال في سرطانات الدم الحادّة الأخرى إنَّما تكون خلايا كاملة النموّ (ناضجة).
- لا يكون بمقدورها صناعة أجسام مضادّة
- تتراكم في الدم دون إمكانية القضاء على خباثتها، ممّا يورّط صحّة الانسان بتعقيدات خطيرة.
قلّما يتأتّى سرطان ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن ما دون عمر الأربعين. بفارق بسيط، يطال هذا المرض الرجال أكثر من النساء وتتضاعف خطورة اندلاع المرض 30 مرّة أكثر بدءا من عمر 70 عاما، لتصبح هذه الخطورة مضاعفة 45 مرّة أكثر بدءا من عمر 80 عاما.
تظلّ الأسباب التي تورّط بابيضاض الدمّ اللمفاوي المزمن غير معروفة بوضوح لكنّها مرتبطة عموما بعوامل الشيخوخة والتقدّم في السنّ. كلّ ما اتّضح للأطبّاء هو أنّ طفرة جينيّة تحدث ضمن الحمض النووي للخلايا المنتجة للدمّ. تؤدّي هذه الطفرة إلى جعل خلايا الدمّ تنتج خلايا لمفاوية بيضاء ليست طبيعية وليست فعّالة على صعيد إنتاج الأجسام المضادة اللازمة للجهاز المناعي.
في 8 حالات من أصل 10، لا تظهر أيّة أعراض على الإنسان المُتعايش مع إصابة بابيضاض الدمّ اللمفاوي المزمن. يُكتشف سرطان ابيضاض الدمّ بالصدفة عقب إجراء فحص للدمّ، كان فيه عداد الخلايا اللمفاوية البيضاء في الدمّ يفوق 5500 بالملليمتر مكعّب. عند هذه المرحلة الأولى، يوضع التشخيص.
تظهر فقط على 20% من حالات الإصابة بهذا المرض أعراض سريرية من قبيل : التضخّم الجليّ للغدد اللمفاوية بدون ألم، تضخّم الكبد مع أو بدون تضخّم الطحال في المرحلة الثانية من تقدّم المرض.
قد تصل أعراض المرض في المرحلة الثالثة إلى ضيق في التنفّس على صلة بفقر الدم لأنّ الخلايا اللمفاوية الخبيثة تخنق نقيّ العظم، ذلك المكان حيث تُنتج خلايا الدم الحمراء. جرّاء هذا الأمر، يترافق فقر الدم في غالب الأحيان مع نقص في الصفائح الدموية.
نلفت هنا إلى أنّ بعض الأفراد المصابين بابيضاض الدم اللمفاوي المزمن قد يشعرون ببعض العلامات العامّة كالحمّى والإرهاق الجسدي وخسارة الوزن بشكل كبير قد يصل إلى نسبة 10% من الإجمالي العامّ.
لا تتسبّب الزيادة المفرطة والمزمنة للخلايا اللمفاوية البيضاء، في 7 حالات من أصل 10، بمشاكل صحّية. هذه الفئة المُتعايشة مع ابيضاض الدم لا تحتاج للعلاجات لكن يلزمها كلّ 3 أشهر، إجراء الفحوصات الدورية طيلة السنتين الأولتين، على أن تتباعد لاحقا الفحوصات عن بعضها البعض.
في 3 حالات من أصل 10، يتطوّر مرض ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن ليهدّد في النهاية أمل العيش بعدما يكون ورّط الإنسان بثلاث مشاكل صحيّة :
١- الإصابة بمرض مناعي-ذاتي (نقص الصفائح الدموية، فقر الدمّ الانحلالي hemolytic anemia) يتميّز بأنّ الأجسام المضادة في جهاز المناعة تهاجم كريات الدم الحمراء أو الصفائح الدموية كأنّها أجساما غريبة ودخيلة على الجسم.
٢- حصول التهابات شرسة في بعض الأعضاء الحيوية كالرئتين والكلى والمجاري البولية وأجهزة الأنف والأذن والحنجرة. (المتابعة الدورية مع الطبيب الاختصاصي بأمراض الدمّ تمنع تردّي الوضع الصحّي)
٣- نموّ أورام خبيثة صلبة على وجه الخصوص ضمن الرئتين وضمن القولون بسبب ضعف المناعة.
تختلف العلاجات الحالية لداء ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن Chronic Lymphocytic leukemia من إنسان صغير في السنّ إلى كبير في العمر. يكون العلاج الكيميائي الوريديّ-المقترن بجسم مضادّ وحيد النسيلة Anti-CD20 صالحاً لأولئك الأفراد من صغار العمر الذين لا يشكون من مجموعة أمراض مشتركة. يقتل العلاج الكيميائي الخلايا اللمفاوية البيضاء غير الطبيعية بعد حصول صغار السنّ على 4 أو 6 جلسات كيميائية متباعدة عن بعضها البعض فترة شهر كامل.
أمّا كبار السنّ المصابين بابيضاض الدمّ فيحتاجون إلى علاج كيميائي-فمويّ أقلّ عدوانيّة من العلاج الكيميائي الوريديّ. يعتمد هذا العلاج على أقراص دواء Chlorambucil.
لا يتجاوب مع العلاج الكيميائي الوريدي المصابون بابيضاض الدمّ الذين يفتقرون إلى وجود الجين P53 على الكروموزوم 17. هؤلاء يلزمهم دواءً فموياً يكون مضادا لأنزيم BTK.
حديثا، ظهر مضاد أنزيمي جديد بدّل النظرة إلى العلاجات وقَلَب معاييرها رأسا على عقب. يُطلق على هذا المضاد الأنزيمي الذي يتميّز بفعاليّة علاجية عاليّة تسمية : "Anti-BCL2". حينما يُعطى هذا المضاد الأنزيمي بالتزامن مع توليفة دوائيّة تضمّ المضاد الأنزيمي BTK والجسم المضاد وحيد النسيلة "Anti-CD20"، تختفي مظاهر المرض بشكل كامل، لتحصل الهدنة الشفائية التي تدوم حاليا فترة 5 سنوات، هدنة يُشبّهها بعض مرضى ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن بالشفاء التامّ.
ضيفة الحلقة الدكتورة سناء أملال، استشاريّة أمراض الدمّ والأورام السرطانية في مدينة القنيطرة في المغرب.
Tue, 13 Apr 2021 - 118 - المصابون بالشلل الرعاش لا تتعطّل علاجاتهم بسبب حصولهم على لقاح كورونا
تعود المطالبة السنوية بالاحتفال باليوم العالمي لداء الباركنسون في 11 أبريل/نيسان إلى أنّ السبب المُحدّد الباعث على ظهور الشلل الرعاش ما زال مجهولا. أضف إلى أنّ عوامل الخطر المؤدّية لنشوب المرض ليست واضحة تماما إذ أن العامل الغذائي والعامل الالتهابي ليسا من محرّضات اندلاع المرض المُوكّدة. في حالات نادرة حينما يظهر داء الباركنسون لدى صغار السنّ ما دون 45 عاما، تكون العوامل الوراثية هي التي ورّطت الانسان بالإصابة الباكرة بالمرض.
في العموم، يعتبر داء الباركنسون من الأمراض العصبية التنكّسيّة التي غالبا ما تظهر ما بعد عام 65 سنة. حاليا يطال هذا المرض قرابة 10 ملايين إنسان عبر العالم.
تبنّت الجمعية الأوروبية لمرض الباركنسون زهرة الخزامى "الحمراء-البيضاء" كرمز تكريمي للطبيب البريطاني James Parkinson الذي تعرّف على الخصائص المرضية للشلل الرعاش وكتب حولها للمرّة الأولى في التاريخ عام 1817.
وفق اعتقادات غير محسومة، يتّهم علماء الأعصاب والدماغ البروتين Alpha-synucléine الذي يتواجد في دماغ البشر بأنّه يُشكلّ مع مرور السنين رُكَاما ساما ضمن الخلايا، تظهر على أثره العلامات المرضية الخاصّة بداء الباركنسون.
حاليا، تهدف العلاجات الدوائية المتوفّرة لمرض الشلل الرعاش إلى تعويض النقص الحاصل في إنتاج الدوبامين، ذلك الناقل العصبي الذي يُشرف على حركات الجسم.
هذا وكان اكتشف باحثون إسرائيليون من جامعة بن جوريون في النقب-جنوب اسرائيل أنّ بروتين BMP5/7 قد يكون علاجا واعدا في المستقبل من أجل تبطيء وإيقاف تطوّر الحالة المرضية الخاصّة بالشلل الرعاش. على ضوء التجارب المخبرية على فئران التجارب، تبيّن أنّ بروتين BMP5/7 جنّب حصول الإعاقات الحركية الناجمة عن تراكم بروتين Alpha-Synucléine وأوقف خسارة الخلايا الدماغية المنتجة للدوبامين.
تدريجيا، تتصاعد حدّة الأعراض لدى مريض الشلل الرعاش. تظهر الأعراض في بداية مسار المرض على حين غفلة وتكون متمثّلة بضعف النشاط البدني وبالتعب غير المبرّر وبالأوجاع ذات المصدر صعب التحديد وبصعوبة الكتابة وبرجفان يد من اليدين وبالتيبّس متقلّب المكان.
لاحقا، تشتدّ أعراض المرض لتصبح جليَّة أكثر فأكثر من خلال الصعاب التالية :
-التباطؤ العام في الحركة
-تيبَّس العضلات عموما
-الرعاش أو الارتجاف في أحد الأطراف
-اضطرابات التوازن
-الأوجاع المشوبة بالتنميل وبالتشنّجات
-الاضطرابات الهضمية والبولية
-مشاكل النوم كالأرق والنعاس القهري
-الشكوى من التعرّق والهبّات الساخنة والإفراط في إفراز اللعاب
-الاضطرابات النفسية من قبيل الاكتئاب والقلق وإفراط الحساسية والمعاناة من أفكار الاضطهاد
شكّلت جائحة الكورونا تهديدا كبيرا للمصابين بداء الباركنسون إذ أنّ الذين يلتقطون فيروس Sars-CoV-2 تزداد مخاطر الوفاة لديهن بنسبة 30% جرّاء العاصفة السيكوتينية الخاصّة بالتهابات مرض الكوفيد-١٩. فكيف يحتاط مرضى الباركنسون في زمن الجائحة ؟ وهل تلقيّ لقاحات الكورونا يُفشل العلاجات التي يحصل عليها المصابين بالشلل الرعاش أو لا ؟
يجيب عن هذه الأسئلة الدكتور نجيب كساني، الاستشاري في أمراض الجهاز العصبي وتخطيط الدماغ والأعصاب والعضلات وأستاذ التعليم العالي ورئيس مصلحة أمراض الجهاز العصبي في المستشفى الجامعي محمد السادس-مراكش.
Sun, 11 Apr 2021 - 117 - حينما تخفي النرجسية ضعفاً على صعيد الثقة بالنفس
نتحدّث عن "اضطراب الشخصية النرجسية" في علم النفس حينما نشاء توصيف مزايا أفراد يُبالغون بالإشادة بأهمّيتهم وبقدراتهم وبمواهبهم إلى حدّ الاعتقاد بأنّهم فريدون ومميّزون ومتفوّقون على بقيّة السكّان. أمّا أكثر ما يفتقر إليه النرجسيون هو غياب التعاطف مع الآخرين إذ يصل بهم الأمر إلى استغلال صداقة أعزّائهم بهدف الوصول إلى تحقيق أهدافهم الخاصّة ليس إِلَّا.
حُدِّد هذا التوصيف ضمن صفحات الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5.
حصرا في الولايات المتحدّة الأميريكية دون سواها، يتخبّط تقريبا 6,5% من السكّان باضطراب الشخصية النرجسية الذي يطال في الغالب الرجال.
لا يزال اضطراب الشخصية النرجسية غير معروف تمام المعرفة من خلال الأبحاث المعمّقة. لذلك، سعت دراسة أميركية قامت بها جامعة New York University إلى تذليل بعض جوانب الغموض المُتّصلة بهذا الاضطراب. دافع الباحثون في هذه الدراسة عن استنتاج توصّلوا إليه هو أنّ النرجسيين توّاقون إلى "تأليه الأنا" لأنّ الشعور المستمر بعدم الأمان ينتابهم بدلا من الرأي السامي عن أنفسهم.
قبل التوصّل إلى هذا الاستنتاج المنشور في المجلّة المتخصّصة Personality and individual Differences، تابع الباحثون الأميركيون 300 متطوّعا بعمر وسطي هو 20 عاما. كانت مجموعة المتطوّعين مؤلّفة من 60% من الرجال ومن 40% من النساء. أجاب المتطّوعون على قائمة من الأسئلة وصل تعدادها إلى 151 سؤالا لمعرفة وتقييم حالتهم النفسية-الذهانية.
بعد تحليل مضمون هذه الأسئلة، حدّد الباحثون الأميركيون أنّ هناك نوعان من اضطراب الشخصية النرجسية :
1- النرجسية التعظيميّة للذات grandiose narcissism القريبة جدا من النزعة السيكوباتيّة Psychopathie. يتميّز النرجسيون المتّسمون بمزايا هذا النوع بالتقدير العالي للذات مع ضعف التعاطف مع الآخرين وغياب مشاعر الندم.
2- النرجسية الحسّاسة القابلة للتأثر السريع بالنقد vulnerable narcissism. تمتاز هذه الفئة من النرجسيين بسلوكياتها القائمة على "تهنئة النفس Auto-congratulation" ولكن يكون هامش تقدير الذات عندها ضعيفا ومترافقا مع شعور عام بعدم الأمان يتّضح على وجه الخصوص في إطار البيئة الاجتماعية.
خلُص الباحثون الأميركيون في نتائج دراستهم لخفايا "اضطراب الشخصية النرجسية" إلى أنّ السلوك النرجسي قد يكون شكلا من أشكال التعويض عن ضعف الثقة بالذات لدى بعض النرجسيين.
ضيف الحلقة هشام شتوي، الباحث في علم نفس العمل وعلم الدماغ والأعصاب والمسؤول التربوي لشعبة الهندسة الصحية والغذائية في الجامعة الخاصة لمراكش UPM .
Fri, 09 Apr 2021 - 116 - السمّاعات الخفيّة: مجوهرات تكنولوجية تلتقط الأصوات بنقاوة عالية
يعاني من الصمم قرابة 10 إلى 15% من شعوب العالم. علما أنّ عيوب خسارة السمع ستطال إنسانا من أصل كلّ 10 بحلول عام 2050، استنادا إلى تقديرات منظمة الصحّة العالمية. بخلاف نظّارات تصحيح البصر التي ينال ارتداؤها الرضى والقبول، يتريّث محتاجو السمّاعات في القبول بها لأنّها تكون دائما مرادفا لمؤشّرات الشيخوخة المرئيّة ممّا يدفع ببعض الأفراد إلى التنكّر إلى ضعف السمع لديهم. هذا الأمر يترتّب عنه التأخّر في وضع التشخيص اللازم الذي يكشف عن تراجع القدرات السمعية لدى المسنّين.
نحصِّل من ارتداء السمّاعات 5 مكاسب هي :
-السمع بشكل أفضل في حضرة الضجيج
-الابتعاد عن العزلة
-تبطيء تراجع السمع والعمل على استقرار ما تبقّى منه
-وقف التدهور المعرفي بتحفيز الذاكرة والانتباه والصحوة.
-معالجة مشاكل الشعور بطنين الأذن Accouphène
بما أنّ أصناف سمّاعات تصحيح السمع كثيرة منها ما تكون مرئيّة ومنها ما تكون خفيّة، نخصّص اهتمامنا لأجهزة السمع التي تنتمي إلى الجيل الثاني وتُوضع داخل مجرى الأذن وتكون خفيّة بالكامل. بعد أخذ قياس قناة الأذن من خلال قوالب خاصّة حسب الطلب، تُصنع السمّاعات لتتناسب بدقّة عالية مع طبيعة فيزيولوجيا الأذن لدى كلّ فرد. ويُطلق على هذه الأنواع من السمّاعات تسمية CIC
(Completely in the Canal) . تصحّح هذه السمّاعات الضعف البسيط في السمع إلى الضعف الشديد.
يتوفّر صنفان من السمّاعات العميقة-الخفيّة Deep in the canal هما :
- السمّاعات العميقة غير الثابتة التي توضع بمقربة من طبلة الأذن ويظلّ بمقدورنا أن نسحبها من قلب الأذن متى شئنا.
-السمّاعات العميقة الثابتة التي يتمّ تبديلها كلّ 3 أشهر لدى أخصّائي العناية بالسمع. هذه الفئة من السمّاعات هي صالحة لضعيفي السمع من الدرجة البسيطة وللذين يتمتّعون بمجرى واسع القطر في قناة الأذن.
إن كان بعض ضعفاء السمع يعيرون أهمّية كبرى للناحية الجمالية ولمسألة السرّيّة في ارتداء سمّاعة، يبقى الأهمّ من كل هذا البحث عن فعالية السمّاعات لدى اتخاذ قرار ارتدائها. يتحكّم بالاختيار الصحيح لنوع السمّاعة مجموعة نقاط ينبغي أن نتوقّف عندها وهي : العمر والمهنة ودرجة ضعف السمع والتركيب البنيوي للأذن. هذا ويختلف سعر السمّاعات حسب جودتها. فقد تكون تكلفة الحصول على سمّاعة واحدة بحدود 950 يورو لتصل إلى حدود 2000 يورو.
تعزّزت جودة الجيل الثاني من السمّاعات الخفيّة بفضل التطوّر الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي. ولذا أصبح بمقدور بعض هذه السمّاعات التعرّف على 12 مليون موقفا صوتيا مختلفا. وأمّنت هذه السمّاعات للمستخدم راحة سمعية مذهلة في بيئات الضجّة المشوّشة وفِي بيئات الأصوات المعقّدة. بواسطة مجموعة ميكروفونات موجّهة، تتمكّن السمّاعات الحديثة التقاط جميع الأصوات مهما كانت عليه حركات الرأس.
نستطيع شحن بطاريّة معظم السمّاعات الحديثة في الجيل الثاني. كما تتيح تشغيل خدمة البلوتوث Bluetooth مع ثمانية أجهزة خارجية يمكن التقاطها عن بعد كأخذ مكالمة من هاتف ذكي والاستماع إلى الموسيقى من لوحة آيبيد أو التمتّع بالمؤثرات الصوتية في الأفلام أو الترجمة الفورية للغة أجنبية.
كما بات يتوفّر سمّاعات خاصّة للأفراد الذين يتمتّعون بحاسة سمع جيّدة لكنّهم يجدون صعوبة في فهم الأصوات في البيئات الملوّثة بالضجيج. إلى هذا هناك سمّاعات فعاّلة ضدّ طنين الأذن acouphène الذي يحصل جرّاء خسارة إمكانية سمع التردّدات الصوتية التي تتراوح ما بين 4000 و 12000 هرتز.
أمّا في حال كانت أذن واحدة من الأذنين عديمة السمع، باتت تتوفّر لها سمّاعة توضع في جهة الأذن الصمّاء كي تنقل، لاسلكيا عبر خدمة البلوتوث، الأصوات المُلتقطة إلى الأذن السليمة في سبيل تضخيم الرسائل الصّوتيّة. تعمل هذه السمّاعات وفق نظام StereoCross.
ضيف الحلقة الدكتور ابراهيم الأشقر، الاختصاصي في جراحة الأذن والأنف والحنجرة وفِي طبّ التجميل.
Thu, 08 Apr 2021 - 115 - هاجس الفقدان الدائم لحاسّة الشم والذوق يؤرق الناجين من مرض الكوفيد-19
هل سأستعيد يوماً ما حاسة الشم والذوق؟ بهذا السؤال تبدأ أيام الناجين من نفق مرض الكوفيد-١٩ المظلم الذين يخشون من مغبّة الانزلاق نحو فقدان التمتُّع بأبسط الملذّات اليومية كالأكل والطهو. هذه الخشية هي محقّة وفِي مكانها مع أنّ اضطراب فقدان الشمّ جرى التقليل من أهمّيته لفترة طويلة قبل أن يصبح من الأعراض الرئيسيّة التي تظهر عند نشوب التهابات مرض الكوفيد-١٩ ويكون استمرارها جائزا ما بعد فترة الشفاء.
في حين تستعيد غالبية الأشخاص حاسّتي الشم والذوق بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية التعافي من الوعكة الصحيّة بسبب التقاط فيروس الكورونا، يستمر الغياب الكُلِّي لحاسّتي الشمّ والذوق أشهرا طوال لدى 10 % إلى 15%، بالاستناد إلى ما جاء على لسان Valentina Parma، الاستاذة المحاضرة في علم النفس في جامعة Temple في فيلادلفيا والعضو في الكونسورسيوم الدولي للباحثين الذين شكَّلوا عند بداية الجائحة تكتّلا علميا لتحليل مشكلة فقدان حاسّتي الشمّ والذوق.
باتت تطاول اضطرابات فقدان حاسّتي الشمّ والذوق بسبب التقاط عدوى الكورونا ما لا يقلّ عن مليوني شخص في الولايات المتحدة الأميركية وتطاول أكثر من عشرة ملايين في العالم، وفق الباحثة الأستاذة Valentina Parma.
رغم أنّ حاستيّ الشمّ والذوق هما من الحواس الأساسية في التأثير البالغ على العلاقات الاجتماعية إذ يحصل اختيار شركائنا جزئيا على أساس رائحتهم، إِلَّا أنّه يُنظر في الغالب إلى هاتين الحاسّتين على أنهما أقل أهمية من البصر أو السمع. يضاف إلى ذلك أنّ الأطباء المتابعين للناجين من وعكة التهابات الكوفيد-١٩ ينظرون إلى الفاقدين لحاسّتي الذوق والشمّ على أنّ أعراضهم تلك هي أقلّ خطورة من تبعات أخرى لما بات يُعرف بـالأعراض الطويلة الخاصّة بمتلازمة "الكوفيد طويل الأمد".
إنَّما ما يغيب عن بال بعض الأطبّاء هو أنّ فقدان حاسّتي الشمّ والذوق لا يترافق باستمرار مع مشاكل في التغذية وحسب، لا بل أيضا يترافق مع دخول في أزمة قلق أو حتى أزمة اكتئاب، بحسب ما أشارت إليه الأستاذة المحاضرة في علم النفس Valentina Parma.
الأغرب هنا هو أن فقدان حاسّة الشمّ Anosmia لدى الناجين من مرض الكوفيد-١٩ يتطوّر إلى ما يعرف بخطل الشم (Parosmia). فيتعرّف هؤلاء الناجين بشكل خاطئ على الروائح في حال بدؤوا يشعرون بها. فأثناء شربهم للقهوة على سبيل المثال، يشتمّون رائحة كريهة ليست على صلة بالقهوة. تكون ملاحظة هذا الأمر بمثابة مؤشِّر جيّد للشفاء ولإيجاد حاسّة الشمّ معافاة كلّيا على المدى الطويل، بناء على ما أعلنته الباحثة Valentina Parma.
كما بات معلوما لدى الباحثين أنّ التدريب اليومي على اكتشاف روائح مختلفة بشمّ سوار في معصم اليد يكون معطّرا بأصناف عدّة من الزيوت المركّزة الخالصة يشكل في هذه المرحلة العلاج الوحيد الموصى به من دون تحفظ، إذ ثبت نجاحه في 30 % تقريبا من الحالات بعد ثلاثة إلى ستة تمارين، وفق ما أشارت إليه الباحثة Valentine Parma.
ولتحفيز حاسة الشم على استرجاع قوّة تعرّفها على الروائح، ينُصح المتعافون من الكوفيد-١٩ بوضع كميات كبيرة من التوابل في الأطباق وفِي وضع الأعشاب العطرية في الشاي، والعمل بصبر على تكرار هذه التمارين في سبيل التمكّن مع مرور الوقت في إعادة اكتشاف الروائح الذكية كما قبل الإصابة بالمرض. سيبدو الأمر للبعض طويلا وشاقا، إنَّما الصمود والتمسّك بأمل استرجاع حاسّة الشمّ مخرج من الضائقة النفسية إلى النور من جديد.
Wed, 07 Apr 2021 - 114 - الواقع الميداني لضراوة النسخ المتحوّرة المتفرّعة من الفيروس الأصلي "Sars-CoV-2"
عادت وتأجّجت نيران جائحة فيروس الكورونا بسبب ثلاث طفرات فيروسية جديدة تسمّى بالسلالات المتحوّرة وتحتلّ بحسب التعديلات الجينية التي اكتسبتها مكانا محدّدا في شجرة عائلة فيروس Sars-CoV-2 الأصليّ. هذه السلالات الفيروسية الثلاث التي تراقبها عن كثب منظمة الصحّة العالمية تتعلّق بالطفرات البريطانية والجنوب أفريقية والبرازيلية.
ليس بالأمر المفاجئ ظهورُ نسخ متحوّرة من الفيروس الأصلي. هذه العملية هي طبيعيّة لأنّ الفيروس يتحوّر بمرور الوقت لضمان بقائه حيّا. كان سبق وأن كتبت الخدمات الصحية البريطانية على موقعها الالكتروني بأنّه تمّ التعرّف على أكثر من 4000 متحورة من فيروس السارس-كوف-2 حول العالم"، منذ تاريخ التعرّف على العائلة الأولى منه في ديسمبر من عام 2019. لكن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن "معظم النسخ المتحوّرة ليس لها تأثير لجهة تدابير الصحة العامة".
استنادا إلى دراسات مختلفة، ترى منظمة الصحة العالمية أن النسخة البريطانية من فيروس كورونا هي أكثر عدوى بنسبة تتراوح بين 36 و75 في المئة.
تقوم مجموعات عدة من الباحثين حول العالم بتحليل الخصائص البيولوجية للمتحوّرات الثلاث الأشدّ إرباكا للمجتمع العلمي وذلك سعيا لمعرفة الأسباب التي تخوّلها أن تكون أكثر عدوى من السابقة.
ما لفت إليه Olivier Schwartz، رئيس وحدة الفيروسات والمناعة في معهد باستور، هو أنّ "هناك فرضيات متعدّدة يجب دراستها، كأن يكون الحمل الفيروسي أعلى أو أن تكون بعضُ المتحوّرات الفيروسية تستطيع الدخولَ إلى الخلايا بسهولة أكبر أو أن تكون قادرة على التكاثر بسرعة أكبر".
إلى هذا، طرح باحثون في جامعة هارفرد الأميركية فرضيةً أخرى مفادها أن العدوى التي تسببها النسخة البريطانية يمكن أن تستمر لفترة أطول. إذ أنّ الشخص المصاب يظلّ معديا لفترة أطول من المصاب بالفيروس العادي ما قد يتطلب تمديد فترة الحجر.
لكن هذا النوع من البحوث يستغرق وقتا، وبالتالي سيحتاج الباحثون إلى أسابيع أو حتى أشهر للحصول على إجابات قاطعة حول مجموع هذه الفرضيات.
ما هو واضح هو أنّ النسخة البريطانيّة هي أكثر فتكا بنسبة 64 في المائة من فيروس كورونا العادي، بالاستناد إلى ما خلصت إليه دراسة بريطانية منشورة في 10 آذار/مارس في المجلّة الطبّية "BMJ".
فمن بين ألف حالة عدوى جرت عليها أبحاث لمقارنة معدّل الوفيات ما بين شراسة الفيروس الأصلي وشراسة الطفرة البريطانية، تبيّن أنّ المتحورة البريطانية تسبّبت، على ألف إصابة، بحدوث 4,1 وفيات مقابل 2,5 وفاة تسبّب بها فيروس الكورونا العادي.
هذه الملاحظات تأتي لتؤكّد ما كانت أشارت إليه السلطات البريطانية في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي حول شدّة خطورة السلالة البريطانيّة من فيروس Sars-CoV-2.
بالإضافة إلى ذلك، واستنادا إلى دراسات أخرى أجريت في جنوب أفريقيا، تقدّر منظمة الصحة العالمية أن النسخة الجنوب أفريقية من فيروس كورونا "تزيد من خطر وفاة المرضى القابعين في المستشفى بنسبة 20 في المئة".
من جهة فعالية اللقاحات ومقدرتها في التحصين الكافي ضدّ المتحوّرات الفيروسية المقلقة، اتّضح من خلال الدراسات المخبرية أنّ المتحوّرة البريطانية لم تتسبّب كثيرًا في إضعاف فعالية اللقاحات لكن يبدو أن النسختين البرازيلية والجنوب أفريقية لهما كبير الأثر في إضعاف فعاليّة اللقاحات بسبب طفرة "E484K" التي تحملانها.
لكن، ضعف فعالية اللقاحات ضدّ بعض المتحوّرات لا يعني أنها لم تعد فعالة على الإطلاق.
في كل الأحوال، يعمل مصنّعو اللقاحات على إصدارات جديدة مصمّمة خصيصا لمقاومة المتحوّرات. فلقد أعلنت شركة موديرنا في 10 آذار/مارس 2021 أنها بدأت تقديم جيل جديد من لقاحها لمجموعة من المرضى كجزء من تجربة سريرية تهدف إلى تقييم فعاليته ضد المتحوّرة الجنوب أفريقية.
هذا التكيّف المطمئن من قبل مختبرات تصنيع اللقاحات هو ضروري لأنّ "المتحوّرات التي قد تكون أقل تأثرا باللقاحات الحالية، من المحتمل أن تستمر في الظهور"، كما حذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
يبقى أن نشير ختاما إلى أنّ اشتداد ثقتنا باللقاحات والقبول بتلقّيها هما المدخلان الأساسيان لتحقيق مناعة القطيع الجماعية التي حينما نتوصّل إليها، نتوّصل إلى استعادة بريق العيش مثلما كان ما قبل اندلاع الجائحة. فالمسؤولية تقع على كل فرد منّا بالالتزام الأخلاقي بعزيمة الحصول على لقاح من لقاحات الكورونا المتاحة.
Mon, 29 Mar 2021 - 113 - الانكماش النفسي العائد لطول الأزمة الصحّية يورّط بمشاكل "خفقان القلب"
طالت الجائحة لتطول معها المشاكل النفسية ومظاهر الغضب والحزن والقلق من مصير بات مجهولا وضيِّقَ الأفق.
مع انكسار أجواء السعادة والتفاعل الاجتماعي الطبيعي وتبادل الأفراح بلا قيود، حلّ التشويش الفكري على مجموعات بشرية ضخمة بعدما اضطرت إلى التأقلم مع نمط معيشي جديد قائم على العمل عن بعد، إن كان ممكنا، أو قائم على الدوران في حلقة صغيرة بعد خسارة الوظيفة وامتحان العيش وسط البطالة وضعف القدرة الشرائية.
تتسبّب الضائقة النفسية حينما تطول مدّتها بإنهاك القلب وظيفيا. يُدخل الارتباك النفسي الطويل القلب في شلل ضخّ الدم الطبيعي. وهكذا تتأزّم وتيرة نظم ضربات القلب، لتتسارع تماشيا مع تضخّم الحالة النفسية العصيبة. فمتلازمة "القلب المنكسر Broken Heart Syndrome " التي اكتُشفت عام 1990 من قبل الأطبّاء اليابانيين، تحصل جرّاء مرارة أسى فراق الحبيب أو وفاة الصديق أو أحد الأقرباء.
زاد حصولُ هذه المتلازمة بسبب جائحة الكورونا وما خلّفته من خسارات في الأرواح وما زالت تخلّفه بعد سنة على اندلاعها العالمي. فالإرهاق العاطفي الحاصل في متلازمة "القلب المُنكسر" يتسبّب مع طول الأزمة النفسية في "قصور القلب الحاد" الذي ينتهي عادة بسكتة قلبية مباغتة وقاتلة، بعد أعراض الخفقان المتكرّرة والعنيفة في ضربات القلب Atrial Fibrillation التي لم تلق المعالجة الدوائية، تتعب العضلة لتُسلمَ الروح، عقب حصول ضعف في التروية الدموية تسبّب بحادث وعائي-دماغي Cerebrovascular Accident.
بالاستناد إلى دراسة علمية منشورة في مجلّة HeartRythm بتاريخ 3 حزيران /يونيو من عام 2019، تُعتبر أدوية B-blockers من العلاجات المناسبة لاستدراك مشاكل أعراض "خفقان القلب" المُتّصلة بالإرهاق النفسي stress. في هذه الدراسة، تابع الباحثون من كليّة الطبّ في جامعة Yale في الولايات المتحدة الأميركية 91 إنسانا على مدار سنة كاملة، كانوا يشكون من مشاكل خفقان القلب التي تطرأ عندهم نتيجة الإرهاق النفسي-العاطفي.
طُلب من المشاركين في هذه الدراسة كلّ شهر أن ينفّذوا بعض الأوامر طيلة 24 ساعة. أمر الباحثون الأميركيون المشاركين بارتداء جهاز Holter الحاوي على أقطاب كهربائية توضع على القفص الصدري من الخارج، لتتبّع نبضات القلب ولتسجيل بيانات رسم إيقاع القلب الكهربي. وطلبوا منهم تدوين طبيعة المشاعر التي يمرّون بها. هذا وكان يحصل 60% من المشاركين في الدراسة على دواء beta-bloquer therapy وينال 40% من المشاركين علاجا وهميا.
كشفت النتائج بعد سنة على المراقبة الحثيثة للمشاركين ضمن الدراسة بأنّ الحائزين على أدوية B-Blockers ، ظلّت ترتابهم مشاعر الغضب والتوتّر النفسي بنفس القدر الذي كان يطال الحائزين على الأدوية الوهميّة الفارغة من الأثر الدوائي-الكيميائي. إنَّما جوهر الخلاف الأساسي ما بي الفريقين كان بأنّ المستفيدين من أدوية B-Blockers تضاءلت عندهم 5 مرات نزعات الارتباك النفسي-العاطفي المُسبّبة لنوبات "خفقان القلب" الخطيرة، ما لم يحصل عند الحائزين على الأدوية الوهميّة.
صحيحٌ أنّ عوامل الإرهاق وضغط التعب الدائم وألم الفراق، في ظلّ أزمة جائحة فيروس الكورونا، تساهم في زيادة حالات الشكوى من خفقان القلب والشعور بالانكماش الدائم على صعيد المنطقة العلويّة من القفص الصدري، جهة إبط الذراع اليسرى. لكنّ لماذا من المهمّ استعمال أدوية B-blockers في هذه الحالة ؟ ولماذا هذه الأدوية تلعب دورا فعَّالا في تقليص عدد نوبات خفقان القلب المُتّصلة بالإرهاق النفسي ؟ ومتى تكون نوبات خفقان القلب المُتّصلة بالإرهاق النفسي عابرة وغير مخيفة ؟ ومتى تكون مخيفة وتحتاج إلى المراقبة الطبّية لتحاشي الإصابة الطارئة بحادث السكتة الدماغية ؟
أجاب عن هذه الأسئلة في حلقة اليوم من "صحّتكم تهمّنا" البروفسور مروان رفعت، الاختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية وكهرباء القلب في المركز الطبّي في الجامعة الأميركية في بيروت.
Fri, 26 Mar 2021 - 112 - الليزر " CyberKnife Robotic arm " أحدث علاج عصري لمشكلة تسرّع القلب البُطيني الخطير
يحدث تسرّع القلب البُطٓيني بسبب اضطرابات في النبضات الكهربائيّة الطبيعية المتحكّمة في معدّل عمل ضخّ الدم ضمن غرف القلب السفليّة (البطينين). عند الراحة، ينبُض القلب السليم في الدقيقة ما بين 60 إلى 100 مرّة في العادة. أمّا في حالة ”تسرّع القلب البُطيني Ventricular Tachycardia"، تكون نبضات القلب أسرع من المعتاد بنحو 100 نبضة أو أكثر في الدقيقة الواحدة.
تمنع نبضات القلب غير المنتظمة امتلاء غرف القلب السفليّة بالدم على نحو سليم، فتصبح كميّات الدم المضخوخة من القلب إلى باقي الجسم والرئتين غير كافية. ينجم عن ذلك الشعور بالدوار وبضيق النفس والدوخة والخفقان القلبي والألم الصدري. في بعض الأحيان، تسبّب النوبات المستمرة والأكثر خطورة من ظواهر تسرّع القلب البُطٓيني فقدان الوعي والإغماء وتوقّف القلب المفاجىء الذي يكون حالة طارئة تهدِّد بالموت.
تطرأ 10% من حوادث تسرّع القلب البطيني على قلب سليم لا يعاني من أمراض قلبية وتكون هذه الحوادث عرضية وحميدة. فيما تحصل 90 % من حوادث تسرّع القلب البُطيني لدى إنسان يشكو بالأساس من أمراض في القلب. هذه الحوادث تولّد حالة من عدم الاستقرار في الدورة الدموية قد تنتهي بوقوع القلب في الرجفان البُطيني Ventricular fibrillation الذي يعني توقّف القلب عن العمل دون القدرة على تدارك الوفاة بالسكتة القلبية. إنّ خطر الوفاة جرّاء حادث تسرّع القلب البُطيني يكون ضعيفا لدى البشر الذين لا يشكون من أمراض قلبية. بينما يكون خطر الوفاة عاليا جدا لدى البشر الذين يشكون بالأساس من أمراض قلبية وأصيبوا بحادث تسرّع القلب البُطيني.
تزداد خطورة الموت جرّاء حادث تسرّع القلب البُطيني لدى مرضى القلب الذين لا يستجيبون على العلاجات الدوائية المعهودة ولدى الذين يتعرّضون في اليوم الواحد لأكثر من حادث تسرُّع في نظم ضربات القلب. هؤلاء في العادة يظلّون على قيد الحياة بفضل الصدمات الكهربائية الذين يحصلون عليها أثناء نوبات تسرّع نبضات القلب بفضل حيازتهم على جهاز تقويم نظم القلب وإزالة الرجفان "القابل للزرع": Pacemaker. بأولوية مطلقة، تتوجّه التقنية العلاجية الحديثة بواسطة الليزر Cyberknife إلى هذه الشريحة من المرضى الذين يتعايشون مع زراعة جهاز "ضابطة النّبض" بالذات.
يعتمد العلاج التقليدي لحوادث تسرّع القلب البُطيني على الأدوية المضادة لتسارع نبضات القلب التي تظلّ فعاليتها محدودة في الوقاية من النوبات المتكرّرة الخاصّة باضطرابات نظم ضربات القلب. عندما يفشل العلاج الدوائي، يضطرّ أطبّاء القلبيّة الاستعانة بتقنية الموجات الراديوية عالية التردّد radiofrequency التي تعتبر اليوم من أكثر العلاجات المُعتمدة على نطاق واسع لمشاكل سوء انتظام ضربات القلب. تُجرى هذه العملية غير اللطيفة عن طريق القسطرة القلبية بإدخال أنبوب ضمن الأوعية الدموية المتواجدة في منطقة الفخذ، من أجل الوصول إلى غرف القلب السفليّة. ينتهي طرف الأنبوب الخاص بالقسطرة بمحطّة تبثّ الموجات الراديوية. فعندما يعثر طبيب القلب على النقطة الكهربائية غير الطبيعيّة فإنّه يقوم بصعقها وتدميرها بواسطة الموجات الراديوية. هذه الطريقة العلاجية تكون فعّالة على قلب سليم لا يشكو من أمراض قلبية معقّدة. إنَّما لا تكون هذه الطريقة العلاجية فعّالة حينما يكون المريض يشكو من مشاكل في الشرايين التاجيّة وفِي صمامات القلب. لا بل ينجم عن المعالجة بتقنية الموجات الراديوية، حينما تُقام على قلب معتلّ الصحّة، تعقيدات ممكنة في 5 إلى 10% من الحالات وتبوء بالفشل الكُلِّي في ثلث الحالات.
مع ظهور الطريقة اللطيفة لمعالجة اضطرابات نظم ضربات القلب بواسطة الليزر Cyberknife، سيُطاح رويدا رويدا بتقنيّة الموجات الراديوية بعدما يكتسب أطبّاء معالجة أمراض القلب التداخليّة المهارات اللازمة لحسن استعمال الليزر الذي يعمل بمؤازرة تكنولوجيا التصوير بالأبعاد الثلاثيّة 3D.
سيحقّق نظام CyberKnife ثورة حقيقيّة في المجال الطبّي عموما وفِي علاجات تدمير الأورام السرطانية خصوصا، لأنّه قادر على القيام بجراحات بلا ألم وبلا استخدام للمشرط الجراحي التقليدي.
يتمتّع الجهاز الروبوتي Cyberknife بنظام إشعاع فائق الدقّة مع إمكانية عالية في التصحيح التلقائي لمسار الإشعاع X-Ray يصل إلى 0,1 مليمتر. بفضل هذا الليزر، تتصوّب الأشعّة بشكل مُحكم على المنطقة الْمُرَاد تصحيح فيها مناطق الخلل. ولذلك يستطيع هذا الليزر، بطريقة خارجية ولطيفة وغير عدوانية ودون الحاجة للقسطرة القلبية، توجيه الأشعّة X-Ray نحو معقل النقاط الكهربائية غير الطبيعية لإتلافها دون سواها. يحصل، جرّاء هذا العلاج بالليزر فائق الدقّة، تصلّب نسيجي يساعد في الإنطفاء النهائي للمشكلة المُسبّبة لنوبات تسرّع القلب البُطيني.
تستغرق مدّة التداخل الطبّي بليزر CyberKnife على المصابين بنوبات تسرّع القلب البُطيني 30 دقيقة إلى 90 دقيقة. وتكفي جلسة واحدة من الليزر في غالب الأحيان للقضاء على المشكلة. إنَّما هذه الطريقة العلاجية ما زالت في المراحل الأولى من بداية تطبيقها على مرضى القلب. استفاد منها في المستشفى الجامعي لمدينة Lille الفرنسية 8 مرضى لا يستجيبون على العلاجات الدوائية المضادة لتسرّع القلب البُطيني. حقَّق الليزر Cyberknife نتائج باهرة في مدينة Lille التي تعتبر من المدن النادرة في العالم المُستعينة بتكنولوجيا الليزر لمعالجة تسارع نبضات القلب. فبفضل الليزر اختفت نوبات تسرّع القلب البُطيني لدى 6 مرضى فرنسيين. وتدنّت النوبات هذه لدى الإثنين المتبقيّين بشكل كبير. هذه النتائج تتلاقى مع المكاسب العلاجية التي حقّقها الليزر CyberKnife في مدينة Saint Louis الأميركية حيث قام الفريق الأميركي الرائد في هذا المجال بتطبيب 19 مريضا يعاني من نوبات تسارع نبضات القلب المتكرّرة. لذا بدأت المراكز المتخصّصة في المستشفيات العالمية المتقدّمة إيلاء اهتمام متزايد بشأن تخصيص موارد مالية لشراء الليزر CyberKnife الذي تقوم بتسويقه الشركة الأميركية في ولاية كاليفورنيا Accuray.
ضيف الحلقة الدكتور مازن اللُُّجمي، طبيب أمراض القلب والأوعية الدموية في فرنسا.
Thu, 25 Mar 2021 - 111 - حان الوقت لمعالجة مرضى السُلّ Tuberculosis على ما يرام
ينجم السُلّ عن التقاط جرثومة المُتَفَطِّرة السُلِّية Mycobacterium Tuberculosis التي تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، كما هو الحال مع فيروس الكورونا Sars-CoV-2. بما أنّ السلّ ما زال مرضا حيّا في القارّتين الأفريقية والآسيوية وشرق أوروبا، تُنظّم كلّ عام في 24 آذار/مارس احتفالية اليوم العالمي للتوعية بالسلّ التي تنضوي في العام 2021 تحت شعار : " حان الوقت للتخلّص من مرض السلّ وتقديم العلاجات المُثلى للمصابين بداء الرئة السلّي It's Time for TB patients to get the best care".
بالاستناد إلى نشرة إعلامية صادرة عن منظمّة الصحّة العالمية في عام 2016، يتعايش حوالى ثلث سكّان العالم مع سلٍّ خافٍ، ما يعني أنّ هؤلاء الأشخاص التقطوا العدوى الجرثومية لكنّهم فعليا ليسوا بمُصابين بالمرض ولا ينقلونه إلى الآخرين.
إنّ البشر الحاملين لجرثومة السلّ الخفيّة يتعرّضون بنسبة 10% لخطر الوقوع الفعلي بمرض السلّ النشط. ويزداد هذا الخطر على وجه الخصوص لدى الأشخاص الذين أصبحت أجهزة مناعتهم منقوصة من قبيل المصابين بفيروس العوز المناعي البشري VIH أو بسوء التغذية أو بالسكّري أو الأشخاص الذين يتعاطون التبغ بإدمان شديد.
عندما يصبح مرض السلّ في حالة نشطة، تكون الأعراض خفيفةً لشهور عدّة وتتّسم بالسعال والحمّى والتعرّق الليلي وخسارة الوزن وغيرها. لهذه الأسباب، يساعد التأخّر في التماس الرعاية إلى سريان جرثومة "المتفطّرة السلّية" بين المخالطين للمريض. يستطيع الإنسان المُصاب بالسلّ النشط أن يُعدي ما يصل إلى 10-15 شخصا آخر من خلال المُخالطة الوثيقة على مدار سنة. ويكون نصيب ثُلثي الأشخاص اللاقطين للعدوى الموت الحتمي، إن لم يتعالجوا بشكل صحيح.
منذ عام 2000، أُنقذت حياة أكثر من 49 مليونا وشُفي من مرض السلّ المعدي 56 مليون إنسان بفضل المعالجة والرعاية الدقيقة. ويحتاج الإنسان للشفاء من مرض السلّ إلى دورة علاجية معياريّة مدّتها ستّة أشهر يحصل خلالها على أربعة أدوية مضادة للميكروبات تحت إشراف عامل صحّي أو متطوّع مدرَّب يقدّم له الدعم والمعلومات اللازمة.
غير أنّ بلدان شرق أوروبا التي اعتزمت احترام أهداف استراتيجية منظّمة الصحّة العالمية للقضاء على السلّ بحلول عام 2020 فشلت في تحقيق ذلك. فلقد أشار التقرير الوبائي لمرض السلّ في أوروبا الذي صدر عن منظمّة الصحّة العالمية بتاريخ 22 مارس /آذار 2021 إلى أنّه في القارّة الأوروبية (دون سواها من القارات الموبوءة بالسلّ) يموت سنويا 20 ألف أوروبي بهذا المرض. ويتعرّض مريض من أصل ثلاثة مصابين بالسلّ في أوروبا إلى الشكل المرضي المعنّد على الشفاء إذ تظلّ معدّلات نجاح العلاجات غير كافية.
بما أنّ مرض السلّ يظلّ من بين الأمراض الجرثومية الأكثر إحداثا للوفيات، ساعد لقاح BCB في البلدان الصناعية الغنيّة في وقاية الأطفال من الأشكال العنيفة من مرض السلّ وتجنيبهم خطر الإصابة بالتهاب السحايا، إذ بات هذا اللقاح غير إجباري في البلدان شبه الخالية من جرثومة المتفطّرة السلّية.
لكنّ جرثومة السلّ ما زالت منتشرة بشدّة في جميع بلدان القارّة الأفريقية وفي بلدان أوروبا الشرقية والوسطى وفي بعض بلدان أميركا الوسطى والجنوبية وفي بلدان جنوب - شرق آسيا وفي أغلبيّة البلدان العربية ( ما عدا الإمارات العربية المتحدة والأردن وسلطنة عُمّان). هذه المناطق الجغرافية من العالم ما زالت تتخبّط بصعوبة السيطرة على جرثومة المتفطّرة السلّية بسبب عجزها عن متابعة حملات التطعيم الدائمة للأطفال.
يكون لقاح BCG ذات جدوى كبيرة ويُمكن أن يتلقّاه المواليد الجدد في البلدان الموبوءة بالسلّ منذ الشهر الأوّل والأفضل أن يحصلوا عليه في الشهر الثاني. ويظلّ الحصول على اللقاح الواقي من أشكال السلّ العنيفة ممكناً لدى الأطفال لغاية عمر 15 سنة.
ضيفة الحلقة الدكتورة مها فرحات، الإختصاصية في أمراض الرئة والعناية الفائقة في مستشفى ماساشوستس العام والبروفسورة في الطبّ في جامعة هارفرد.
Wed, 24 Mar 2021 - 110 - العلاجات البيولوجية الثنائية Bitherapy في نصرة مرضى الكوفيد-١٩
منذ أن حصل الرئيس الأميركي الأسبق Donald Trump على علاج خاصّ للكوفيد-١٩ اعتمد على جرعات عالية وصلت إلى 8 غرامات من "الأجسام المضادّة المُخَلّقة في المختبر synthetic Monoclonal Antibodies، خطفت هذه العلاجات التي تُصنّعها شركة البيوتكنولوجيا الأميركية Regeneron الأضواء فور تشريع استخدامها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام المنصرم من قبل هيئة الدواء الأميركية (FDA).
تأخرّت فرنسا في تشريع العلاجات المُماثلة لتلك التي حاز عليها الرئيس الأميركي الأسبق الى تاريخ 15 مارس/آذار 2021 الذي صادف الإثنين الفائت. أعطت وكالة الدواء الفرنسية ANSM الترخيص الإستثنائي والمؤقّت لاستعمال صنفين ثنائيين من العلاجات المزدوجة والمركّبة من الأجسام المضادّة المُخلّقة في المختبر. هذان العلاجان البيولوجيان هما :
- Casirivimab/Imdevimab من تصنيع مختبر Roche
-Bamlanivimab /Etesevimab من تصنيع مختبر Lilly -فرنسا
حاليا، لم تأذن بعد وكالة الدواء الأوروبية EMA باستعمال أيّ نوع من الأجسام المضادة وحيدة الخليّة لصالح معالجة مرضى الكوفيد-١٩ ضمن الاتحاد الأوروبي. إنَّما تقوم الوكالة بتقييم مستمر لمدى فعالية ومأمونيّة هاتين المجموعتين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المذكورتين أعلاه، بانتظار أن تعطي أو لا ضوءها الأخضر بخصوص السماح بطرحها في السوق الأوروبية لمعالجة مرضى الكوفيد-١٩ الذين هم في الطور الأوّل من المرض. هذا وكانت حقّقت "الأجسام المضادة وحيدة النسيلة" إنجازات باهرة في العالم على صعيد معالجة الأمراض المزمنة والسرطانات. فلما لا تكون صالحة في وقف تدهور وضع المصاب بالتهابات الكوفيد-١٩؟
احتوى البيان الصحافي الصادر عن وكالة الدواء الفرنسية ANSM بتاريخ 15 آذار /مارس 2021 ، إشادةً بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة. أشارت هذه الوكالة بأنّ "البيانات الأوّليٰة الصادرة عن الأبحاث السريرية تعرب عن اهتمام متزايد بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستطيع تحاشي وصول مريض الكوفيد-١٩ إلى الأشكال العنيفة من حدّة الالتهابات، حينما تؤخذ عبر المصل في الأيّام الخمسة الأولى على بداية الأعراض الوشيكة بالتفاقم".
تشبه العلاجات القائمة على "الأجسام المضادة وحيدة النسيلة "مبدأ عمل اللقاحات ولذا يُطلق عليها تسمية "المعالجة بالتطعيم-السلبي Passive immunization". كي تستجيب مناعة الإنسان اللاقط لفيروس الكورونا وتُنظّم آليّات مناعيّة للدفاع الفعّال عن خلايا الدم، تحتاج إلى مجموعة من البروتينات المتحرّكة تُسمَّى "الأجسام المضادة". عند اتّحاد "الأجسام المضادّة" بجزء معيّن من أجزاء الفيروس العدوّ، تمنع دخول الفيروس إلى قلب الخلايا وتمنع بالتالي حصول الإلتهاب الفيروسي.
إنّ "الأجسام المضادّة وحيدة النسيلة" المُخلّقة ضمن المختبرات لصالح التصدّي لفيروس الكورونا Sars-CoV-2، تهدف إلى إعاقة التصاق بروتين الشوكة spike، المتواجد على سطح فيروس الكورونا، بخلايا الدم وتقطع هكذا مساعي الفيروس الرامية إلى الدخول إلى وسط الخلايا البشرية.
يعود إلى عام 1975 نجاح العلماء في إنتاج أجسام مضادّة - بواسطة زراعة الخلايا في المختبر- تكون قادرةً على شلّ الحياة في جزء معيّن من تصميم الفيروسات. ساهمت الأجسام المضادة المُخلّقّة في المختبر لمبتكريها بنيل جائزة نوبل للطبّ في عام 1984. يعود الفضل لابتكار مفهوم الأجسام المضادة المُخلّقة إلى الألماني Georges Jean Franz Köhler والأرجنتيني César Milstein.
ضيف حلقة اليوم من "صحّتكم تهمّنا" الدكتور غسَّان دبَيْبو، رئيس مركز الأبحاث حول الأمراض الجرثومية والمعدية في الجامعة الأميركية في بيروت.
Tue, 23 Mar 2021 - 109 - "جراحات الإشراف عن بعد" ستكون على الموضة بعد وصول الجيل الخامس من شبكة الاتصالات
تنتظرنا ثورة صناعية جديدة في العامين المقبلين ستكون نجمتها المتألّقة شبكة الاتصالات وفقا لتكنولوجيا الجيل الخامس 5G التي من شأنها إدخال تغييرات جذرية في قطاعات اقتصادية برمتها، بما فيها القطاع الصحّي والعمليات الجراحية المتطوّرة.
بعدما قدّمت شبكة الاتصالات الحديثة في الجيل الأول إمكانية إجراء مكالمات صوتية عبر الهواتف المحمولة، لتُضاف في الجيل الثاني خدمة الرسائل النصيّة، وبعدها في الجيل الثالث خدمة إرسال الصور، عزّز الجيل الرابع 4G قدرات الاتصال عبر الإنترنت بشكل غير مسبوق ليصبح الهاتف المحمول أشبه بحاسوب الجيب القادر على تنفيذ مهمات عدّة بكبسة بسيطة على الشاشة.
إنَّما شبكة الاتصالات تبعا لتكنولوجيا الجيل الخامس 5G ستُحدث بعد تشريعها تطورات كبرى على الاتصالات مع زيادة سرعة الاتصال بالإنترنت عشرة أضعاف.
ويؤمل من الجيل الخامس أن يفتح صفحة جديدة في القطاع الصناعي من شأنها تحسين الإنتاجية إلى مستويات فضلى. وستواكب شبكة الجيل الخامس ابتكارات جمة في قطاعات النقل والتنظيم اللوجيستي والتخطيط المدني. وستلعب 5G دورا بارزا على صعيد التحكّم بالسيّارة ذاتيّة القيادة.
لقد جعلت شبكة الجيل الخامس هذه المهمات ممكنة، لأنّها تقنية الاتصالات الوحيدة القادرة على نقل كمية لازمة من البيانات، لاستثارة الردّ المناسب عليها في جزء من الثانية.
ما يهمّنا أن نطلعكم عليه في حصّة أخبار "صحّتكم تهمّنا"، يصبّ في سياق الخدمات التي سيُحصّلها قطاع الطبابة والجراحات عن بعد بفضل تكنولوجيا الجيل الخامس من شبكة الاتصالات.
شهد مؤتمر برشلونة للأجهزة المحمولة Mobile World Congress نهاية شباط/فبراير من عام 2019 إنجازا طبيا نُقل مباشرة. تمثّل هذا الإنجاز حينها بإجراء الجرّاح الإسباني Antonio Lacy أوّل عملية جراحية في العالم تمّت من خلال "الإشراف عن بُعد" بواسطة الجيل الخامس من شبكة الاتصالات. أعطى Antonio Lacy تعليماته لفريق جراحي يبعد عنه مسافة 5 كيلومترات. وبفضل خدمة الجيل الخامس من الاتصالات، ساعد Antonio Lacy الفريق الجراحي على سحب ورم من الإمعاء.
خلال العملية، وفّر الاتصال بالجيل الخامس جودة في نقاوة الصورة أفضل بكثير من تلك المتوفرة في الشبكات السابقة، ما يقلص احتمالات الخطأ. ومن شأن تكنولوجيا الجيل الخامس أن تسمح للجراحين بإجراء عمليات عن بُعد في المستقبل، بالاستعانة بأذرع آلية.
لمواكبة الطلب المتزايد على "التطبيب عن بُعد" بدفع كبير تفاقم مع جائحة كوفيد-19، ستستطيع أيضا شبكة الجيل الخامس السماح بـ"زيادة كبيرة في تبادل البيانات الصحية بين المستخدم ومنصة أخرى تدير وتحلّل البيانات"، وفق ما أوضح François Lescure رئيس الاتحاد الفرنسي لشركات "التطبيب عن بعد". أشار ليسكور إلى أنّ هذه التقنية "ستتيح التحرّكٓ استباقيا بدرجة أكبر لمنع المخاطر المباغتة - الطارئة وذلك بفضل البيانات المنقولة مستقبلا من قمصان مليئة بالمستشعرات والتي ستصبح بمثابة "جلد ثان" قادر على تسجيل وتيرة نبضات القلب والتنفس".
غير أنّ الجيل الخامس من شبكة الاتصالات يطرح تحدّيا كبيرا يتعلّق بـ"خدمات إيواء بيانات الجيل الخامس وأمنها وسريّة السيرة المرضية"، وفق ما أفاد رئيس الاتحاد الفرنسي لشركات "التطبيب عن بعد" فرانسوا ليسكور.
Mon, 22 Mar 2021 - 108 - متى ستتحقّق "مناعة القطيع" بفضل اللقاحات للخروج من الأزمة الصحيّة الخانقة للأنفاس؟ هل سيطول الأمر ؟
من الصعب التنبؤ بدقّة عن التوقيت الزمني لإحقاق وتوسيع رقعة البشر الحاصلين على التحصين الجماعي (مناعة القطيع) في سبيل تضييق الخناق على فيروس الكورونا Sars-CoV-2 وربح المعركة عليه بالخروج من النفق المظلم. على الرغم من التقدّم البطيء بحملات التطعيم ضدّ مرض الكوفيد-19، اعتبر خبراء منظمّة الصحّة العالمية أنّ مناعة القطيع لن تتحقّق في عام 2021 مع أنّ اللقاحات بدأت تقي الفئات العمرية الحسّاسة وذات الوضع الصحّي الحرج.
للوصول للتحصين الجماعي إمّا عبر اللقاحات إما عبر ترك فيروس فتّاك أو قاتل ينتشر بين البشر بلا روادع وبلا إكتراث لمستويات الوفيات العالية، نحتاج إلى أن تصل عتبة الحاصلين على الأجسام المضادة إلى مستويات مئوية عالية ضمن شعوب العالم. هذه العتبة تناهز 70% كحدود وسطية للمناعة الجماعية التي تتبدّل من مرض لآخر. ففي مرض "الحصبة" المعدي الذي هو بالإنكليزية Measles وبالفرنسية Rougeole، تمّت المناعة الجماعية حينما وصلت عتبة سكّان العالم الحاصلين على اللقاحات إلى نسبة 95%. أمّا في مرض "شلل الأطفال" الذي هو بالإنكليزية Poliomyelitis تحقّقت المناعة الجماعية حينما وصلت عتبة سكّان العالم الحاصلين على اللقاحات الواقية منه إلى 80% تقريبا. في إطار جائحة الكوفيد-19، أشار الخبراء إلى أنّ مناعة القطيع قد نصل إليها حينما تصل عتبة الحاصلين على اللقاحات من شعوب سكان العالم إلى نسبة مئوية تتراوح بين 50 و 60%. لذا، ستظلّ حملات التطعيم مستمرة على أبعد تقدير إلى عام 2023.
هذا واقتضى التوضيح بأنّ لا شيء يضمن في الأفق البعيد أن تكون كفاءة المناعة الجماعية عالية في التصدّي الطويل لفيروس الكورونا الذي يتكيّف ويتبدّل وهو آخذ بالتطوّر من خلال الطفرات والسلالات المنبثقة من النسخة الأصلية. بالعودة إلى مؤتمر صحافي عقده Mike Ryant، المدير التنفيذي للبرامج الطارئة في منظمة الصحّة العالمية بتاريخ 13 أبريل/نيسان من عام 2020، جاء على لسانه بأنّ " الانسان عقب تلقّيه لقاح فيروس الكورونا أو عقب التقاطه العدوى الطبيعية، يكتسب أجساما مضادّة تحميه لفترة زمنية، إنَّما لا نستطيع تحديد عدد السنوات التي يظلّ خلالها محميّا بفضل هذه الأجسام المضادة، بما أنّنا نواجه فيروسا جديدا لا نعرف عنه كلّ شيء إلى حدّ اليوم. دون أن ننسى هنا أن قلّة قليلة من البشر الذين تأكّدوا من التقاطهم للفيروس عبر نتائج فحوصاتهم الإيجابية بشأن حملهم الفيروسي، طوَّرت مناعتهم أجساما مضادّة تحميهم على المدى الطويل.
في سبيل تحقيق أهداف "مناعة القطيع" ووقف الارتباك العالمي الحاصل جرّاء الأزمة الصحيّة، تزداد الحاجة إلى تضافر جهود الحكومات في سباق حملات التطعيم واسعة النطاق. بموازاة هذا الأمر، تزداد الحاجة إلى تعزيز الثقة بمأمونيّة اللقاحات وتسريع عجلة الإنتاج لحلّ مشكلة نقصها من السوق.
تعزيزا للثقة الضعيفة بلقاح AstraZeneca، حذت الوكالة الأوروبية للأدوية البارحة حذو منظمة الصحة العالمية التي سبق وأن أوصت الأربعاء بمواصلة استخدام لقاح شركة AstraZeneca. علماً أن مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية ايمر كوك أكدت أنها ما زالت "مقتنعة تماماً" بأن منافع لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره. جاء هذا الكلام على خلفيّة أنّ لقاح AstraZeneca يتسبّب في بعض الحالات النادرة جدا بحوادث خثرات دموية.
يخوض عدد كبير من الدول سباقا حقيقيا مع الزمن لمحاربة الفيروس من بينها فرنسا التي تواجه ارتفاعاً في عدد الإصابات في باريس ومنطقتها.
وللمساعدة على إعادة الثقة بلقاح أسترازينيكا الذي بحسب استطلاع للرأي لا يعتبره موثوقاً إلا 22 في المئة من الفرنسيين، قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إنه مستعدّ لأن يتلقاه ما إن تتمّ إعادة استخدامه.
فيما أقامت البارحة إيطاليا مراسم تكريم لأكثر من 103 آلاف شخص توفوا جرّاء فيروس كورونا في بيرغامو (شمال البلاد)، بلغت حصيلة الوفيات في البرازيل 284,775 وفاة في هذا البلد الذي يعدّ 212 مليون نسمة، ما يجعله ثاني أكثر الدول تضرّراً من جائحة الكورونا بعد الولايات المتحدة الأميركية.
أمّا في الأردن فتخطّت حصيلة الإصابات بفيروس الكورونا يوم الأربعاء الفائت نصف مليون اصابة، حسبما أعلنت وزارة الصحة الاردنية. وأفادت الوزارة عن تسجيل 9535 إصابة جديدة الاربعاء الفائت ما يرفع إجمالي عدد الاصابات إلى 504915 ، أي نحو 5 بالمئة من عدد السكان البالغ قرابة 10 ملايين نسمة. علما أنّ الأردن سجلّ 56 حالة وفاة يوم الأربعاء الفائت ليرتفع إجمالي عدد الوفيات جراء وباء الكوفيد-19 في هذا البلد الى 5553 وفاة. وكان أشار وزير الدولة لشؤون الإعلام صخر دودين الأربعاء إلى أنّ "الوضع الوبائي مقلق، وقدرة النظام الصحي للتعامل مع أعداد الإصابات الكبيرة أصبحت على المحك".
من جهة العراق، سجّل هذا البلد الأربعاء 5663 إصابة جديدة بفيروس الكورونا، وهو عدد إصابات قياسي منذ بدء تفشي مرض الكوفيد-19 في البلاد، بعد أسبوعين مضت على زيارة البابا التاريخية ولقائه عدداً محدوداً من الحشود، وسط تراخ في الالتزام بوضع الكمامات.
على الصعيد العالمي، تسبّبت جائحة انتشار فيروس الكورونا في شتّى الدول بوفاة 2,671,720 شخصا في العالم، منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019. حصلنا على هذه الحصيلة بناءً على تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الأربعاء الماضي.
وفيما يعود الإسرائيليون مجدّدا إلى طبيعة الحياة كما كانت ما قبل بداية الجائحة بفضل إنتهاء حملة التطعيم الوطنية في إسرائيل، تلقّت السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة الاربعاء الفائت دفعة أولى من لقاحات كوفيد-19، وفق آلية كوفاكس المُخصّصة لتوزيع اللقاحات على المناطق المحرومة والبلدان الفقيرة، بإشراف عام من قبل منظّمة الصحّة العالمية. وبالاستناد إلى مصدر أمني إسرائيلي "وصلت حوالي 60 ألف جرعة من لقاحي فايزر وأسترازينيكا مخصّصة للفلسطينيين في إطار برنامج كوفاكس إلى مطار بن غوريون في تل أبيب صباح الأربعاء الماضي".
لن تتحقّق أهداف " مناعة القطيع" أو الحصانة الجماعية اللازمة لوقف انتشار الجائحة ما لم تصل حملات التطعيم العالمية إلى الصغار في السنّ. لذا، بدأت شركة موديرنا الأميركية تجارب لقاح ضد كوفيد-19 على آلاف الأطفال من الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و11 عاما. وتخطط شركة التكنولوجيا الحيوية هذه إلى استقطاب 6750 طفلاً ورضيعًا للمشاركة في تجاربها السريرية في الولايات المتحدة وكندا.
وفيما تواجه البلدان نقصا كبيرا في جرعات اللقاحات الحاصلة عليها من قبل شركات التصنيع، هدّدت أوروبا عبر المفوضية الأوروبية الأربعاء بتشديد شروط تصدير اللقاحات المضادة للكورونا المنتجة داخل الاتحاد الأوروبي إلى خارج التكتّل وذلك لضمان "المعاملة بالمثل" مع الدول التي تنتج لقاحات. ودعت المفوضيّة الأوروبية على وجه الخصوص المملكة المتحدة إلى تصدير جرعات باتجاه القارة الأوروبية.
علما أن الولايات المتحدة الأميركية تحتفظ باحتياطي من لقاحات الكورونا وضعته جانبا ولَم تقبل أن تقدّمه للبلدان الأوروبية لتسريع برامج حملات التطعيم الواسعة، ما يدلّ على أنّ "الاحتكار يُطبَّق على لقاحات الكورونا". ولطالما الإدارة الأميركية فكّرّت بنفسها أوّلا بأول، عملا بمبدئها الأناني ألا وهو" America First".
ضيف الحلقة البروفسور جورج نمر، أستاذ محاضر في كليّة العلوم الصحيّة والحيوية في جامعة حمد بن خليفة في قطر.
Fri, 19 Mar 2021
Podcasts similares a صحتكم تهمنا
- La Venganza Será Terrible (oficial) Alejandro Dolina
- Bloomberg Surveillance Bloomberg
- isso não se diz Bruno Nogueira
- Tiempo de Juego COPE
- Dante Gebel Live Dante Gebel
- Vevo Reggaetón Podcast DJ GQ
- Musicopolis France Musique
- Palabra Plena, con Gabriel Rolón Infobae
- Historia de Roma Jorge Nicolás Terradillos
- Venganzas del Pasado Juan Schwindt
- Luis Majul en La cornisa LA NACION
- Historia en Podcast Lucas Botta
- MAL DORMIDAS Mal Dormidas
- Después del Amor Marcela Sarmiento
- Libros de Desarrollo Personal Nadia Benites
- Claudio Zuchovicki en Neura Neura
- CAZA, AVENTURA Y ARQUERIA con PEDRO AMPUERO Pedro Ampuero
- Dentro de la pirámide Podium Podcast
- Psicologia Al Desnudo | @psi.mammoliti Psi Mammoliti
- Lo Zoo di 105 Radio 105
- Cuentos de medianoche Radio Nacional Argentina
- Historias de nuestra historia Radio Nacional Argentina
- The Go Radio Football Show Podcast thegoradiofootballshow
- Humor en podcast Unknown