Podcasts by Category

مسابقة الدولة البوسعيدية

مسابقة الدولة البوسعيدية

إذاعة الوصال

مسابقة الدولة البوسعيدية بمناسبة مرور 280 عامًا على تأسيس الدولة البوسعيدية تقدمها الباحثة الدكتورة أحلام الجهورية

44 - شخصية عُمانية عاشت في عُمان وزنجبار، كان قاضيا وشاعرا، لُقب بشاعر العلماء وعالم الشعراء؟
0:00 / 0:00
1x
  • 44 - شخصية عُمانية عاشت في عُمان وزنجبار، كان قاضيا وشاعرا، لُقب بشاعر العلماء وعالم الشعراء؟

    القاضي الشاعر ناصر بن سالم بن عدَيّم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد الرواحي البَهْلانِيّ (1277-1339هـ/ 1860-1920م). وُلد في بلدة مَحْرم بوادي بني رواحة بسمائل، ونشأ فيها. وتوجد روايتان لتاريخ ميلاده، إحداهما تقول إنه ولد سنة 1273هـ/ 1856م، والثانية تقول: إنه ولد سنة 1277هـ/ 1860م وهي التي يرجحها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي لوجود قرائن تؤيد هذا الرأي.

     

    وهو شاعرٌ وفقيهٌ وقاضٍ وصحافي كُنيته أبو مسلم، فهو البهلاني نسباً والرواحي حلفاً، كان والده العلامة سالم بن عديم عالماً فقيهاً، تقلّد القضاء للإمام عزان بن قيس (1285-1287هـ/ 1868-1871م)على ولاية بهلاء، كما كان جده الشيخ عبد الله بن محمد قاضياً للإمام سلطان بن سيف اليعربي على وادي محرم فاستوطنها وبقيت ذريته بها. تلقى أبو مسلم تعليمه الأول على يد والده سالم بن عديم الرواحي (ت: 1309هـ/ 1891م) ببلدة محرم، فتعلَّم على يده كتاب الله وعلوم العقيدة. كان أبو مسلم يتردد على الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي (ت: 1287هـ/ 1871م) لطلب العلم. 

     

    انتقل أبو مسلم الرواحي إلى زنجبار مع والده سنة 1295هـ/ 1878م، فوجد هناك كوكبة من العلماء مثل: الشيخين العلامتين عبد الله بن علي بن محمد المنذري ومحمد بن سليمان بن سعيد المنذري، ووجد في زنجبار جواً علميا ساعده في القراءة والاطلاع على مختلف الكتب النفيسة في شتى العلوم. وعاد إلى عُمان سنة 1300هـ/ 1883م، وظل فيها حتى سنة 1305هـ/ 1887م، ثم عاد إلى زنجبار التي سكن فيها في حي مَلِينْدِي بالعاصمة، وكانت له رحلة وحيدة خارج عُمان وزنجبار لأداء فريضة الحج سنة 1306هـ/ 1889م. وصل أبو مسلم الرواحي زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م)، ومكث فيها حتى وفاته في 2 صفر 1339هـ/ 15 أكتوبر 1920م، وبهذا يكون عاصر 8 سلاطين -جزء من عصر السلطان خليفة بن حارب- من سلاطين زنجبار. وأبرز الأحداث في سيرته الوظيفية:·       تقلّد منصب القضاء في عهد السلطان حمد بن ثويني (1310-1314هـ/ 1893-1896م)، وكان مستشاراً للسلطان، وله فيه قصائد مدح. استمر عمل أبو مسلم في القضاء حتى عهد السلطان علي بن حمود.

    ·       صاحَبَ السلطان حمود بن محمد (1314-1320هـ/ 1896-1902م) في رحلاته إلى الأقطار الإفريقية الشرقية سنة 1316هـ/ 1898م وقيد هذه الأسفار في كتيب بعنوان:اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الأفريقية الشرقية.·      طلب التقاعد من مهمة القضاء في عهد السلطان علي بن حمود (1320-1329هـ/ 1902-1911م)، وتفرَّغ للتأليف.

    عاصر أبو مسلم الرواحي البهلاني (1277-1339هـ/ 1860-1920م) من حكام عُمان:0.   السلطان السيد ثويني بن سعيد (1273-1282هـ/ 1856-1866م) 1.  السلطان السيد سالم بن ثويني (1282-1285هـ/ 1866-1868م)2.  الإمام عزان بن قيس (1285-1287هـ/ 1868-1871م)3.   السلطان السيد تركي بن سعيد (1287-1305هـ/ 1871-1888م)وعاصر أبو مسلم الرواحي البهلاني (1277-1339هـ/ 1860-1920م) من سلاطين زنجبار:0.    السلطان السيد برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م)1.   السلطان السيد خليفة بن سعيد (1305-1307هـ/ 1888-1890م)2.   السلطان السيد علي بن سعيد (1307-1310هـ/ 1890-1893م)3.   السلطان السيد حمد بن ثويني (1310-1314هـ/ 1893-1896م)4.   السلطان السيد خالد بن برغش (1314-1314هـ/ 1896-1896م)5.   السلطان السيد حمود بن محمد (1314-1320هـ/ 1896-1902م)6.   السلطان السيد علي بن حمود (1320-1329هـ/ 1902-1911م)7.   السلطان السيد خليفة بن حارب (1329-1380هـ/ 1911-1960م)

     

    ·      من مؤلفاته (المطبوعة والمخطوطة):0.    العقيدة الوَهْبِيَّة: كتاب في العقيدة، صاغه أبو مسلم على هيئة حوار بين أستاذ وتلميذه.1.    اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الأفريقية الشرقية: وثيقة تاريخية سجّل أبو مسلم فيها مشاهداته أثناء ملازمته للسلطان في تلك الرحلة، وصاغه نثراً وشعراً، وفيه امتدح الدولة البوسعيدية وأثنى على سلاطينها.2.    النشأة المحمدية في مولد خير البرية: في المولد النبوي لخير البرية الرسول صلى الله عليه وسلم.3.    النفَس الرَّحْمَاني في أذكار أبي مسلم البهلاني: جَمَعَ أبو مسلم فيه ما نظمه من أذكار، مع شروط كل ذكْر وكيفية تلاوته، ويعكس الكتاب الجانب السلوكي الذي شكّل نسبة كبيرة من شعر أبي مسلم.4.    ديوان أبو مسلم البهلاني:ديوان شعر في أغراض متفرقة، واكتسبت بعض القصائد شهرة كبيرة، منها قصيدته النونية "الفتح والرضوان في السيف والإيمان" في الاستنهاض.·      وله بعض المؤلفات المفقودة: ألواح الأنوار وأرواح الأسرار وكتاب جواهر الآثار وأرواح الأسرار، وبحر الأنوار في مأثور الأدعية والأذكار، وكتاب السياسة بالإيمان (في السياسة الشرعية)، وأرجوزة النور الوقاد في علم الاعتقاد.جهوده الصحفية:0.    أصدر أبو مسلم "جريدة النجاح"، وهي صحيفة جامعة شبه أسبوعية، كانت تصدر في الشهر ثلاث مرات عن حزب الإصلاح في زنجبار، ظهر أول أعدادها في شوال 1329هـ/ 12 أكتوبر 1911م في أربع صفحات، وتوقفت عن الصدور في مطلع 1332هـ/ يوليو 1914م.1.    كتب مقالات في عدد من الجرائد، مثل: جريدة النجاح بزنجبار، وجريدة الأهرام بمصر.2.    تأسيس "شركة مطبعة النجاح العربية" مع بعض الشركاء.ألقابه: عالم الشعراء وشاعر العلماء: اللقب الذي عُرف به وذاع صيته به. وشاعر العرب: لقّبه نور الدين عبد الله بن حميد السالمي بهذا اللقب. وشاعر العصر: لقّبه محمد بن يوسف أطفيّش الجزائري بهذا اللقب.

     

    أبو مسلم البهلاني في قائمة اليونسكو:أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" إدراج الشاعر العُماني ناصر بن سالم الرواحي الشهير بـ"أبي مسلم البهلاني"، ضمن الشخصيات المؤثرة عالمياً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على وفاته؛ حيث توفي عام 1920م وتم ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة 40 للمؤتمر العام لليونسكو بمقر المنظمة بباريس بتاريخ 14 نوفمبر 2019م. وهو خامس شخصية عُمانية يتم ادراجها ضمن هذا البرنامج.

     

    Wed, 13 Mar 2024
  • 43 - من هو السلطان الملقب بالسلطان المحسن؟
    السلطان السيد تيمور بن فيصل (1331-1350هـ/ 1913-1932م) هو السلطان الملقب بــــ(السلطان المُحسن)، حيث يذكر الأديب عبد الله الطائي أن الكثير من أفراد الشعب أطلقوا عليه لقب: (السلطان المُحسن)؛ وذلك لاحترامه وتقديره لرجال العلم والأدب ورعايته للفقير والمحتاج.

     

    وُلد السلطان السيد تيمور بن فيصل في عام 1302هـ/ 1885م في مسقط، والدته السيدة علياء بنت ثويني بن سعيد بن سلطان. تربى السلطان تيمور في قصر والده وتحت رعايته، ونشأ نشأة السلاطين، فقد تلقى مراحل تعليمه الأولى في مدرسة مسجد الوكيل التي أسسها والده السلطان فيصل بن تركي، وكانت هذه المدرسة تدرس علوم القرآن الكريم والفقه واللغة العربية، فتتلمذ السلطان تيمور على يد الشاعر محمد بن شيخان السالمي، بعد ذلك أرسل إلى الهند لاستكمال دراسته في كلية مايو بمدينة أجمير بالهند. تزوج السلطان تيمور عدة زوجات من جنسيات مختلفة، منهن: السيدة فاطمة بنت علي بن سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان في عام 1321هـ/ 1904م (والدة السيد سعيد)، وسيدة يابانية تدعى كيوكو في عام 1936م (والدة السيدة بثينة). وسيدة تركية شركسية تُدعى كاملة أجرالي (والدة السيد طارق). وعموماً للسلطان تيمور خمسة أبناء، هم: سعيد وماجد وطارق وفهر وشبيب، وبنت واحدة هي السيدة بثينة.

     

    دخل السلطان تيمور بن فيصل الحياة السياسية في سنٍ مبكرة، حيث كلّفه والده السلطان فيصل بن تركي في عام 1318هـ/ 1901م بمرافقة الحملة البريطانية إلى مناجم الفحم في صور، وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. وفي عام 1902م توجّه السيد تيمور إلى الهند ممثلاً عن والده للمشاركة في احتفالات تتويج إدوارد السابع (1901-1910م) ملكاً للمملكة المتحدة وامبراطوراً للهند.

     

    تولى السلطان تيمور الحكم في اليوم التالي لوفاة والده بتاريخ 5 ذي القعدة 1331هـ/ 5 أكتوبر 1913م. وكان يبلغ من العمر 27 عاماً. تولى السلطان تيمور بن فيصل الحكم في ظروف سياسية واقتصادية صعبة، وحاول القيام ببعض الإصلاحات الإدارية والمالية من أجل التغلب على تلك الأوضاع، ففي عام 1336هـ/ 1918م قام بإعادة تنظيم الإدارة المالية، وتنظيم إدارة الجمارك. كما شكّل السلطان تيمور أول مجلس وزراء في تاريخ عُمان في محرم 1339هـ/ أكتوبر 1920م برئاسة أخيه السيد نادر، وعضوية محمد بن أحمد الغشام البوسعيدي والي مطرح، مسؤولاً للمالية، وراشد بن عزيز الخصيبي قاضياً لمسقط، والزبير بن علي آل جمعة مسؤولاً للعدل، وذلك للإنابة عنه في إدارة شؤون البلاد أثناء وجوده خارجها. وفي صفر 1348هـ/ أغسطس 1929م عيّن السلطان تيمور ولده السيد سعيد رئيساً لمجلس وزراء عُمان. 

     

    تنازل السلطان تيمور بن فيصل عن الحكم لابنه السيد سعيد بن تيمور الذي تولى الحكم في رسمياً إلى 2 شوال 1350هـ/ 10 فبراير 1932م. وعاش السلطان تيمور بعد تنازله عن الحكم لنحو ثمانية وعشرين عاماً حياة هادئة تماماً، بعيداً عن السياسة وشؤون الحكم، وقضى أغلبها في الهند، وقليلاً منها في اليابان. وتوفى في 28 يناير 1965م في مدينة بومباي الهندية، حيث دفن في مقبرة ملحقة بإحدى مساجد المدينة. ويذكر الأديب عبد الله الطائي أن الكثير من أفراد الشعب أطلقوا عليه لقب: (السلطان المُحسن)؛ وذلك لاحترامه وتقديره لرجال العلم والأدب ورعايته للفقير والمحتاج.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    Wed, 13 Mar 2024
  • 42 - موسوعة عُمانية تتعلق بأسماء الأماكن في سلطنة عُمان صدرت في عام 2005م في عهد السلطان قابوس بن سعيد طيَّب الله ثراه؟

     

    موسوعة أرض عُمان، موسوعة خاصة بأسماء الأماكن في سلطنة عُمان. صدرت هذه الموسوعة في جزءين وتتكون من أكثر من 16600 مدخل، مقسمة حسب المحافظات العُمانية، وداخل كل محافظة رتبت الولايات ألفبائياً، وداخل كل ولاية رتبت أسماء الأماكن ألفبائياً بما فيها القرى والمدن والأفلاج والأودية وما إلى ذلك. ويتبع كل ولاية ملحق بأسماء القلاع والحصون والأبراج والأسوار والبيوت الأثرية إن وجدت.

     

    تكمن أهمية هذه الموسوعة في أنها تقدم صورة حضارية متكاملة عن عُمان؛ إذ تتناول الانعكاسات الجغرافية والتاريخية المرتبطة بالأسماء، وتقدم لها أحياناً تأصيلاً لغوياً ولمحة أدبية، بل تورد أحيانا ما توافر من شواهد من القرآن أو الحديث أو الشعر للاسم ودلالته وما إذا كان قد أطلق قديما على أماكن أخرى في الجزيرة العربية، إلى جانب أنها تضم مجموعة من القوائم الإحصائية والرسومات البيانية لبعض موضوعات الموسوعة.

     

    ومما يميز هذه الموسوعة فهرستها للأسماء؛ فإلى جانب الفهرسة الألفبائية للمدن والقرى يوجد مثلا فهرس مفصل بالأسماء المكررة مما يسهل دراسة هذه الظاهرة في عُمان، وأخرى عن المعالم الطبيعية كالجبال والأفلاج والعيون والأودية والسيوح والرمال والخيران والجزر.

     

    استمدت (موسوعة أرض عُمان) مصادرها من الوثائق التي حصلت عليها من الجهات الرسمية ذات الاختصاص في السلطنة، ومن (موسوعة أودية عُمان) ومن كتاب (التجمعات السكانية بالسلطنة حسب نتائج تعداد 2003). وجاء في المقدمة أن العمل وضع نصب عينيه الجهود المبذولة في كتب معاجم البلدان القديمة والحديثة وفي المعاجم اللغوية. صدرت الموسوعة في عام 2005م عن مكتب مستشار جلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي.

     

    ونذكر ما ورد في هذه الموسوعة عن 4 ولايات/ مدن لها خصوصية في تاريخ الدولة البوسعيدية وهي:

     

    أدم:الأَدَم بفتحتين جمع أديم، وقد يجمع على أدِمَة، وربما سمي وجه الأرض أديما. والأدَمة: باطن الجلد الذي يلي اللحم والبشرة ظاهرها. والأُدْمَة: السمرة والأدم من الناس الأسمر والأدم من الإبل الشديد البياض. والشائع في سبب تسمية أدم بهذا الاسم أنه مأخوذ من الأدمة، وهي التربة الخصبة، وكانت أدم سوقا من أسواق العرب في الجاهلية، وبها ولد الإمام أحمد بن سعيد جد أسرة آل سعيد التي تحكم عُمان، أو نسبة إلى أديم الأرض بمعنى وجه لأرض، وفي هذا دلالة على قدم البلد وعراقته. وقد أطلقت كلمة "أَدام" بفتح الهمزة على واد بتهامة وبئر بها، كما سمي أحد أودية مكة "أُدام" بضم الهمزة.

     

     

     

    صحار:يقال، أصحر المكان: اتسع، وصار كالصحراء،والصَّحَر والصُّحْرة: غبرة في حمرة خفيفة إلى بياض قليل، ويقال، أبرز له الأمر صحارا أي جاهره به مجاهرة. فالصحار هو العلانية والوضوح. وسميت بهذا الاسم إما نسبة إلى صحار بن إرم بن سام بن نوح أخو طسم ورباب وجديس، أو لأنها واسعة كالصحراء، قال الشاعر:إذا ما حللتم في صحار فألْمِموا         بمسجد بشار وجوزوا به قصدا

     

    وقد تحدث كثير من الرحالة والمؤرخين عن صحار، فقال ياقوت: صحار مدينة طيبة الهواء، والخيرات والفواكه، ليس في تلك النواحي مثلها. وقال البشاري عنها: "ليس في بحر الصين بلد أجمل منها، أو عامر مثلها، أهلها أهل حسن وطيب وهو ذوو يسار وتجار، ولهم آبار عذبة وقناة حلوة وهم في سعة من كل شيء وهي دهليز الصين، وخزانة الشرق والعراق ومعونة اليمن" وقد نقل عنه ذلك ياقوت في معجمه.

     

    الرُستاق:الرستاق جمع رساتيق، موضع فيه مزارع أو بيوت مجتمعة. وهي معربة عن الكلمة الفارسية رزداق، التي تحمل المعنى نفسه. وفي معجم الألفاظ الفارسية (لأدي شير) الرزداق والرستاق السواد والقرى تعريب روْستا. وسميت بذلك نسبة للبلدان المتقاربة بعضها إلى بعض. وقد أطلقت الرستاق كذلك على مدينة فارسية ناحية كرمان.

     

    مسقط: على وزن (مفعل). ويطلق هذا الاسم على منطقة استراتيجية حصينة، تقع على لسان بحري جبلي، تلتقي عليه أمواج بحر العرب من جهة، وخليج عُمان من جهة أخرى، فهي ملتقى البحر العربي والمحيط الهندي، وموقعها مهم. وسميت مسقط إما لسقوط مكانها بين جبال عالية، أو لسقوط الأودية عليها من المنحدرات والمرتفعات الجبلية المحيطة بها. وليس لها إلا بوابة بحرية واحدة كانت مرسى للسفن. وتتميز هذه البوابة بأنها محصنة بجبلين عاليين يمتدان إلى عمق البحر كأنهما ضلعان، ويفصل بينهما خليج عميق جداً. وقد أقيمت على قمتي هذين الجبلين قلعتان كبيرتان لحراسة المدينة. وفي الماضي كانت تستخدم كلمة "مسكد" و "مسكت" للدلالة على مسقط في كثير من المصادر والمراجع. وقد تحدث عنها الرحالة والمؤرخون وذكرها ياقوت الحموي في معجمه المؤلف في القرن السابع الهجري، وفصل القول فيها –في القرن الثامن الهجري- صاحب الروض المعطار في خبر الأقطار فقال: إنها مدينة يمر عليها من أراد بلاد الهند والصين، وهي مرفأ للسفن بين جبلين ويستقي المسافر من آبار عذبة المياه هناك ويحمل منها الحجارة لرمي العدو إذا خرج عليه. وفي النهضة الحديثة شملت تسمية مسقط العاصمة العُمانية بجميع ضواحيها. وقد لعبت هذه المدينة دوراً بارزاً في التاريخ البحري والسياسي للمنطقة، منذ أن اتخذها البوسعيديون عاصمة للدولة العُمانية.

     

     

    Wed, 13 Mar 2024
  • 41 - ما اسم الكتاب الذي ألفه المؤرخ الشيخ سيف بن حمود البطاشي وأرَّخ من خلاله سيرة الإمام أحمد بن سعيد؟

    كتاب الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد للمؤرخ الشيخ سيف بن حمود البطاشي (ت: 1420هـ/ 1999م) هو الكتاب الذي ألفه البطاشي وأرَّخ من خلاله سيرة الإمام أحمد بن سعيد. يتألف كتاب الطالع السعيد نُبَذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد من تسعة أبواب على النحو التالي:-       الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (1105-1198هـ).-       ذكر حروب أحمد بن سعيد البوسعيدي.-       سيرة الإمام محمد بن ناصر بن عامر الغافري (1724-1728م).-       قصائد في مدح الإمام أحمد بن سعيد.-       مكاتبات الإمام أحمد بن سعيد.-       ولاة الإمام أحمد بن سعيد وقضاته.-       بلدان البوسعيد والأفلاج التي أحدثوها في عُمان.-       أولاد الإمام أحمد بن سعيد.-       خاتمة في ذكر نسب البوسعيد.

     

    اعتمد الشيخ سيف بن حمود البطاشي في تأليف كتاب الطالع السعيد على الوثائق العُمانية الخاصة، وأناط اللثام عن الكثير من القضايا العالقة في التاريخ العُماني حيث صحح الكثير من المغالطات التاريخية التي حدثت في كتابة التاريخ العُماني سواء كانوا كتابا أجانب أم مؤرخين عربا اعتمدوا على المصادر العُمانية المترجمة فقد دون غيرها والتي لم تتوفر لهم إمكانية الاطلاع على المؤلفات العُمانية كما توفرت أجزاء منها للشيخ البطاشي.

     

    وفي تقديم السيد محمد بن أحمد بن سعود البوسعيدي لكتاب الطالع السعيد يقول: "قام الأخ الشيخ القاضي سيف بن حمود بن حامد البطاشي، ببحث متواصل، وجهد مستمر، مع ما يعاني من مرض حتى توصل إلى إخراج كتاب "الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد" وذلك مع قلة المراجع، لأن كتب التاريخ التي دونها أجدادنا أصيبت بعدة عوامل، ففقدنا أكثرها، والباقي لا يمكننا من عمل ما نحن نريده، من توسع في كتابة تاريخ رجل عظيم كالإمام أحمد بن سعيد لكن: "ما لا يُدرك كله ل يُترك كله"، فعسى من يأت بعدنا يُتمم ما قُمنا به، ونأمل أن يكون الشيخ سيف بن حمود قدوة، يقتدي به شبابنا في مواصلة البحث والتعلم منه، في المثابرة والجهد الكبير، الذي يبذله في التنقيب عن التاريخ، والله ولي التوفيق".

     

     ونُعرِّف قليلاً بمؤلف كتاب الطالع السعيد، فهو الشيخ العلامة سيف بن حمود بن حامد بن حبيب البطاشي، ولد في الثالث والعشرين من رمضان عام 1347 هـ ببلدة (إحدى) من أعمال ولاية دما والطائيين، وهي بلدة أنجبت العديد من العلماء الكبار، تعلم البطاشي في مدرسة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، كما تعلم على يد علماء كبار آخرين منهم الشيخ خلفان بن جميل السيابي، والشيخ عبد الله بن عامر العزري، والشيخ إبراهيم بن سعيد العبري.مارس الشيخ سيف البطاشي العديد من الأعمال وتنقل بين عددٍ من المحطات الوظيفية كان يجمع بينها العلم والبحث والاطلاع، فاشتغل منذ عام 1960م في القضاء، فكان قاضيا على جعلان بني بو حسن، وضنك، وإبراء، وقريّات، والسيب، وبوشر، ودما والطائيين، ثم عيّن في عام 1981م بوزارة التراث القومي والثقافة لمدة ست سنوات لتصحيح المخطوطات ومراجعتها، وفي عام 1991م عمل بمكتبة السيّد محمد بن أحمد البوسعيدي مصححا وباحثا.يعد الشيخ سيف بن حمود البطاشي من العلماء غزيري الإنتاج العلمي، حيث ألَّف العديد من المؤلفات المهمة من بينها: إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان، وهو مؤلف يتكون من ثلاثة أجزاء بذل المؤلف فيه جهدا كبيرا لتتبع سير العديد من العلماء العُمانيين في مختلف المجالات، وكتاب إرشاد السائل إلى معرفة الأوائل، وكتاب تاريخ المهلّب القائد وآل المهلّب، وكتاب دما ومآثرها التاريخية، وكتاب الطالع السعيد نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد الذي -كما أشرنا سابقاً- تناول بالتفصيل ومن خلال الرجوع إلى العديد من الوثائق النادرة سيرة الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية. وفي المجال الأدبي له كتاب إيقاظ الوسنان في شعر وترجمة الشيخ خلف بن سنان الذي يتناول سيرة وشعر أحد أشهر الشعراء والعلماء زمن الدولة اليعربية، والذي كان يضرب بمكتبته المثل في عدد الكتب التي ناهزت التسعة آلاف كما ورد في بعض أبيات الشاعر خلف بن سنان الغافري.توفي الشيخ سيف بن حمود البطاشي إثر مرضٍ عضال وهو على مشارف السبعين من عمره، وذلك في 23 رمضان 1420هـ/ 9 سبتمبر 1999م، وخلّف الشيخ سيف بن حمود البطاشي مكتبةً مهمة في بلدته “إحدى” من أعمال ولاية دما والطائيين تحتوي على حوالي (2600) كتاب، و(70) مخطوطة.
    Wed, 13 Mar 2024
  • 40 - ما اسم الجزيرة التي توفي فيها السيد سيف ابن الإمام أحمد بن سعيد في شرق أفريقيا؟

    لامو هي الجزيرة التي هاجر إليها السيد سيف الابن الثالث للإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية وتوفي فيها عام ١٢٠٤هـ/ ١٧٨٨م. وجزيرة لامو تعد جزءاً من أرخبيل لامو الذي يتكون من مجموعة من الجزر: (لامو، بته، سيوا، وغيرها) يقع في شرق إفريقيا -كينيا حالياً-، وكان الساحل الشرقي لإفريقيا جزءاً من الامتداد التاريخي لعُمان في أزمان ماضية.كيف وصل السيد سيف ابن الإمام أحمد البوسعيدي إلى لامو؟ اختلف السيد سيف مع والده الإمام أحمد وحاول الانقلاب عليه ثلاث مرات آخرها في محرم ١١٩٦هـ/ ديسمبر ١٧٨١م، حيث قام السيد سيف وأخوه سلطان بالقبض على أخيهما السيد سعيد، وكان مقيما في قرية حبرا بوادي المعاول، وأخذاه إلى مسقط، وتحاربا مع والدهما، لكن كبار شيوخ عُمان أصلحوا بينهم. وعلى أثر ذلك خرج السيد سيف وأخوه السيد سلطان من عُمان وتوجها إلى جزيرة جوادر على ساحل مكران، ونزلا في ضيافة ناصر خان حاكم كلات. وعندما علما بوفاة الإمام أحمد عادا إلى عُمان، واعترضا على إمامة أخيهما سعيد وحاولا تنصيب أخيهما السيد قيس؛ لكن تلك المحاولات فشلت. ولهذا قرر السيد سيف ترك عُمان والتوجه إلى شرق إفريقيا، وكتب المؤرخ ابن رزيق في الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين: "ولما نمت هيبة حمد وسطوته، استوحش منه عمه سيف ابن الإمام أحمد بمقدمات جرت بين سيف وأخيه سعيد بن الإمام". وأضاف: "فمضى سيف إلى لاموه من أرض الزنج". وقيل إنه كان يهدف من توجهه إلى زنجبار إلى إقامة إمارة بوسعيدية في شرق إفريقيا، وقد تبعه السيد حمد ابن الإمام سعيد حينما عرف بأهدافه فوجده ميتا في لامو، وكان هذا الحدث في عام ١٢٠٤هـ/ ١٧٨٨م.وللسيد سيف ابنة اسمها السيدة عزة وهي زوجة السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي مؤسس الإمبراطورية العُمانية، وله ابن هو السيد بدر الذي استدعته السيدة موزة من الزبارة بقطر حتى يكون في صفها وهذا كان جزء من الترتيب السياسي الذي قامت به إثر وفاة أخيها السيد سلطان وتعيين ابنه السيد سعيد خلفاً له، وقُتل السيد بدر في عام ١٨٠٦م بعد الخلاف الذي اشتد بينه وبين السيد سعيد بن سلطان.وبالعودة إلى الوراء، يمكن القول أن لامو اسم ليس بغريب على العُمانيين عموماً، فهو أرخبيل كان جزءً من الامتداد الحضاري لعُمان التاريخية. ولبيان ذلك، فهذا الأرخبيل كان الوجهة التي هاجر إليه ملكا عُمان سعيد وسليمان ابني بن عباد بن عبد بن الجلندى المعولي في الساحل الشرقي لإفريقيا، حيث نزلا في جزيرة بات بأرخبيل لامو، وذلك في أعقاب الحملة الأموية على عُمان في عام 82هـ/ 702م. ونتيجة للهجرات العُمانية المتتالية توسعت هذه الإمارة الجلندانية لاسيما بعد هجرة سعيد وسليمان في أرخبيل لامو، وازداد عدد سكانها من العُمانيين وغيرهم، ومن جزيرة بات انتشروا في بلدان الشرق الأفريقي والتي استوطنها أيضا العُمانيون قبل الاسلام. فتعد مملكة الجلندانيين أول مملكة عُمانية عربية إسلامية تؤسس في عصر مبكر من تاريخ الإسلام في شرق إفريقيا، وهي الأساس لكل الإنجازات الحضارية العربية الإسلامية في شرق إفريقيا.    ثم هاجر قوم من العتيك من أزد عُمان يعرفون بالنباهنة إلى الساحل الشرقي لإفريقيا في أواخر القرن السابع للهجرة، 699هـ/ 1299م، واستقروا في جزيرة بات من أرخبيل لامو حيث استطاع الملك النبهاني سليمان بن سليمان بن مظفر النبهاني تأسيس إمارة للنباهنة العُمانيين في بات.وفي عهد اليعاربة والبوسعيد توسع الحضور العُماني في شرقي إفريقيا، فأصبحت زنجبار عاصمة ثانية للإمبراطورية العُمانية في عهد السلطان السيد سعيد بن سلطان. ويمكن القول أن الرخاء الاقتصادي والتسامح الديني على أهل الساحل الشرقي لإفريقيا هو سمة الحضور والأثر العُماني في هذه المنطقة التي كانت جزء من الامتداد الحضاري للعُمانيين ولازالت.ومؤخراً، وفي فبراير من عام 2023م قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بسلطنة عُمان بالتنسيق مع سفارة السلطنة في نيروبي وبالتعاون مع وزارة السياحة والحياة البرية والتراث بجمهورية كينيا بافتتاح متحف لامو بعد إجراء بعض التحسينات عليه من ناحية صيانة المبنى ومن ناحية المادة التاريخية والوثائقية المعروضة في المتحف.وهذا المتحف لامو في الأصل كان مقراً لوالي البوسعيديين، حيث تم تأسيس هذا المبنى التاريخي في عام 1892م من قبل عبد الله بن حمد بن سعيد البوسعيدي والي لامو في عهد السلطان السيد علي بن سعيد بن سلطان البوسعيدي (1890-1893م)، بعد استصلاح مساحة من الأراضي داخل المحيط، ويجسد المبنى طراز المنازل الراقية التي تعود للقرن 19 الميلادي الواقعة على الواجهة البحرية، وقد حوّل المبنى ليكون مقراً لإقامة الوالي المعين من قبل سلاطين الأسرة البوسعيدية في شرق أفريقيا. تم استخدام المبنى لاحقاً من قبل شركة شرق إفريقيا التابعة للإمبراطورية البريطانية (I.B.E.A) وكبار المسؤولين الاستعماريين البريطانيين قبل أن يصبح مقر إقامة المفوض المسؤول عن المنطقة حتى عام 1968م، واستحوذت عليه أخيراً هيئة المتاحف الوطنية في كينيا وحولته إلى متحف في عام 1971م.ومنذ ذلك الحين أصبح متحف لامو مركزاً للمصادر التعليمية، وتم تخصيصه للحفاظ على هوية سكان الساحل وحفظ المواد المتعلقة بتاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    Wed, 13 Mar 2024
Show More Episodes