Filtrar por género

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

609 - سناء العاجي الحنفي: لايكات الحج والعمرة ...
0:00 / 0:00
1x
  • 609 - سناء العاجي الحنفي: لايكات الحج والعمرة ...

    اسم مكتوب على ورقة أمام الكعبة.

    دعاء مسجل بالفيديو.

    صورة من الهاتف، من شرفة فندق مقابل الكعبة...

    حديثنا اليوم عن موضة انتشرت في السنتين الأخيرتين، حيث يكتب أحدهم اسم شخص ويأخذ له صورة أمام الكعبة. يتوصل صاحب الاسم بالصورة وينشرها على مواقع التواصل شاكرا أن فلانا دعا له من الكعبة! 

    أحيانا، تعوض صورة الشخص الاسمَ، لكن المغزى واحدٌ. 

    هناك أيضا من يسجل فيديو يدعو فيه، أمام الكعبة، لرئيسه في العمل أو أهله أو أصدقائه، ويبعث الفيديو لهذا الشخص أو ينشره على مواقع التواصل.

    وهناك الفقيه الذي يصلي التراويح ويراقب تطورات اللايف مباشرة، وأثناء الصلاة...

    موضة جديدة خلقها التدين الجديد المرتبط بعدد المتابعات وباللايكات، بنفس قدر اهتمامه بالتعبد نفسه.

    أستغرب كثيرا من هذه الممارسة. هل تبعث الدليل الذي يثبت أنك دعوتَ للشخص في الحج أو العمرة؟  وهل يحتاج منك الله تسجيلا للدعاء أو صورة الشخص المعني لكي يتعرف عليه ويتقبل دعاءك؟ هل الهدف هو الحج والدعاء الصادق، أم الهدف أن ننشر الصورة على مواقع التواصل لصناعة "الشو" والترند، ولكي يعرف العالم أننا كنا في الحج أو العمرة؟ هل هدف التدين هو التفرغ لهذه الشريعة بتفاصيلها الروحية الخالصة، والتفكير العفوي والصادق في شخص يهمنا والدعاء له من أقدس مكان عند المسلمين، أم أن نخبر هذا الشخص أننا دعونا له هناك وأن نبعث له الدليل؟ هل الهدف أن نصلي بالناس أم أن نتابع اللايف وتعليقاته؟ هل الأصل في الحكاية التعبد الخالص والدعاء الخالص لمن نحب، أم البحث عن الإضاءة المناسبة والفلترات وزاوية التصوير، حتى تكون الصورة جميلة وحتى تستدر اللايكات على مواقع التواصل؟

    قد أفهم هذه الممارسة في تفاصيل مرتبطة بالحياة واللهو والسفر: أن يلتقط شخص صورة باسم شخص آخر أمام معلمة سياحية، خلال مباريات كأس العالم، أمام مسرح ضخم أو ملعب كرة قدم معروف... هي أماكن سياحية وترفيهية قد تتلاءم مع فكرة العرض والشو... لكن المفروض في من يمارس شعيرة دينية أن يكون منغمسا في الجانب الروحي للشعيرة، أن لا ينخرط في هذا الهوس التواصلي... 

    فهل يحتاج منا الله صورا وأسماء لكي يتعرف على من ندعو لهم؟ هل يحتاج من نحبهم لدليل على أننا دعونا لهم في الحج؟

    Mon, 13 May 2024
  • 608 - هند الإرياني: الفيلم الإيراني الذي "قلّب" المواجع

     تمت دعوتي لحضور عرض فيلم وثائقي إيراني يحكي عن عائلة تركت إيران بسبب اضطهاد الحكومة لها، وهاجرت. نشاهد في الفيلم مقاطع لمظاهرات الإيرانيين عند قيام الثورة ضد الشاه في الفترة بين السابع من يناير 1978 حتى 11 فبراير 1979، والتي حولت إيران من نظام ملكي فاسد تحت حكم الشاه مدعومًا من الولايات المتحدة لجمهورية إسلامية. 

    نشاهد في الفيلم المتظاهرين الذي كان الكثير منهم يساريّين متحمسين بأن ستكون لديهم دولة عادلة خالية من الفساد، والارتهان للخارج. تذكرت وأنا أشاهد هذه المقاطع ثورة اليمن في 2011، وصور تشي غيفارا التي كان يرفعها اليساريّون في المظاهرات، والرقص في الساحات، وحماس طلاب جامعة صنعاء. لا شيء كان يقول لنا في بدايات هذه الثورة بأنها ستنتج لنا جماعات دينية حاكمة، وتجعل أغلب شمال اليمن في يد جماعة متحالفة مع إيران لا هدف لها سوى القتال إلى يوم القيامة، حيث تقوم بتجهيز فوق المليون ونصف طفل في المراكز الصيفية للحرب الكبرى بحسب قولهم، والتي يقولون إنها ستسبق ظهور المسيح، ونهاية العالم. 

    هل كنا نتوقع أن تصبح بلدنا اليمن في مثل هذا الخراب؟ لا. كنا متحمسين، ولدينا أحلام وردية ساذجة بعيدة عن الواقع. وأنا اتأمل التشابه الكبير بين الثورة الإيرانية الإسلامية، وما يسمى بثورة الشباب اليمني أجد أن حتى تواريخ قيام الثورة متشابهة، فربيع اليمن الشبابي لازال هناك جدل بين ثواره هل يحتفلون به في تاريخ 27 من يناير أم 11 من فبراير؟ ١١ فبراير؟ أليس هذا أيضا تاريخ الثورة الإيرانية الإسلامية؟ ثم الاحتفال بماذا؟ أعلم أن هناك من سيقول أن علينا أن نصبر، وننتظر ثورات جديدة مثل الثورات الفرنسية، ولكن إلى أن يأتي هذا اليوم بعد عشرات السنين لا أرى أن هناك داعيًا للاحتفال. 

    هل نحتفل بأن اليمن أصبحت دولة بدون دولة، وأن الفساد زاد، وامتلأت بطون تجار الحروب سواء في شمالها أو جنوبها؟ وأن شعبها يعاني الأمرّين؟ وأن التعليم تدهور، والناس بدون مرتبات؟ وأنّ الأطفال أصبحوا بدون حاضر، ولا مستقبل، وينتظرون الحرب الكبرى؟ على ماذا الاحتفال. خرجت من ذكرياتي ومشاعري الحزينة، وتلفّتّ حولي لأجد أنني أشبه الإيرانيين الذين يجلسون في القاعة معي، تنهّدت، وعدت لمشاهدة الفيلم الوثائقي. 

    Fri, 10 May 2024
  • 607 - المِقْصَلة...

    جرائم جنسيّة، بيدوفيليا، مافيات منظمة، قتل نساء، اغتصاب أطفال، عنف منفلت، اعتداءات بالجملة والمفرّق ومن كل نوع ولون في لبنان، والدولة مخدّرة، غائبة، مشغولة ببيع البلاد وتهجير أهل البلاد في صفقة مشبوهة قد تقضي تماماً على مستقبل هذا الوطن.

    كم هو مفجع على الصعيد الشخصي أن أرى بلدي يتفكك ويتحلل أمام أعين شعبه ودول العالم والجوار، ولا أرى أحدا من ذوي الشأن يحرّك ساكناً، في الداخل والخارج، ليوقف هذه المقصلة اليومية.

    نعم، لبنان سُلِّم تسليماً مأسويّاً إلى النهايات المعلومة والمجهولة: ساحاتٌ انحطاطيةٌ لانهيار السياسة، حكومةٌ أين منها الحكومات الدمى، مجلسٌ للنوّاب منافسٌ للديكتاتوريات المنتنة، اقتتالاتٌ واحتلالاتٌ من كلّ نوعٍ، اعتداءاتٌ علنيةٌ على الأرزاق والأعناق، خطفٌ واغتصابٌ وابتزازٌ وعنفٌ مفتوحٌ على الغارب، جوعٌ وفقرٌ ومرضٌ ويأسٌ وانسدادُ أفقٍ ومافياتٌ وعصاباتٌ تسرح وتمرح، قطّاعُ طرقٍ وسرّاقٌ وجلّادون وقتلةٌ ومرتزقةٌ وسماسرةٌ وعهّارٌ يسدّون المنافذَ ويملأون المدن والقرى، ولا يتورّعون عن ارتكاب ما لا يرتكبه عدوٌّ في عدوٍّ. 

    هذه المشهدية ليست افتراضيّة أو تحذيرية، بل واقعية تماماً، بحيث تحفل الشاشات والجرائد ووسائل التواصل بشتى الوقائع والحوادث والجرائم، وكأن المرتكبين لا يخشون انكشاف وجوههم، ولا يهابون عاقبةً ولا قصاصاً ولا رادعاً قانونياً أو سوى ذلك من احتمالات.

    ما لم تتحقق معجزة في زمن اندثار المعجزات، فإن لبنان هو على بعد أمتارٍ زمنيةٍ ضئيلة من الموت السريري المحتوم، الذي لا يحتاج إعلانه إلّا لنزع أنابيب الإنعاش الاصطناعي. كأن المطلوب إجبار الناس على القبول بهذا الأمر الواقع، وترك البلاد لقمةً سائغةً بين أنياب الطامعين والمتكالبين الجالسين حول طاولة الصفقات والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.

    الإبادة لا تكون فقط في القتل الجماعي، بل تكون أيضاً على صورة ما يجري في لبنان يومياً، وعلى كلّ المستويات الرسمية والشعبية. يجب بأي ثمن وقف عمل هذه المقصلة. سيندم العالم كلّه لأنه يشارك في هذه الجريمة النكراء، واللبنانيون سيندمون أولًا وأخيراً، حين لا يعود ينفع الندم.

    Thu, 09 May 2024
  • 606 - غادة عبد العال : أن تكون أقلية

    في ظني، ليس من الصحي أن تعيش طول عمرك في مجتمع أو في ظروف ما دائما ما تعتبرك الطرف الأقوى، بدون ما تجرب ولو مرة واحدة في حياتك أن تكون أقلية!

    فكرة أثارتها في خاطري صورة حزينة، لمجموعة من أقباط إحدى قرى الصعيد، يجلسون محشورين في مكان غير مجهز للصلاة، يبدو أنه أعد أو اتجهزعلى عجل وحذر وربما خوف بعد أن عانت نفس تلك القرية من أحداث طائفية في نهاية الشهر الماضي.

    الصورة يمكن ما تأثرش في ناس كتير، طالما ما مروش في يوم من الأيام بإحساس كونك أقلية، تسعى لأن تحتفظ بكينونتها وانتماءاتها وأفكارها في مجتمع أكبر يسيطر عليه المختلفين عنها.

    فعندما تكون مثلا ذكر مسلم سني قاهري فاتح البشرة أهلاوي، ما بعدش عن بيت عيلته وحيه اللي اتولد فيها يوم واحد في حياته، صعب انك تفهم يعني إيه تتلفت حواليك عشان بس تمارس ما تحسب أنه حقك في الحياة.

    مش هتفهم يعني إيه ناس تبص لك على إنك تستحتق التضييق، والتقييد وربما الأذى فقط لأنك بتصلي في مكان مختلف، أو بتتكلم لغة غريبة، أو لون جلدك مختلف ، أو حتى بتلبس ملابس أعضاء مجتمع الأغلبية بيصنفوها على إنها نوع من التصريح بهويتك بيهددهم بشكل مباشر وبالتالي لابد من تحجيمه أو القضاء عليه!

    مش هتفهم يعني إيه تضطر تخفي هويتك في وقت ما، ويبقى ده شيء طبيعي متعود عليه وجزء من حياتك اليومية. ولا هتفهم إزاي في أوقات كتير لازم تمنتج أفكارك وكلامك بدل ما تتفصل من شغل أو تتقاطع من مجموعة أصدقاء، أو يتم رفض انتماءك حتى لاتحاد ملاك في عمارة. لازم تمشي بسرعة من أماكن معينة أو تمد خطواتك في شارع ما عشان ما ارتحتش لنظرات اللي حواليك وتجاربك السابقة بتقول إن النظرات دي بتكون مقدمة لمواقف محرجة وسخيفة وأحيانا عنيفة!

    كوني امرأة من الأقاليم، انتقلت من مدينتها الصغيرة لمجتمع القاهرة الأكبر والأكثر انفتاحا، وجت لها الفرصة للسفر لعدة دول حول العالم، فالبطبع أنا في مواقف كتير اتعرضت لكوني أقلية. في أماكن أنا أقلية لأني امرأة، وفي أماكن تانية لأني مسلمة، وفي أماكن لأن ملامحي شرق أوسطية وأحيانا لأني عربية، وأحيانا لأني من الأقاليم وأحيانا لأني محافظة أكتر من اللازم وأحيانا أخرى لأني ليبرالية أكتر من المطلوب. 

    وفي رأيي وعلى الرغم من إن كونك أقلية بتقابل مواقف عنصرية في مجتمع مختلف دي تجربة مؤلمة، لكني في أحيان كتيرة باتمنى إن الكل يمر بالتجربة دي عشان يكون أكثر تفهما وأكثر رحمة بالآخرين. لازم تجرب الشعور ده، عشان تفهم لما بتمارسه تجاه شخص آخر، أو حتى لما بتصمت وانت بتشوفه بيتعرض ليه، إنت بتؤلمه أد إيه؟

    في النهاية مش عارفة إذا كان لازم أفكرك بحاجة بديهية، وهي إن ربنا خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف. مش عشان نتعنصر على بعض ونعزل بعض ونؤذي ونؤلم بعض.

    لكننا نعيش في زمن يحتاج للتذكير بالبديهيات، لذا وجب التنويه!

    Tue, 07 May 2024
  • 605 - سناء العاجي الحنفي: احذروا الحب... احذروا العزاب!

    في إحدى مناطق الأطلس، حاصر السكان سيدة كانت تستقبل حبيبها في البيت، واتصلوا بعناصر الشرطة التي اعتقلت الشخصين، وسيتم تقديمهما للمحاكمة.

    لكن، هناك، في نفس المنطقة، سيدة يعتدي عليها زوجها بشكل شبه يومي، بالضرب والشتيمة والإهانة، ولا أحد من الجيران يتدخل. وحين تسألهم، يقولون إن الأمر داخلي وعائلي بين رجل وزوجته، وأن لا حق لهم في التدخل. 

    من الواضح أن سلم القيم عندنا منقلب رأسا على عقب. إذ في الحقيقة، فيمَ يؤذينا ويؤذي الساكنة أن تكون لهذه السيدة علاقة عاطفية بهذا الشخص وأن يمارسا الجنس خارج الزواج؟ إذا فتحت بيتها محلا لامتهان الجنس، فهذا ربما يسبب إزعاجا للسكان بسبب كثرة تردد الزبائن. لكن شخصا يقيم في حي ما، وتربطه بشخص آخر علاقة عاطفية، ما دخل الساكنة إن كان بينهما عقد زواج أم لا؟ 

    هناك شهادات لشباب وشابات يقيمون بمفردهم، يتعامل معهم الجيران على أنهم مشبوهون، لمجرد كونهم غير متزوجين ولكونهم يقيمون بمفردهم. استقبالهم لصديق أو صديقة، استماعهم للموسيقى، تنظيمهم لوجبة عشاء أو غذاء مع الأصدقاء حتى لو كانت لا تشكل أي إزعاج أو فوضى...

    علما أن الجيران قد يسكن معهم أشخاص متزوجون غير محترمين، يستمعون للموسيقى بصوت مرتفع، يتشاجرون بصوت مرتفع أو بكلمات غير محترمة، ينظمون حفلات صاخبة أو حتى يستمعون للقرآن بصوت مرتفع في وقت الفجر، لأن هذا إن حدث، فهو اختيارهم ولا يفترض أن يفرضوه على الجيران. 

    هؤلاء يدخلون في عداد الجيران الذين ننتقدهم بصمت وتبرم، لكننا نقبلهم.

    بالمقابل، فالجار الأعزب والجارة غير المتزوجة، مهما كانوا متخلقين ومحترمين، يظلون تحت المجهر دائما... متهمين إلى أن تثبت براءتهم!

    من هذا المنطلق، كان حصار الجيران لجارتهم واتصالهم بالشرطة. هم لا تحركهم الأخلاق، لأن الأخلاق التي تهمنا فعلا، يفترض أن تكون أخلاقنا نحن وأخلاق المقربين منا. كما أنهم لن يتحركوا لحكاية الزوجة المعنَّفة لأنهم ضمنيا لا ينزعجون من ضرب النساء؛ ولن يتحركوا للتبليغ عن اللص الذي يقيم في الحي ويعرفه الجميع ولا عن الجار المرتشي....

    هم كالكثيرين غيرهم، مهووسون بالجنس وبمراقبة حياة الغير... وخصوصا النساء!

    Mon, 06 May 2024
Mostrar más episodios