Filtrar por gênero
- 41 - ألا لا أرى الأحداث
بصوت د. علي بن تميم
هذه قصيدة أبو الطيب المتنبي والتي قالها في رثاء جدته، وقد أصبحت أشهر قصائد الرثاء في الشعر الفصيح.
أما مناسبتها فقيل إنه ورد على المتنبي كتاب من جدته لأمه تشكو شوقها إليه وطول غيبته عنها، فتوجه نحو العراق، ولم يمكنه وصول الكوفة على حالته تلك، فانحدر إلى بغداد، وكانت جدته قد يئست منه، فكتب إليها كتاباً يسألها المسير إليه، فقبلت كتابه، وحمّت لوقتها سروراً به، وغلب الفرح على قلبها فقتلها، يقول في بعض أبياتها:
ألا لا أُري الأحــــداثَ حَــمْــدَاً ولا ذَمّـــــا" "فَـمــا بَطـشُـهـا جَـهــلاً ولا كـفُّـهـا حلما
أحِــنّ إلــى الـكـأسِ الـتـي شـرِبَــتْ بـهــا" "وأهـــوى لمَـثـواهـا الـتّــرابَ ومــــا ضَــمّــا
بَـكَـيْــتُ عَـلَـيـهـا خِـيـفَــةً فـــــي حَـيـاتِـهــا" "وذاقَ كِــلانـــا ثُــكْـــلَ صــاحِــبِــهِ قِـــدْمَـــا
عرفت اللّيـالـي قَـبـلَ مـــا صَـنَـعَـتْ بـنــا" "فـلَـمَـا دَهَـتْـنـي لـــم تَـزِدْنــي بـهــا عِـلْـمَـا
أتاهــا كِـتـابــي بَــعــدَ يـــــأسٍ وتَــرْحَـــةٍ" "فَمـاتَـتْ سُـــرُوراً بـــي فَـمُــتُّ بـهــا غَـمّــا
حَـــرامٌ عـلــى قَـلـبــي الــسّــرُورُ فـإنّـنــي" "أعُـــدّ الـــذي مـاتَــتْ بـــهِ بَـعْـدَهــا سُــمّــا
تَـعَـجَّـبُ مِــــنْ لَـفْـظــي وخَــطّــي كـأنّـمــا" "تــرَى بـحُـرُوفِ الـسّـطـرِ أغـرِبــةً عُـصْـمَـا
وتَـلْــثِــمُــهُ حـــتــــى أصـــــــارَ مِــــــــدادُهُ" "مَـحــاجِــرَ عَـيْـنَـيْـهـا وأنْـيـابَـهــا سُـحْــمَــا
رَقَــا دَمْـعُـهـا الـجــاري وجَـفّــتْ جفـونـهـا" "وفـــارَقَ حُــبّــي قَـلـبَـهـا بَـعـدمَــا أدمَــــى
فـــــــوَا أسَــــفــــا ألاّ أُكِــــــــبَّ مُــقَـــبِّـــلاً" "لـرَأسِــكِ والـصّــدْرِ الـلّــذَيْ مُـلِـئـا حـزْمَــا
تَــغَـــرّبَ لا مُسْـتَـعْـظِـمـاً غَـــيـــرَ نَــفْــسِــهِ" "ولا قــــابِـــــلاً إلاّ لــخــالِـــقِـــهِ حُـــكْـــمَــــا
وإنّـــــي لَــمِـــنْ قَـــــوْمٍ كــــــأنّ نُـفُـوسَــنــا" "بـهـا أنَــفٌ أن تـسـكـنَ الـلّـحـمَ والعَـظـمَـا
فلا عَــبَــرَتْ بــــي ســاعَــةٌ لا تُـعِـزّنــي" "ولا صَحِـبَـتْـنـي مُـهـجَــةٌ تـقـبــلُ الـظُّـلْـمَـاTue, 02 Jul 2013 - 40 - وصار طويل السلام اختصارا
بصوت د. علي بن تميم
من أجمل قصائد أبي الطيب المتنبي، ألقاها في سيف الدولة الحمداني، بعد أن أعمل الوشاه وقيعتهم ما بينهما.
فانقطعا عن بعضهما، وتباعدا ومضى الزمن..فأنشد المتنبى هذه الاعتذاريه العظيمة... التي يقول المتنبي في مطلعها:
أَرى ذَلِكَ القُربَ صارَ ازوِرارا " " وَصارَ طَويلُ السَلامِ اختِصارا
تَرَكتَني اليَومَ في خَجلَةٍ " " أَموتُ مِرارًا وَأَحيا مِرارا
أُسارِقُكَ اللَحظَ مُستَحيِيًا " " وَأَزجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارا
وَأَعلَمُ أَنّي إِذا ما اعتَذَرتُ " " إِلَيكَ أَرادَ اعتِذاري اعتِذارا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنُوبَ الزّمَانِ، إلَيّ أسَاءَ وَإيّايَ ضَارَا
وَعِنْدي لَكَ الشُّرُدُ السّائِرا تُ لا يختَصِصْنَ منَ الأرْضِ دارَا
قَوَافٍ إذا سِرْنَ عَنْ مِقْوَلي وَثَبْنَ الجِبالَ وَخُضْنَ البِحارَا
وَلي فيكَ مَا لم يَقُلْ قَائِلٌ وَمَا لم يَسِرْ قَمَرٌ حَيثُ سَارَا
فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا
سَمَا بكَ هَمّيَ فوْقَ الهُمومِ فَلَسْتُ أعُدُّ يَسَاراً يَسَارَاWed, 10 Jul 2013 - 39 - لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
بصوت د. علي بن تميم
هذه واحدة من روائع أبي الطيب المتنبي، يتغزل فيها في محبوبته، يخاطبها قائلاً: لعينيك وما تضمنتا من السحر، وأثارتاه من كوامن الحب، ما يلقاه قلبي من الوجد فيما يستأنفه، وما لقيه من قبل ذلك فيما أسلفه، وللحب الذي أسلمتني إليه، واقتصرت بي عليه، ما لم يبقه السقم من جسمي مما أفنيته، وما بقي منه مما أنحلته وأَضنيته.
يقول في بعض أبياتها:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي" "وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ" "وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى" "مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ" "وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا" "شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ" "سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا" "عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها" "وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ" "تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ
وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم" "بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها" "مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ
عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا" "وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِSun, 14 Jul 2013 - 38 - أنا أهوى وقلبك المتبول
بصوت د. علي بن تميم
من أجمل قصائد الغزل، المشحونة بالشوق، قالها المتنبي في سيف الدولة أواخر حياته، بعد أن بعث إليه بابنه محمد يطلب منه القدوم إلى حلب، لكن مقدمتها تمازج بينه وبين الرسول في العشق، فهو يعشق والرسول متيم، إذ أن عيون الحبيبة أربكت الاثنين، فأصبح الرسول يخون وأصبحت الامانات تخفق فتحول العقول دون القلوب، ويشتكي الاثنان من ألم الشوق والعاطفة القوية،
يقول في بعض أبياتها:
مالَنا كُلُّنا جَوٍ يا رَسولُ *** أَنا أَهوى وَقَلبُكَ المَتبولُ
كُلَّما عادَ مَن بَعَثتُ إِلَيها *** غارَ مِنّي وَخانَ فيما يَقولُ
أَفسَدَت بَينَنا الأَماناتِ عَينا *** ها وَخانَت قُلوبَهُنَّ العُقولُ
تَشتَكي ما اشتَكَيتُ مِن أَلَمِ الشَو *** قِ إِلَيها وَالشَوقُ حَيثُ النُحولُ
وَإِذا خامَرَ الهَوى قَلبَ صَبٍّ *** فَعَلَيهِ لِكُلِّ عَينٍ دَليلُ
زَوِّدينا مِن حُسنِ وَجهَكِ ما دا *** مَ فَحُسنُ الوُجوهِ حالٌ تَحولُ
وَصِلينا نَصِلكِ في هَذِهِ الدُنـ *** ـيا فَإِنَّ المُقامَ فيها قَليلُ
نَحنُ أَدرى وَقَد سَأَلنا بِنَجدٍ *** أَقَصيرٌ طَريقُنا أَم يَطولُ
وَكَثيرٌ مِنَ السُؤالِ اِشتِياقٌ *** وَكَثيرٌ مِن رَدِّهِ تَعليلُ
زودينا من حسن وجهك ما دا *** م فحسن الوجوه حال تحول
وصلينا نصلك في هذه الدنـ *** ـيا فإن المقام فيها قليلTue, 16 Jul 2013 - 37 - على قلق كأن الريح تحتي
بصوت د. علي بن تميم
هذه القصيدة واحدة من روائع أبي الطيب المتنبي، نظمها في بدر بن عمار الأسدي، في طبرية، بعد تجوال في لبنان، مروراً بالفراديس في حمص، يقول في بدايتها متغزلاً في الجميلات أنه لا حاجة لهن إلى التجميل بلبس الديباج ولكن يلبسنه لصون جمالهن به، ولم ينسجن ذوائبهن لتحسين، ولكن خفن ضلالهن في الشعر لو أرسلنها، ويقول لولا أنني يقظان لكنت أظن نفسي خيالاً. يعني أنه كالخيال في الدقة، إلا أن الخيال لا يرى في اليقظة.
يقول فيها:
لبسن الوشى لا متجملات ... ولكن كي يصن به الجمالا
وضفرن الغدائر لا لحسن ... ولكن خفن في الشعر الضلالا
بجسمي من برته فلو أصارت ... وشاحي ثقب لؤلؤة لجالا
ولولا أنني في غير نوم ... لبت أظنني مني خيالا
بدت قمراً ومالت خوط بانٍ ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
كأن الحزن مشغوف بقلبي ... فساعة هجرها يجد الوصالا
كذا الدنيا على من كان قبلي ... صروف لم يدمن عليه حالا
أشد الغم عندي في سرور ... تيقن عنه صاحبه انتقالا
فما حاولت في أرضٍ مقاما ... ولا أزمعت عن أرض زوالا
على قلقٍ كأن الريح تحتي ... أوجهها جنوبا أو شمالاThu, 18 Jul 2013 - 36 - وما الخيل إلا كالصديق قليلة
بصوت د. علي بن تميم
واحدة من روائع أبي الطيب المتنبي، التي يستلهم فيها فكرة الصداقة الحقة، تلك التي تعد من المستحيلات عند العرب، ويربط بين الصداقة والفروسية والخيل من جهة أخرى، يقول في مطلعها مناجياً الحبيبة: بيني وبين الشوق مغالبة لأجلك، والغلبة للشوق لأنه يغلب صبري، وأعجب من ذا الهجر لتماديه وطوله والوصل لو وافقنا كان أعجب منه لأن عادة الأيام التفريق، ويتساءل: أما تخطئ الأيام مرة واحدة بتقريب الحبيب أو إبعاد البغيض، ثم يقول: رب يوم طال عليّ طول ليل العاشقين تسترت فيه خوفاً من الأعداء على نفسي، أراقب غروب الشمس لأخرج عن المكمن
يقول فيها:
أُغالِبُ فيكَ الشّوْقَ وَالشوْقُ أغلَبُ وَأعجبُ من ذا الهجرِ وَالوَصْلُ أعجبُ
أمَا تَغْلَطُ الأيّامُ فيّ بأنْ أرَى بَغيضاً تُنَائي أوْ حَبيباً تُقَرّبُ
وَقَاكَ رَدَى الأعداءِ تَسْري إلَيْهِمُ وَزَارَكَ فيهِ ذو الدّلالِ المُحَجَّبُ
وَيَوْمٍ كَلَيْلِ العَاشِقِينَ كمَنْتُهُ أُرَاقِبُ فيهِ الشّمسَ أيّانَ تَغرُبُ
وَعَيْني إلى أُذْنَيْ أغَرَّ كَأنّهُ منَ اللّيْلِ باقٍ بَينَ عَيْنَيْهِ كوْكبُ
وَما الخَيلُ إلاّ كالصّديقِ قَليلَةٌ وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَن لا يجرّبُ
إذا لم تُشاهِدْ غَيرَ حُسنِ شِياتِهَا وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
وَبي ما يَذودُ الشّعرَ عني أقَلُّهُ وَلَكِنّ قَلبي يا ابنَةَ القَوْمِ قُلَّبُSat, 20 Jul 2013 - 35 - كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً
بصوت د. علي بن تميم
واحدة من روائع أبي الطيب المتنبي، يستهلها بذكر حكمة تقلب الزمان بالإنسان وبالتطير والمرض والموت وما ينطوي عليه من زوال الملك، يقول في بدايتها: كفاك داء رؤيتك الموت شافياً، أي إذا أفضت بك الحال إلى تمني المنايا ، فذلك آية الشدة، وإن داء شفاؤه الموت أقصى الأدواء، والمنية إذا صارت أمنية فهو غاية البلية وفاقرة الخطوب، ثم يقول: تمنيت المنية لما طلبت صديقاً مصافياً فأعجزك أو عدواً مساتراً للعداوة، وعند عدم وجود الصديق المصادق والعدو المنافق يتمنى المرء المنية، ثم يقول: إذا رضيت بذلة العيش فما تصنع بالسيف اليماني، أي أنك تحتاج إلى السيف لنفي الذل.
يقول فيها:
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى صَديقاً فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا
فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا
حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا
وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا
فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى فَلا الحَمدُ مكسوباً وَلا المالُ باقِيَا
وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا
خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَاTue, 23 Jul 2013 - 34 - كم قتيل كما قتلت شهيد
بصوت د. علي بن تميم
هذه واحدة من روائع المتنبي، قالها في صباه، يتحدث فيها عن الشيب الذي غزا مفرقيه وهو ما زال في سن الصبا، مستحضراً حكمة الشيوخ، لا يتعالى في غزليته الأولى على الحبيبة، كما فعل بعد ما تجاوز سن الصبا، بل نراه هنا يضعها في قدره، فيقول كم قتيل مثلي شهيد ببياض الأعناق وحمرة الخدود، أي كان سبب قتله حب الأعناق البيض والخدود الحمر وجعل قتيل الحب شهيداً لما روى أن من عشق فعفّ وكفّ وكتم فمات مات شهيداً، ثم ينتهي مفتخراً بنفسه: أنا أخو الجود ولدنا معاً وأنا صاحب القوافي ومنشئها، لأني لم أسبق إلى مثلها، وأنا أقتل أعدائي كما يقتل السم وأنا سبب غيظ الحساد لأنهم يتمنون مكاني فلا يدركونه فيغتاظون
يقول فيها:
كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ
رَامِياتٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْ بُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ
يَتَرَشّفْنَ مِنْ فَمي رَشَفَاتٍ هُنّ فيهِ أحْلى مِنَ التّوْحيدِ
شَيْبُ رَأسِي وَذِلّتي ونُحولي وَدُمُوعي عَلى هَوَاكَ شُهُودي
أيّ يَوْمٍ سَرَرْتَني بوِصالٍ لمْ تَرُعْني ثَلاثَةً بِصُدُودِ
أينَ فَضْلي إذا قَنِعْتُ منَ الدّهْـ ـرِ بعَيْشٍ مُعَجَّلِ التّنكيدِ
أبَداً أقْطَعُ البِلادَ وَنَجْمي في نُحُوسٍ وَهِمّتي في سُعُودِ
أنَا تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي وَسِمَامُ العِدَى وغَيظُ الحَسودِ
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِMon, 29 Jul 2013 - 33 - أيا خدد الله ورد الخدود
بصوت د. علي بن تميم
واحدة من روائع أبي الطيب المتنبي، فيها من العتاب والغزل الكثير قالها بعد أن وشى به قوم إلى السلطان فحبسه، ويقال أنه قالها يتذكر بها سيف الدولة، فيدعو على ورد الخدود أن يشققه الله، ويزيل حسنه، وأن يقطع القدود الحسان، وهناك من يقول أن العرب إذا استحسنت شيئا دعت عليه صرفا للعين عنه كقول جميل، رمى الله في عيني بثينة بالقذى،ويبرر بكاءه وخروج دمعه وسهره بأنه كان يحب ويعشق، فدموع العاشق الوله مثل دم القتيل ولهذا فهو لا يسمع لعاذل أو زاجر، بل هو يشعر بلذة مما هو فيه, وقد شبه شاعرنا في بيته الثاني دموع جفنيه بالدماء
يقول فيها
أيَا خَدّدَ الله وَرْدَ الخُدودِ وَقَدّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ
فَهُنّ أسَلْنَ دَماً مُقْلَتي وَعَذّبْنَ قَلبي بطُولِ الصّدودِ
وكَمْ للهَوَى من فَتًى مُدْنَفٍ وكَمْ للنّوَى من قَتيلٍ شَهيدِ
فوَا حَسْرَتَا ما أمَرّ الفِراقَ وَأعْلَقَ نِيرانَهُ بالكُبُودِ
وأغْرَى الصّبابَةَ بالعاشِقِينَ وَأقْتَلَهَا للمُحِبّ العَميدِ
وَألْهَجَ نَفْسي لغَيرِ الخَنَا بحُبّ ذَواتِ اللَّمَى والنّهُودِ
ولَوْ لمْ أخَفْ غَيرَ أعْدائِهِ عَلَيْهِ لَبَشّرْتُهُ بالخُلُودِ
دَعَوْتُكَ عِندَ انْقِطاعِ الرّجَا ءِ والمَوْتُ مني كحَبل الوَريدِ
دَعَوْتُكَ لمّا بَراني البَلاءُ وأوْهَنَ رِجْليّ ثِقْلُ الحَديدِ
وقَدْ كانَ مَشيُهُما في النّعالِ فقَد صارَ مَشيُهُما في القُيُودِ
فَما لَكَ تَقْبَلُ زُورَ الكَلامِ وقَدْرُ الشّهادَةِ قَدْرُ الشّهُودِ
وفي جُودِ كَفّيْكَ ما جُدْتَ لي بنَفسي ولوْ كنتُ أشْقَى ثَمُودِWed, 31 Jul 2013 - 32 - تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
بصوت د. علي بن تميم
رائعة جديدة من روائع المتنبي، يتذكّر فيها صديقه سيف الدولة الحمداني، الذي قضى في صحبته
تسع سنوات هي زهرة عمـره،
فارقه بعدها مغضباً إلى مصر. وكان سيف الدولة يتقصى أخبار صاحبه في مصر، ويرجو عودته، يشكو المتنبي في قصيدته وحدته، ويشكو الزمان: بأي شيء أعلل نفسي وأنا بعيد عن أهلي ووطني، وليس لي شيء ألهو به ولا أحد أسكن إليه، ثم يقول إن همته أعلى من أن يكون في وسع الزمان البلوغ إليها وهو يتمنى على الزمان أن يبلغه همته، ثم يقول: ما دمت حياً فلا تبال بالزمان وصروفه ونوائبه، فإنها تزول ولا تبقى، والذي لا عوض منه إذا فات هو الروح فقط.
يقول فيها:
بمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ
أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ
مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا
تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُFri, 02 Aug 2013 - 31 - رضاك رضاي
بصوت د. علي بن تميم
من أجمل قصائد أبي الطيب تلك التي تقيم جدلا للعلاقة بينه وبين سيف الدولة على عرى المحبة، وكعادته يؤكد في قصيدت أن الصداقة تقوم على كتمان السر بين الصديقين، فلا يظهر ولا يشاع، وإن رضىي المحب فإن الشاعر يرضى لأن رضاه هو الأمر الوحيد الذي يختاره، ثم يصوّر نفسه بأنه ذو مروءة ومحبة خالصة فلا يفشي بالسر، والسر لشدة إخفائه في قلبه هو ميت إماتة لا يحيا بعدها.
لقد حدد أبو الطيب في أبياته هذه ما يجب أن تكون عليه الصداقة والمحبة الوفاء بين الحبيبين من حفظ للمودة وللسر.
يقول في القصيدة:
رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ
وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظْهِرُ
كَفَتْكَ المُرُوءَةُ ما تَتّقي
وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحْذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ
إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ
كَأنّي عَصَتْ مُقْلَتي فيكُمُ
وَكَاتَمَتِ القَلْبَ مَا تُبْصِرُ
وَإفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ
مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ
إذا مَا قَدَرْتُ عَلى نَطْقَةٍ
فإنّي عَلى تَرْكِها أقْدَرُ
أُصَرّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهي
وَأمْلِكُهَا وَالقَنَا أحْمَرُ
أتَاني رَسُولُكَ مُسْتَعْجِلاً
فَلَبّاهُ شِعْرِي الذي أذْخَرُ
وَلَوْ كانَ يَوْمَ وَغىً قاتِماً
لَلَبّاهُ سَيْفيَ وَالأشْقَرُ
فَلا غَفَلَ الدّهْرُ عَن أهْلِهِ
فإنّكَ عَيْنٌ بهَا يَنْظُرُSun, 04 Aug 2013 - 30 - أنا الغريق فما خوفي من البلل
بصوت د. علي بن تميم
رائعة جديدة من روائع أبي الطيب المتنبي، يعتذر فيها إلى صديقه سيف الدولة الحمداني، وكان أبو الطيب قد دخل على سيف الدولة بعد تسع عشرة ليلة. فأدخله إلى خزانة الكسوة فخلع عليه وطيبه، ثم دخل إلى سيف الدولة فسأله عن حاله وهو مستح. فقال له أبو الطيب: رأيت الموت عندك أحب إليّ من الحياة بعدك. فقال له: بل يطيل الله بقاءك. ودعا له. ثم ركب أبو الطيب وسار معه خلق كثير إلى منزله، وأتبعه سيف الدولة طيباً كثيراً وهدية، فقال أبو الطيب يمدحه بهذه القصيدة ويعتذر إليه فيها، ويستهلها بقوله: استدعي الطلل دمعي بدثوره فأجابه الدمع، وكنت أول من أجاب ببكائه قبل أصحابي وقبل الإبل، و ظللت أكف دمعي خوفاً من عذل الركب، فظل الدمع يسيل وأصحابي من بين عاذر لي وعاذل، والدمع يسيل بين العذر والعذل.
يقول فيها:
أجابَ دَمعي وما الدّاعي سوَى طَلَلِ دَعَا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَّكبِ وَالإبِلِ
ظَلِلْتُ بَينَ أُصَيْحابي أُكَفْكِفُهُ وَظَلّ يَسفَحُ بَينَ العُذْرِ وَالعَذَلِ
وَمَا صَبابَةُ مُشْتاقٍ على أمَلٍ مِنَ اللّقَاءِ كمُشْتَاقٍ بلا أمَلِ
وَالهَجْرُ أقْتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ أنَا الغَريقُ فَما خَوْفي منَ البَلَلِ
مَا بالُ كُلّ فُؤادٍ في عَشيرَتِهَا بهِ الذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِسَاتُ بهَا في مَشيِهَا فيَنَلنَ الحُسنَ بالحِيَلِ
قَدْ ذُقْتُ شِدّةَ أيّامي وَلَذّتَهَا فَمَا حَصَلتُ على صابٍ وَلا عَسَلِ
وَقَد أراني الشبابُ الرّوحَ في بَدَني وَقد أراني المَشيبُ الرّوحَ في بَدَليTue, 06 Aug 2013 - 29 - صحب الناس قبلنا ذا الزمان
بصوت د. علي بن تميم
رائعة من روائع المتنبي، من قصار قصائده، قالها وهو بمصر ولم ينشدها لأحد في حينه، تتحدث عن الزمان وعلاقة الإنسان بزمانه، سبق فيها فلاسفة العدمية واستهلها بعبارات تتواتر من جيل لآخر، يقول فيها إنه لم ينل أحد مراده من الدنيا فمات بغصته وإن سر في بعض الأحيان، وأن الليالي قد تحسن ولكن إحسانها لا يسلم من الكدر، لأن من عادتها أن ترد ما أحسنت به أو تدخل عليه أحوالاً أخرى تنغصه وتفسده
يقول فيها:
صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ ـهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا
رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيـ ـهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَاWed, 07 Aug 2013 - 28 - أروح وقد ختمت على فؤادي
بصوت د. علي بن تميم
رائعة من روائع المتنبي، آخر قصائده، وفيها كلام يجرى على لسانه، كأنه ينعى فيه (نفسه)، وإن كان لم يقصد ذلك، فيقول: أروح عنك وقد ختمت على قلبي بحبك واستخلصته لنفسك بما ترادف علي من برك فلم يدع حبك فيه لغيرك مكاناً ينزل بساحته، ولو قدرت لغمضت عيني ولم أرفع بصري إلى أحد بالنظر إليه حتى أعود إليك، وكيف أصبر عنك وقد كفاني ما جدت به علي ولم يكفك ذلك فتأبى إلا أن تعطيني فوق ما أعطيتني وأنا غير مستزيد، فكيف والحال هذه أصبر عنك ولا أسرع العود إليك.
يقول فيها:
أرُوحُ وَقد خَتَمتَ على فُؤادي بحُبّكَ أنْ يحِلّ بهِ سِوَاكَا
أُحاذِرُ أن يَشُقّ عَلى المَطَايَا فَلا تَمْشِي بِنَا إلاّ سِواكَا
فلوْ أنّي استَطَعتُ خفَضْتُ طرْفي فَلَمْ أُبْصِرْ به حتى أرَاكَا
وَكَيفَ الصّبرُ عَنكَ وَقد كَفَاني نَداكَ المُسْتَفيضُ وَما كَفَاكَا
إذا التّوْديعُ أعرَضَ قالَ قَلبي عليكَ الصّمتَ لا صاحَبتَ فاكَا
إذا اشْتَبَهَتْ دُموعٌ في خُدودٍ تَبَيّنَ مَنْ بَكَى مِمّنْ تَباكَى
وَمَنْ أعتَاضُ منكَ إذا افْتَرَقْنَا وَكلُّ النّاسِ زُورٌ ما خَلاكَا
وَمَا أنَا غَيرُ سَهْمٍ في هَوَاءٍ يَعُودُ وَلم يَجِدْ فِيهِ امتِساكَاWed, 07 Aug 2013 - 27 - الموسم الثاني- الحلقة الأول: من طيبات أبي الطيب
القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ
فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ
أَأُحِبُّهُ وَأُحِبُّ فيهِ مَلامَةً
إِنَّ المَلامَةَ فيهِ مِن أَعدائِهِ
عَجِبَ الوُشاةُ مِنَ اللُحاةِ وَقَولِهِم
دَع ما بَراكَ ضَعُفتَ عَن إِخفائِهِ
ما الخِلُّ إِلّا مَن أَوَدُّ بِقَلبِهِ
وَأَرى بِطَرفٍ لا يَرى بِسَوائِهِ
إِنَّ المُعينَ عَلى الصَبابَةِ بِالأَسى
أَولى بِرَحمَةِ رَبِّها وَإِخائِهِ
مَهلاً فَإِنَّ العَذلَ مِن أَسقامِهِ
وَتَرَفُّقاً فَالسَمعُ مِن أَعضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللَذاذَةِ كَالكَرى
مَطرودَةً بِسُهادِهِ وَبُكائِهِ
في الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا د. علي بن تميم في بساتين عاشق حقيقي، عذبه الوجد وأسهره وأضناه..
إنه أبو الطيب المتنبي، أشعر العرب على مر التاريخ، نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، ولا زال شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباءSat, 16 Jul 2022 - 26 - الموسم الثاني - الحلقة الثانية: من طيبات أبي الطيب
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
في الحلقة الثانية من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب"، يصحبنا د. علي بن تميم في بساتين أشعر العرب: أبي الطيب المتنبي لنقطف من ثمارها.. وليأخذنا في رحلة شاعر عاشق يقول إن الحب هو الذي يمنع الكلام من أن يعلن بالنطق ما في قلبه، وإذا لم يكن كذلك فليس بالحب الحقيقي.Sat, 23 Jul 2022 - 25 - الموسم الثاني - الحلقة الثالثة: من طيبات أبي الطيبSat, 30 Jul 2022
- 24 - الموسم الثاني- الحلقة الرابعة: من طيبات أبي الطيب
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها
أبعد ما بان عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ
نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني
أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا
أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى
أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً
أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا
في هذه الحلقة من برنامج "من طيبات أبي الطيب"، يصحبنا د. علي بن تميم في زيارة إلى بساتين المتنبي، وغزلياته، حيث يقع أسيراً لجمال المحبوبة، ويطالب العاذلين بتركه يعاني من الوجد.Sat, 06 Aug 2022 - 23 - الموسم الثاني - الحلقة الخامسة: من طيبات أبي الطيبSat, 13 Aug 2022
- 22 - الموسم الثاني - الحلقة السادسة: من طيبات أبي الطيب
من طيبات أبي الطيب: ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
يصبحنا د. علي بن تميم في هذه الحلقة الجديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" إلى غزليات أبي الطيب، وفي هذه القصيدة يقول إن شوقه إلى الأحبة لا يقنع منه بهذا الحزن الذي هو فيه حتى يحرق كبده، ويوله عقله فيصير مجنونًا ذاهب العقل.
ما الشّوْقُ مُقتَنِعاً منّي بذا الكَمَدِ
حتى أكونَ بِلا قَلْبٍ ولا كَبِدِ
ولا الدّيارُ التي كانَ الحَبيبُ بهَا
تَشْكُو إليّ ولا أشكُو إلى أحَدِ
ما زالَ كُلّ هَزيمِ الوَدْقِ يُنحِلُها
والسّقمُ يُنحِلُني حتى حكتْ جسدي
وكلّما فاضَ دمعي غاض مُصْطَبري
كأنْ ما سالَ من جَفنيّ من جَلَدي
فأينَ من زَفَرَاتي مَنْ كَلِفْتُ بهِ
وأينَ منكَ ابنَ يحيَى صَوْلَةُ الأسَدِ
لمّا وزَنْتُ بكَ الدّنْيا فَمِلْتَ بهَا
وبالوَرَى قَلّ عِندي كثرَةُ العَدَدِSat, 20 Aug 2022 - 21 - الموسم الثاني - الحلقة السابعة: من طيبات أبي الطيب
من طيبات أبي الطيب: دمع جرى فقضى في الربع ما وجبا
يصبحنا د. علي بن تميم في هذه الحلقة الجديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" إلى غزليات أبي الطيب، وفي هذه القصيدة يقول إنه بكى في أطلال الأحبة بدمع قضى ما وجب لهم وشفاه من وجده بهم.
دَمعٌ جَرى فَقَضى في الرَبعِ ماوَجَبا
لِأَهلِهِ وَشَفى أَنّى وَلا كَرَبا
عُجنا فَأَذهَبَ ما أَبقى الفِراقُ لَنا
مِنَ العُقولِ وَما رَدَّ الَّذي ذَهَبا
سَقَيتُهُ عَبَراتٍ ظَنَّها مَطَراً
سَوائِلاً مِن جُفونٍ ظَنَّها سُحُبا
دارُ المُلِمِّ لَها طَيفٌ تَهَدَّدَني
لَيلاً فَما صَدَقَت عَيني وَلا كَذَبا
ناءَيتُهُ فَدَنا أَدنَيتُهُ فَنَأى
جَمَّشتُهُ فَنَبا قَبَّلتُهُ فَأَبى
هامَ الفُؤادُ بِأَعرابِيَّةٍ سَكَنَت
بَيتاً مِنَ القَلبِ لَم تَمدُد لَهُ طُنُباSat, 27 Aug 2022 - 20 - الموسم الثاني - الحلقة الثامنة: من طيبات أبي الطيب
من طيبات أبي الطيب: أرق على أرق ومثلي يأرق
في هذه الحلقة الجديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" نرتحل مع د. علي بن تميم في بساتين أبي الطيب المتنبي، مع واحدة من أشهر قصائده، والتي نرى فيها كل خصائص شعره من المدح إلى الغزل إلى الفخر إلى الحكمة، ويُعاني المتنبي في مطلع قصيدته من الأرق الطّويل الذي لا ينقطع، هذا الأرق الشّديد الذي دفعه إلى البكاء والأسى، ثم يقول في البيت الثاني إنَّ غاية الصّبابة أو الشوق، هو بلوغ الحالة التي يعيشها هو في هذه اللحظات التي يكتب فيها قصيدته، فعيونه مُتعبة من شدّة البُكاء والقلق.
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقواSat, 03 Sep 2022 - 19 - الموسم الثاني - الحلقة التاسعة: من طيبات أبي الطيب
من طيبات أبي الطيب: وشادن روح من يهواه في يده
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" مع الدكتور علي بن تميم نرتحل فيها في عوالم أبي الطيب المتنبي ونقطف من بساتين أشعاره
وَشادِنٍ روحُ مَن يَهواهُ في يَدِهِ
سَيفُ الصُدودِ عَلى أَعلى مُقَلَّدِهِ
ما اِهتَزَّ مِنهُ عَلى عُضوٍ لِيَبتُرَهُ
إِلّا اِتَّقاهُ بِتُرسٍ مِن تَجَلُّدِهِ
ذَمَّ الزَمانُ إِلَيهِ مِن أَحِبَّتِهِ
ما ذَمَّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أَحمَدِهِ
شَمسٌ إِذا الشَمسُ لاقَتهُ عَلى فَرَسٍ
تَرَدَّدَ النورُ فيها مِن تَرَدُّدِهِ
إِن يَقبُحِ الحُسنُ إِلّا عِندَ طَلعَتِهِ
فَالعَبدُ يَقبُحُ إِلّا عِندَ سَيِّدِهِ
قالَت عَنِ الرِفدِ طِب نَفساً فَقُلتُ لَها
لا يَصدُرُ الحُرُّ إِلّا بَعدَ مَورِدِهِ
لَم أَعرِفِ الخَيرَ إِلّا مُذ عَرَفتُ فَتىً
لَم يولَدِ الجودُ إِلّا عِندَ مَولِدِهِ
نَفسٌ تُصَغِّرُ نَفسَ الدَهرِ مِن كِبَرٍ
لَها نُهى كَهلِهِ في سِنِّ أَمرِدِهِMon, 12 Sep 2022 - 18 - الموسم الثاني - الحلقة العاشرة: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب".. مع د. علي بن تميم، يصحبنا فيها في بساتين المتنبي، وهذه الحلقة مع قصيدته الشهيرة "أركائب الأحباب"
أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا
تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا
فَاِعرِفنَ مَن حَمَلَت عَلَيكُنَّ النَوى
وَاِمشينَ هَوناً في الأَزِمَّةِ خُضَّعا
قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا
فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا
حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً
في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا
وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً
لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا
سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ
سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا
فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها
ذَهَبٌ بِسِمطى لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعاMon, 19 Sep 2022 - 17 - الموسم الثاني - الحلقة الحادية عشر: من طيبات أبي الطيبSat, 24 Sep 2022
- 16 - الموسم الثاني - الحلقة الثانية عشر: من طيبات أبي الطيبSat, 01 Oct 2022
- 15 - الموسم الثاني - الحلقة الثالثة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي، ونقف فيها بعضاً من ثمار الحكمة في واحدة من أجمل وأشهر قصائدهحلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي، ونقف فيها بعضاً من ثمار الحكمة في واحدة من أجمل وأشهر قصائده
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ
يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ
أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى
يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ
عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى
لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ
يَرنو إِلَيكِ مَعَ العَفافِ وَعِندَهُ
أَنَّ المَجوسَ تُصيبُ فيما تَحكُمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي
وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا
فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى
يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً
وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ
وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ
يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ
وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى
حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُFri, 14 Oct 2022 - 14 - الموسم الثاني - الحلقة الرابعة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى حدائق المتنبي، ولحظة مليئة بالتأمل صاغ فيها خلاصة تجاربه، لم تكن سعيدة على الأرجح، جعلت موقفه من الجميلات صارما، وإن خالف الحقيقة. لكن سرعان ما يختفي ذلك عندما يستذكر حب الصبا وما انطوى عليه من براءة وصدق
لَقَد حازَني وَجدٌ بِمَن حازَهُ بُعدُ
فَيا لَيتَني بُعدٌ وَيا لَيتَهُ وَجدُ
أُسَرُّ بِتَجديدِ الهَوى ذِكرَ ما مَضى
وَإِن كانَ لا يَبقى لَهُ الحَجَرُ الصَلدُ
سُهادٌ أَتانا مِنكَ في العَينِ عِندَنا
رُقادٌ وَقُلّامٌ رَعى سَربُكُم وَردُ
مُمَثَّلَةٌ حَتّى كَأَن لَم تُفارِقي
وَحَتّى كَأَنَّ اليَأسَ مِن وَصلِكِ الوَعدُ
وَحَتّى تَكادي تَمسَحينَ مَدامِعي
وَيَعبَقُ في ثَوبَيَّ مِن ريحِكِ النَدُّ
إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها
فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ
وَإِن عَشِقَت كانَت أَشَدَّ صَبابَةً
وَإِن فَرِكَت فَاِذهَب فَما فِركُها قَصدُ
وَإِن حَقَدَت لَم يَبقَ في قَلبِها رِضىً
وَإِن رَضِيَت لَم يَبقَ في قَلبِها حِقدُMon, 17 Oct 2022 - 13 - الموسم الثاني - الحلقة الخامسة عشر: من طيبات أبي الطيب
في هذه الحلقة الجديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا د. علي بن تميم إلى بساتين الحكمة، حيث يتساوى طعم الموت في أمر صغير مع أمر عظيم، مطالبا المرء ألا يقنع بما لا يستحقه ما دام الموت واحدا
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحاً
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِTue, 25 Oct 2022 - 12 - الموسم الثاني - الحلقة السادسة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" مع د. علي بن تميم، نقطف فيها من ثمار الشعر والحكمة والغزل
أَفي الرَأيِ يُشبَهُ أَم في السَخاءِ
أَم في الشَجاعَةِ أَم في الأَدَب
وَإِنّي لَأُتبِعُ تَذكارَهُ
صَلاةَ الإِلَهِ وَسَقيَ السُحُب
وَأُثني عَلَيهِ بِآلائِهِ
وَأَقرُبُ مِنهُ نَأى أَو قَرُب
وَإِن فارَقَتنِيَ أَمطارُهُ
فَأَكثَرُ غُدرانِها ما نَضَب
وَطَوعاً لَهُ وَاِبتِهاجاً بِهِ
وَإِن قَصَّرَ الفِعلُ عَمّا وَجَب
وَما عاقَني غَيرُ خَوفِ الوُشاةِ
وَإِنَّ الوِشاياتِ طُرقُ الكَذِب
وَتَكثيرِ قَومٍ وَتَقليلِهِم
وَتَقريبِهِم بَينَنا وَالخَبَب
وَقَد كانَ يَنصُرُهُم سَمعُهُ
وَيَنصُرُني قَلبُهُ وَالحَسَب
وَما قُلتُ لِلبَدرِ أَنتَ اللُجَينُ
وَلا قُلتُ لِلشَمسِ أَنتِ الذَهَب
فَيَقلَقَ مِنهُ البَعيدُ الأَناةِ
وَيَغضَبَ مِنهُ البَطيءُ الغَضَب
وَما لاقَني بَلَدٌ بَعدَكُم
وَلا اِعتَضتُ مِن رَبِّ نُعمايَ رَب
وَلَو كُنتُ سَمَّيتُهُم بِاِسمِهِ
لَكانَ الحَديدَ وَكانوا الخَشَبSun, 30 Oct 2022 - 11 - الموسم الثاني - الحلقة السابعة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم في بساتين المتنبي
كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما
هَمٌّ أَقامَ عَلى فُؤادٍ أَنجَما
وَخَيالُ جِسمٍ لَم يُخَلِّ لَهُ الهَوى
لَحماً فَيُنحِلَهُ السَقامُ وَلا دَما
وَخُفوقُ قَلبٍ لَو رَأَيتِ لَهيبَهُ
يا جَنَّتي لَظَنَنتِ فيهِ جَهَنَّما
وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَت
تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما
يا وَجهَ داهِيَةَ الَّذي لَولاكَ ما
أَكَلَ الضَنى جَسَدي وَرَضَّ الأَعظُما
إِن كانَ أَغناها السُلُوُّ فَإِنَّني
أَصبَحتُ مِن كَبِدي وَمِنها مُعدِما
غُصنٌ عَلى نَقوى فَلاةٍ نابِتٌ
شَمسُ النَهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظلِما
لَم تُجمَعِ الأَضدادُ في مُتَشابِهٍ
إِلّا لِتَجعَلَني لِغُرمي مَغنَما
يُعطيكَ مُبتَدِراً فَإِن أَعجَلتَهُ
أَعطاكَ مُعتَذِراً كَمَن قَد أَجرَما
وَيَرى التَعَظُّمَ أَن يُرى مُتَواضِعاً
وَيَرى التَواضُعَ أَن يُرى مُتَعَظِّما
نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كَأَنَّما
خالَ السُؤالَ عَلى النَوالِ مُحَرَّماSun, 06 Nov 2022 - 10 - الموسم الثاني - الحلقة الثامنة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي اليانعة فنقطف منها أروع القصائد
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا
تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها
لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
وَلَو بَدَت لَأَتاهَتهُم فَحَجَّبَها
صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ
إِذا نَضاها وَيَكسى الحُسنَ عُريانا
يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ
حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا
قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري
فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُم هاناSun, 13 Nov 2022 - 9 - الموسم الثاني - الحلقة التاسعة عشر: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي ولحظة الوداع الحزينة التي تجعله يودع قلبه مع وداع المحبوب في واحدة من أجمل ما كتب شاعر العرب الكبير.
حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ
أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ
تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ
حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى
وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ
وَلَو حُمِّلَت صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا
غَداةَ اِفتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ
بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها
إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ
أَتَت زائِراً ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها
وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ
فَما جَلَسَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا
كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ
فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها
مِنَ النَومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ
فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها
وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ
تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى
فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ
غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِعُ
وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّباً حينَ يَلمَعُ
يَمُجُّ ظَلاماً في نَهارٍ لِسانُهُ
وَيُفهِمُ عَمَّن قالَ ما لَيسَ يَسمَعُ
فَصيحٌ مَتى يَنطِق تَجِد كُلَّ لَفظَةٍ
أُصولَ البَراعاتِ الَّتي تَتَفَرَّعُ
أَلَيسَ عَجيباً أَنَّ وَصفَكَ مُعجِزٌ
وَأَنَّ ظُنوني في مَعاليكَ تَظلَعُFri, 25 Nov 2022 - 8 - الموسم الثاني - الحلقة العشرون: من طيبات أبي الطيبSat, 03 Dec 2022
- 7 - الموسم الثاني - الحلقة الواحدة والعشرون: من طيبات أبي الطيبSat, 03 Dec 2022
- 6 - الموسم الثاني - الحلقة الثانية والعشرون: من طيبات أبي الطيبSun, 11 Dec 2022
- 5 - الموسم الثاني - الحلقة الثالثة والعشرون: من طيبات أبي الطيبMon, 19 Dec 2022
- 4 - الموسم الثاني - الحلقة الرابعة والعشرون: من طيبات أبي الطيب
حلقة جديدة من الموسم الثاني من برنامج "من طيبات أبي الطيب" يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي لقطف ما طاب من الشعر
أَوهِ بَديلٌ مِن قَولَتي واهاً
لِمَن نَأَت وَالبَديلُ ذِكراها
أَوهِ لِمَن لا أَرى مَحاسِنَها
وَأَصلُ واهاً وَأَوهِ مَرآها
شامِيَّةٌ طالَما خَلَوتُ بِها
تُبصِرُ في ناظِري مُحَيّاها
فَقَبَّلَت ناظِري تُغالِطُني
وَإِنَّما قَبَّلَت بِهِ فاها
فَلَيتَها لا تَزالُ آوِيَةً
وَلَيتَهُ لا يَزالُ مَأواها
كُلُّ جَريحٍ تُرجى سَلامَتُهُ
إِلّا فُؤاداً دَهَتهُ عَيناها
تَبُلُّ خَدَّيَّ كُلَّما اِبتَسَمَت
مِن مَطَرٍ بَرقُهُ ثَناياها
ما نَفَضَت في يَدي غَدائِرُها
جَعَلَتهُ في المُدامِ أَفواها
كُلُّ مَهاةٍ كَأَنَّ مُقلَتَها
تَقولُ إِيّاكُمُ وَإِيّاها
حَيثُ اِلتَقى خَدُّها وَتُفّاحَ لُب
نانَ وَثَغري عَلى حُمَيّاها
وَالخَيلُ مَطرودَةٌ وَطارِدَةٌ
تَجُرُّ طولى القَنا وَقُصراها
يُعجِبُها قَتلُها الكُماةُ وَلا
يُنظِرُها الدَهرُ بَعدَ قَتلاهاWed, 28 Dec 2022 - 3 - الموسم الثاني - الحلقة الخامسة والعشرون: من طيبات أبي الطيب
طيبات أبي الطيب" مع د. علي بن تميم يصحبنا فيها د. علي بن تميم إلى بساتين المتنبي ومسكياته
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّمِ
فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ
مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ
جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ
نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ
خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت
بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ
وَلا عِفَّةٌ في سَيفِهِ وَسِنانِهِ
وَلَكِنَّها في الكَفِّ وَالفَرجِ وَالفَمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ
وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِMon, 02 Jan 2023 - 2 - الموسم الثاني - الحلقة السادسة والعشرون: من طيبات أبي الطيبMon, 09 Jan 2023
- 1 - الموسم الثاني - الحلقة السابعة العشرون: من طيبات أبي الطيبFri, 13 Jan 2023
Podcasts semelhantes a من طيبات أبي الطيب
- 8 Hour Binaural Beats 8 Hour Sleep Music
- La Venganza Será Terrible (oficial) Alejandro Dolina
- Bloomberg Surveillance Bloomberg
- Deportes COPE COPE
- Dante Gebel Live Dante Gebel
- Eli Suli Eli Suli
- Fede Tessore - El Podcast Federico Tessore
- Podcast de Historia Deconstruida Gabriel Rodríguez
- Palabra Plena, con Gabriel Rolón Infobae
- Historia de Roma Jorge Nicolás Terradillos
- Venganzas del Pasado Juan Schwindt
- Libros para Emprendedores Luis Ramos
- Después del Amor Marcela Sarmiento
- Libros de Desarrollo Personal Nadia Benites
- Claudio Zuchovicki en Neura Neura
- Dentro de la pirámide Podium Podcast
- Audiolibros Por qué leer Por qué leer
- Psicologia Al Desnudo | @psi.mammoliti Psi Mammoliti
- Cuentos de medianoche Radio Nacional Argentina
- Historias de nuestra historia Radio Nacional Argentina
- The Go Radio Football Show Podcast thegoradiofootballshow
- Noticias Univision Univision
- Humor en podcast Unknown
- PADRE RICO, PADRE POBRE AUDIOLIBRO Verika Pérez
Outros Podcasts de Artes
- روائع المسلسلات الإذاعية Podcast Record
- الأعمال الكاملة لـ د. أحمد خالد توفيق Podcast Record
- أغرب القضايا Podcast Record
- موسوعة الكتب الصوتية Podcast Record
- ساعة لقلبك Podcast Record
- كتب صوتية أبو راشد
- Chanakya Neeti (Sutra Sahit) Audio Pitara by Channel176 Productions
- اذاعه الشرق الأوسط Hager Ali
- m3br اغاني m3br
- இசைத் தென்றல் Unknown
- Tamil Tamil ponnu AJiThA
- روايات عالمية Qatar Radio
- Urdu Service Afsheen Afzal
- Bhojpuri Ankit Pandey
- 1001 Nights | ألف ليلة وليلة Sowt | صوت
- Red Murga Red FM
- 八大胡同广播 八大胡同广播
- Urdu Ghazal Shahid Altaf
- Sleep Sounds Sleep Sounds
- 1001 Classic Short Stories & Tales Jon Hagadorn