Filtrer par genre

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

606 - غادة عبد العال : أن تكون أقلية
0:00 / 0:00
1x
  • 606 - غادة عبد العال : أن تكون أقلية

    في ظني، ليس من الصحي أن تعيش طول عمرك في مجتمع أو في ظروف ما دائما ما تعتبرك الطرف الأقوى، بدون ما تجرب ولو مرة واحدة في حياتك أن تكون أقلية!

    فكرة أثارتها في خاطري صورة حزينة، لمجموعة من أقباط إحدى قرى الصعيد، يجلسون محشورين في مكان غير مجهز للصلاة، يبدو أنه أعد أو اتجهزعلى عجل وحذر وربما خوف بعد أن عانت نفس تلك القرية من أحداث طائفية في نهاية الشهر الماضي.

    الصورة يمكن ما تأثرش في ناس كتير، طالما ما مروش في يوم من الأيام بإحساس كونك أقلية، تسعى لأن تحتفظ بكينونتها وانتماءاتها وأفكارها في مجتمع أكبر يسيطر عليه المختلفين عنها.

    فعندما تكون مثلا ذكر مسلم سني قاهري فاتح البشرة أهلاوي، ما بعدش عن بيت عيلته وحيه اللي اتولد فيها يوم واحد في حياته، صعب انك تفهم يعني إيه تتلفت حواليك عشان بس تمارس ما تحسب أنه حقك في الحياة.

    مش هتفهم يعني إيه ناس تبص لك على إنك تستحتق التضييق، والتقييد وربما الأذى فقط لأنك بتصلي في مكان مختلف، أو بتتكلم لغة غريبة، أو لون جلدك مختلف ، أو حتى بتلبس ملابس أعضاء مجتمع الأغلبية بيصنفوها على إنها نوع من التصريح بهويتك بيهددهم بشكل مباشر وبالتالي لابد من تحجيمه أو القضاء عليه!

    مش هتفهم يعني إيه تضطر تخفي هويتك في وقت ما، ويبقى ده شيء طبيعي متعود عليه وجزء من حياتك اليومية. ولا هتفهم إزاي في أوقات كتير لازم تمنتج أفكارك وكلامك بدل ما تتفصل من شغل أو تتقاطع من مجموعة أصدقاء، أو يتم رفض انتماءك حتى لاتحاد ملاك في عمارة. لازم تمشي بسرعة من أماكن معينة أو تمد خطواتك في شارع ما عشان ما ارتحتش لنظرات اللي حواليك وتجاربك السابقة بتقول إن النظرات دي بتكون مقدمة لمواقف محرجة وسخيفة وأحيانا عنيفة!

    كوني امرأة من الأقاليم، انتقلت من مدينتها الصغيرة لمجتمع القاهرة الأكبر والأكثر انفتاحا، وجت لها الفرصة للسفر لعدة دول حول العالم، فالبطبع أنا في مواقف كتير اتعرضت لكوني أقلية. في أماكن أنا أقلية لأني امرأة، وفي أماكن تانية لأني مسلمة، وفي أماكن لأن ملامحي شرق أوسطية وأحيانا لأني عربية، وأحيانا لأني من الأقاليم وأحيانا لأني محافظة أكتر من اللازم وأحيانا أخرى لأني ليبرالية أكتر من المطلوب. 

    وفي رأيي وعلى الرغم من إن كونك أقلية بتقابل مواقف عنصرية في مجتمع مختلف دي تجربة مؤلمة، لكني في أحيان كتيرة باتمنى إن الكل يمر بالتجربة دي عشان يكون أكثر تفهما وأكثر رحمة بالآخرين. لازم تجرب الشعور ده، عشان تفهم لما بتمارسه تجاه شخص آخر، أو حتى لما بتصمت وانت بتشوفه بيتعرض ليه، إنت بتؤلمه أد إيه؟

    في النهاية مش عارفة إذا كان لازم أفكرك بحاجة بديهية، وهي إن ربنا خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف. مش عشان نتعنصر على بعض ونعزل بعض ونؤذي ونؤلم بعض.

    لكننا نعيش في زمن يحتاج للتذكير بالبديهيات، لذا وجب التنويه!

    Tue, 07 May 2024
  • 605 - سناء العاجي الحنفي: احذروا الحب... احذروا العزاب!

    في إحدى مناطق الأطلس، حاصر السكان سيدة كانت تستقبل حبيبها في البيت، واتصلوا بعناصر الشرطة التي اعتقلت الشخصين، وسيتم تقديمهما للمحاكمة.

    لكن، هناك، في نفس المنطقة، سيدة يعتدي عليها زوجها بشكل شبه يومي، بالضرب والشتيمة والإهانة، ولا أحد من الجيران يتدخل. وحين تسألهم، يقولون إن الأمر داخلي وعائلي بين رجل وزوجته، وأن لا حق لهم في التدخل. 

    من الواضح أن سلم القيم عندنا منقلب رأسا على عقب. إذ في الحقيقة، فيمَ يؤذينا ويؤذي الساكنة أن تكون لهذه السيدة علاقة عاطفية بهذا الشخص وأن يمارسا الجنس خارج الزواج؟ إذا فتحت بيتها محلا لامتهان الجنس، فهذا ربما يسبب إزعاجا للسكان بسبب كثرة تردد الزبائن. لكن شخصا يقيم في حي ما، وتربطه بشخص آخر علاقة عاطفية، ما دخل الساكنة إن كان بينهما عقد زواج أم لا؟ 

    هناك شهادات لشباب وشابات يقيمون بمفردهم، يتعامل معهم الجيران على أنهم مشبوهون، لمجرد كونهم غير متزوجين ولكونهم يقيمون بمفردهم. استقبالهم لصديق أو صديقة، استماعهم للموسيقى، تنظيمهم لوجبة عشاء أو غذاء مع الأصدقاء حتى لو كانت لا تشكل أي إزعاج أو فوضى...

    علما أن الجيران قد يسكن معهم أشخاص متزوجون غير محترمين، يستمعون للموسيقى بصوت مرتفع، يتشاجرون بصوت مرتفع أو بكلمات غير محترمة، ينظمون حفلات صاخبة أو حتى يستمعون للقرآن بصوت مرتفع في وقت الفجر، لأن هذا إن حدث، فهو اختيارهم ولا يفترض أن يفرضوه على الجيران. 

    هؤلاء يدخلون في عداد الجيران الذين ننتقدهم بصمت وتبرم، لكننا نقبلهم.

    بالمقابل، فالجار الأعزب والجارة غير المتزوجة، مهما كانوا متخلقين ومحترمين، يظلون تحت المجهر دائما... متهمين إلى أن تثبت براءتهم!

    من هذا المنطلق، كان حصار الجيران لجارتهم واتصالهم بالشرطة. هم لا تحركهم الأخلاق، لأن الأخلاق التي تهمنا فعلا، يفترض أن تكون أخلاقنا نحن وأخلاق المقربين منا. كما أنهم لن يتحركوا لحكاية الزوجة المعنَّفة لأنهم ضمنيا لا ينزعجون من ضرب النساء؛ ولن يتحركوا للتبليغ عن اللص الذي يقيم في الحي ويعرفه الجميع ولا عن الجار المرتشي....

    هم كالكثيرين غيرهم، مهووسون بالجنس وبمراقبة حياة الغير... وخصوصا النساء!

    Mon, 06 May 2024
  • 604 - هند الإرياني : الواقعي العميق التعيس

    دائمًا ما يحكي كيف أن هذا العالم تحول لمكان بائس، ثم يرفق ذلك بمقولات كئيبة لنيتشه، ويأخذ السيجارة بطريقة تراجيدية، وينفخ الدخان، ويقول: "هذا العالم لم يعد صالحًا لأمثالي". ينام معظم يومه، ثم يصحو ليشرب القهوة، ويفتح تلفونه ليكتب كلمات منمقة عن قهوته، وصعوبة الحياة، يصوّر أيضًا أحد كتبه، ويختار الكتاب الذي يحمل عنوانًا معقدًا لكي يبدي لمتابعيه بأنه مثقف عميق، ولكي يتأكدوا من ذلك عليه أن يختار أكثر جملة معقدة في الكتاب، ويكتبها على صفحته في الفيسبوك لعل هذه الجملة تجعلهم يعرفون مدى عبقريته. 

    يرى الفقر شيئًا جميلًا، ودليلًا على أنه إنسان جيد، وليس سيئًا مثل هؤلاء الذين لوثوا أيديهم بالأموال. يتذكر بأن عليه أن ينظف غرفته التي لم ينظفها منذ شهر، ثم يتذكر أنه لم يستحم أيضًا منذ أيام، ثم يتذكر بأن ليس لديه إيجار الغرفة لهذا الشهر، ثم يقول لنفسه: "أمثالي لا يتم تقديرهم في هذا العالم البائس". يأخذ سيجارة أخرى، ويتذكر أن عليه أن يشتري علبة جديدة، فلم تتبق له الا سيجارتان.

     يفتح التويتر x، ويبحث عن "مساحة" ليتحدث فيها لعل وعسى أن يجد من سيفهم ماذا يقول، فجميعهم أغبياء في نظره، وهو فقط من يحمل كل الحقيقة. يفتح اليوتيوب، ويجد شبابًا مختلفين عنه، فيقول لنفسه: "ما هذا الذي يقولونه؟! إنهم يتحدثون عن الأكل الصحي والإيجابية يا لهذا الهراء، هؤلاء السذج الذين لا يفقهون شيئا في الحياة، النصّابون"، ثم يلمح بينهم شخصًا كان زميله في الجامعة، يتذكر مرة ثانية أن موعد الإيجار اقترب، يفكر قليلاً ربما عليه أن يتواصل معه، فكل من يعرفهم يرفضون إقراضه المال بسبب عجزه عن رده، يتحدث بصوت منخفض، وكأن هناك من يسمعه: "لنرى هل هذا الوغد الذي يكذب على الناس بكلماته الإيجابية سيثبت إيجابيته، ويساعد صديقه القديم". 

    يبحث عن اسم صديقه في الفيسبوك ويرسل له رسالة يقول فيها: "هل تتذكرني؟ أنا صديقك الذي كان الجميع يغار مني بسبب تفكيري المتقدم عن تفكيرهم، ولكنني أتذكر أنك كنت طالبًا مجتهدًا، ومختلفًا عنهم، علينا أن نلتقي قريبًا، فصديقك القديم يحتاجك في خدمة". يرسل الرسالة، ثم يعود لليوتيوب ليشاهد المزيد عن زميل المدرسة الذي تبدو عليه الصحة، والرخاء، ويعيش في بيت جميل، يلتفت حوله ليرى بيته المكدس بالأوساخ ثم يقول مشمئزًّا: " هذه الحياة ليست عادلة"

    Fri, 03 May 2024
  • 603 - جمانة حداد: طفح الكيل

    ماذا يقول فعلياً طلاب جامعة كولومبيا وسواها من الجامعات الأميركية الأخرى التي تشهد اعتصامات واحتجاجات متواصلة واسعة النطاق على ما يجري في فلسطين؟

    ثم ماذا يقولون حيال حملات القمع والاعتقالات والعنف والملاحقة ومحاولات الترهيب والإسكات، إن من جانب الإدارات أو من الشرطة؟

    هم يقولون، بكل بساطة، ما يجب أن يقوله العالم أجمع اليوم وبصوت واحد: لقد طفح الكيل. كيل الظلم، كيل الترهيب، كيل الجور، كيل الطغيان، كيل المجازر الجماعية، كيل قتل الأطفال والأبرياء، كيل الحرمان، كيل التشريد، كيل سرقة الأرزاق والأراضي والبيوت والأحلام، كيل المحاصرة، كيل التجويع...

    هؤلاء الطلاب، وبعض أساتذتهم أيضاً، يعلموننا درساً كبيراً في الشجاعة، في الثبات، في الكرامة، في الوقوف الى جانب الحق والعدالة والإنسانية في وجه البطش والتخويف وكمّ الأفواه. 

    يعلموننا أن القدر يصنعه البشر. شرف البشر. حفيظة البشر. قرف البشر. إرادة البشر. لقد تفجر نبع الغضب على الاستبداد والتحيّز، وما عاد يحتمل الضغط على فمه.

    هذا الذي يحصل هناك، يُشعرني بأن كراماتنا البشرية، كأفراد وشعوب عربية، تمسح بعضاً من عارها الكبير، هذا العار الذي يكتفي غالباً بالاستنكار والبيانات والكلمات التي لا تقدم ولا تؤخر. علما أن الصمت المهين هو تقريبا اللغة الوحيدة التي يعتصم بها العالم العربي، حيال ما يجري في فلسطين. 

    يا أيها الطلاب الشجعان، سلامي اليكم، سلامي الى غضبكم، سلامي الى الأمل الذي تعيدونه إلينا بأن ثمة ما لا يزال يستحق الحياة على هذا الكوكب، رغم كل التوحّش والبربرية والعنصرية والكراهية، رغم سيادة المال والمصالح، رغم هذه الجهنّم التي نعيشها منذ عقود.

    استمروا، استمروا، لعل عدواكم تصيب العميان والمتعامين، المخدرين والمتواطئين، الى أن يأتي يومٌ ننعم فيه جميعاً بالسلام والكرامة والحرية، في فلسطين، وفي لبنان، وفي كل أرضٍ يستولي عليها الظلم ويمارس أبشع أنواع العبوديات.

    Thu, 02 May 2024
  • 602 - عروب صبح: فعل الحلم.. محاولة تفسير

    هل يرتكب الناس فعل الحلم؟ 

    أم أنه فعل لا إرادي؟ 

    لماذا تسألين؟

    لم تأبه للسؤال وأكملت 

    نهارات كثيرة وليلة طويلة.. 

    تبدو ليلة مع أنها أيام وشهور وسنين..

    امتد فعل الحلم ولم يكن هناك أي موسيقى تصويرية سوى قرع طبول كطبول الحرب تعلو كلما اقترب خياله من نافذتها في ذلك الحلم الطويل الطويل..

    تتحرك الستارة..

    وإذا بها نسمة صيف ضلت طريقها 

    فتعود للحلم

     تمنته عاصفة هوجاء (منعشة) تحمل قلبها نحو قمر مل من فعل انتظارها 

    : أرأيت؟ ها هو قد عاد.. تغمز القمر بلؤم الدلال ثم تترك نفسها لعاصفة حبه المجنونة تحملها في كل مكان كانت تود لو مشت معه على أطراف طريقه.. الى كل زمان مضى ولم تكن عيناه نور أيامها..

    تطير مع ريح عاتية تحمل عطره 

    الى كل رصيف جلست ولم تجلس معه عليه في روما 

    وكل مقعد خشبي تمنت لو أنهما جلسا عليه في فيلا بورجيزي

    الى مشاوير على حافة المحيط في آخر الدنيا وخفقات خوف عند اقلاع الطائرة لا تهدئها سوى يده تمسك يدها 

    : لا لا أشعر بالجوع

    : بل أشعر بتخمة عجيبة 

    تشرب قهوة يحبها وتحبها لأجله على شرفة تطل على البوسفور..

    تستمع له يغني قصائد كتبها لها وضيعها آخر ساع بريد سلم حقيبته الجلدية مع ما تبقى فيها من رسائل.

    ويطير حمام الفجر فوق الفلوكة الصغيرة التي تتمرجح بهما على نهر النيل بينما محمد قنديل يغني من مذياع قديم.. يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل..

    : أين أنت؟

    : بقلبك

    : وانت؟

    أنظر حولك ماذا ترى؟

    : نسمة هواء رطبة ثقيلة.. بخار يتكاثف على العدسة، تصبح الرؤية صعبة

    : ما بال رياحك ساكنة لا ترد؟

    : مشغول؟

    ثقيل هو الوقت الذي يمضي دون أن تفهم لماذا لا يتحرك الهواء؟ يصبح التنفس صعباً 

    : معقول؟

    تكتب في دفترها 

    في المشاعر نحو من تحب عندما تجتاحك الأعاصير تبدو النسمة الرقيقة أمراً مؤذياً.

    كثيرا ما يكون فعل الحلم فعل تمني يجري بما لا تشتهي سفن الحقيقة .

    Wed, 01 May 2024
Afficher plus d'épisodes